الجزائر تدرب فرقاً أمنية تونسية على مكافحة الإرهاب

09 أكتوبر 2018
قيدت التحركات العسكرية من حركة المجموعات المسلحة (فرانس برس)
+ الخط -


وافقت الجزائر على استقبال فريق أمني تونسي للتدرب على مكافحة الإرهاب. واتفق البلدان على رفع مستوى التعاون الأمني والاستخباراتي لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتطهير الحدود من المجموعات الإرهابية، التي تنشط خصوصاً على الجانب التونسي من الحدود.

وقال مصدر جزائري مسؤول، رافق وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي في زيارته إلى تونس، السبت الماضي، إن الجزائر وافقت على استقبال فريق أمني تونسي للتدرب على مكافحة الإرهاب واكتساب الخبرة التقنية في تحليل المعطيات والأدلة الجنائية، خصوصاً أن الجزائر تملك مركزاً متطوراً في هذا المجال، يوجد في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائر. وأضاف المصدر، لـ"العربي الجديد"، أن وزير الداخلية الجزائري نقل إلى نظيره التونسي، هشام الفوراتي، استعداد الجزائر لوضع تجربتها في مجال مكافحة الإرهاب في خدمة تونس، وتدريب الفرق الأمنية والفنية المختصة، وتقديم دعم لوجستي وفني في مجال مكافحة الإرهاب، يشمل تقديم عتاد، وأيضاً تنفيذ اتفاقيات تخص مشاريع للتنمية الحدودية المشتركة، تساعد سكان المناطق الحدودية على الانخراط في الحركة الاقتصادية، والحد من ظاهرة التهريب التي تستفيد المجموعات الإرهابية منها أيضاً.
وفي السياق، قال بدوي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، إن "التنسيق الأمني بين الجزائر وتونس حقق نتائج إيجابية في مجال مكافحة الإرهاب، وأدى التنسيق المحكم  إلى أن نتمكن من رفع التحدي الأمني، عبر التعاون وتبادل المعلومات والخبرات، وبلغنا نتائج إيجابية". وأضاف أن "الإرهاب ليس له بطاقة تعريف، ولا بلد ولا حدود. وقد أكدت الأحداث أنه يجب على كل الدول والهيئات أن تعمل وتجند طاقاتها وتنسق خبراتها ومعلوماتها للقضاء تدريجياً على هذه الظاهرة. والجزائر التي عانت وحاربت وقاومت بكل قواها ومؤسساتها الدستورية ظاهرة الإرهاب منذ سنوات، ورفعت هذا التحدي بالقضاء على هذه الظاهرة بنسبة كبيرة جداً، تواصل يقظتها وتجنيد كل طاقاتها والعمل مع أشقائها مثل تونس".

وترتبط الجزائر وتونس باتفاقية تعاون أمني وقعت في العام 1998، وتمت مراجعتها في يوليو/تموز 2013، تقضي بتبادل المعلومات الأمنية والاستخباراتية. وتم توسيع الاتفاق في أكتوبر/تشرين الثاني 2016 لتشمل التعاون اللوجيستي وتنسيق العمليات العسكرية والتمشيط المشترك للحدود وملاحقة المجموعات الإرهابية. وتنشط مجموعات إرهابية على الحدود بين تونس والجزائر، وتستفيد من تموين شبكات التهريب، خصوصاً "كتيبة عقبة بن نافع" التي تتمركز في منطقتي الشعانبي وجبل سمامة على الحدود. وفي يوليو الماضي اغتالت مجموعة إرهابية خمسة من عناصر حرس الحدود في منطقة جندوبة على الخط الفاصل بين الجزائر وتونس. وفي مايو/أيار الماضي أحبطت قوات حرس الحدود التونسية هجوماً إرهابياً على مركز أمني يبعد نحو 600 متر عن الحد الحدودي بين الدولتين.

ويمثل تحرك المجموعات الإرهابية على الحدود الجزائرية التونسية هاجساً أمنياً مقلقاً بالنسبة للجزائر وتونس. وأقدمت الجزائر في يناير/كانون الثاني الماضي على حفر خنادق في نقاط حدودية، خصوصاً في منطقتي تبسة وسوق أهراس المقابلة لمنطقتي الكاف والقصرين في تونس، لمنع تحرك الإرهابيين والمهربين، ونشرت 28 مركزاً أمنياً متقدماً على طول الحدود لمراقبتها. كما نشرت، بطلب تونسي، قوات عسكرية إضافية على الحدود، لتعزيز عمليات مراقبة الحدود والقضاء على المجموعات المسلحة. وساهمت هذه الخطوات الأمنية والعسكرية المشتركة في تقييد حركة المجموعات المسلحة والقضاء على عدد من عناصرها. وكان أبرز هذه العمليات القضاء على زعيم "كتيبة عقبة بن نافع"، لقمان أبو صخر، وشقيقه ومجموعة من مرافقيه في منطقة قفصة الحدودية قبل ثلاث سنوات عندما كان قادماً من الحدود الجزائرية.

دلالات
المساهمون