الجزائر تدرس خيارات إنهاء السنة الدراسية في ظل كورونا

27 ابريل 2020
أغلقت مدارس الجزائر منتصف مارس لمكافحة كورونا (بلال بنسالم/Getty)
+ الخط -
نفت الحكومة الجزائرية ما يتم تداوله حول إقرار سنة دراسية بيضاء (إنهاء الدراسة) بسبب الأزمة الوبائية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا، وأنها تدرس مقترحات لإنهاء السنة الدراسية، مؤكدة استقرار الوضع الوبائي في البلاد.

وقال وزير التربية الجزائري محمد أجعوط، خلال اجتماع مع جمعيات أولياء التلاميذ، إنه "لا وجود لسنة بيضاء بالنظر إلى مستوى التقدم في تنفيذ البرامج والمقررات في المراحل التعليمية الثلاث قبل توقيف الدراسة في 12 مارس/آذار الماضي، بسبب التدابير الوقائية من فيروس كورونا. الفصل الثالث من السنة الدراسية محدد بأربعة أسابيع قبل امتحانات نهاية السنة، ما يعني أن التلاميذ درسوا الجزء الأكبر من المقررات".

وقال وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، خلال زيارته ولاية بشار (جنوب)، إن الجزائر بدأت تشهد حالة استقرار وبائي، مستدلا بتحسن الوضع في ولاية البليدة التي تعد أكبر بؤرة للوباء، والتي لم تسجل أية إصابة أمس الأحد.
وكشف الناطق الرسمي للجنة رصد ومتابعة انتشار فيروس كورونا، جمال فورار، الاثنين، عن تسجيل 7 وفيات جديدة، ليبلغ الإجمالي 432 وفاة، وتسجيل 135 إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 3517 مصابا، فضلا عن ارتفاع عدد المتعافين إلى 1557، بعد تسجيل 50 حالة تعافي جديدة. وكشفت بيانات اللجنة انخفاضا كبيرا في معدلات الوفيات، التي تراوحت خلال الأسبوع الماضي بين ثلاث وتسع وفيات.

وأوضح وزير الصحة أن تدابير الوقاية متواصلة، محذرا من "التراخي بعد تخفيف إجراءات الحجر الصحي، لأنه لا يمكن التأكد من نهاية الفيروس إلا بعد ظهور نتائج التحقيق الوبائي"، في إشارة إلى قرارات اتخذتها الحكومة، السبت الماضي، بإعادة فتح قطاعات تجارية واقتصادية تشمل حركة سيارات الأجرة داخل المدن، ومحال بيع الـملابس والأحذية والأجهزة الكهربائية والمنزلية.

وجرى اعتراض كبير من الأطباء على قرارات الفتح التدريجي، بسبب مخاوف من أن تؤدي إلى خروج الناس من الحجر الصحي، ما قد يتسبب في موجة ثانية من انتشار الفيروس، خاصة بعد ملاحظة التزاحم الكبير في الأسواق مع بداية شهر رمضان.

وفي الشأن التعليمي، طلب وزير التربية من منظمات أولياء التلاميذ تقديم مقترحات حول كيفية التعامل مع الموسم الدراسي الحالي، والتفكير في حلول بديلة، في حال تقرر تمديد إجراءات الحجر الصحي ومواصلة تعليق الدراسة، تشمل كيفية تنظيم الامتحانات.

وتطرح السلطات الجزائرية جملة من الاقتراحات التي تتعلق بتقليص الفترة الزمنية الخاصة بالفصل الثالث، وإجراء التقويم اعتمادا على نظام تعديل العلامات، وتحديد التاريخ الذي يستحيل بعده استئناف الدراسة في حالة تمديد إجراءات الحجر.

فيما اقترحت جمعيات أولياء التلاميذ إلغاء امتحانات الشهادة الابتدائية، واحتساب نتائج الفصل الأول والثاني، وإرجاء إجراء امتحان شهادة البكالوريا حتى نهاية سبتمبر/أيلول، أو مطلع أكتوبر/تشرين الأول، في حين ستدلي نقابات قطاع التعليم بموقفها في القضية غدا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأساتذة، كبرى نقابات التعليم في الجزائر، مسعود بوديبة، لـ"العربي الجديد"، إن المجلس اقترح تأجيل الامتحانات الرسمية إلى ما بعد العطلة الصيفية، وإجراءها في بداية الدخول المدرسي المقبل، خاصة أن إجراء الامتحانات في مايو أو يونيو صعب، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الولايات الداخلية وولايات الجنوب.

وتتفق مع هذا الطرح نقابات أخرى اقترحت تقديم الدخول المدرسي للسنة المقبلة إلى 20 أغسطس/آب، واستغلال شهر سبتمبر/أيلول لاستكمال المقرر الدراسي للفصل الثالث من العام الدراسي المتوقف، وتأجيل بدء الموسم الدراسي المقبل إلى العاشر من أكتوبر.

وهناك مقترح ثالث يدعو إلى احتساب نتائج الفصلين الأول والثاني بالنسبة لكل المستويات، بما فيها سنوات الانتقال إلى الأطوار التعليمية اللاحقة.

المساهمون