دعت ثلاثة أحزاب معارضة في الجزائر، اليوم الثلاثاء، إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية التي ستجري في 17 إبريل/ نيسان المقبل، بعدما أعلنت الحكومة أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، البالغ من العمر 76 عاماً، سيخوضها لتولي فترة رئاسية رابعة، ليمدّد سلطته المستمرة منذ 15 عاماً.
ويحظى بوتفليقة بدعم حزب "جبهة التحرير الوطني" وحلفاء آخرين للجبهة، لذا فهو شبه متأكد من إعادة انتخابه. وينظر الموالون لبوتفليقة إليه على أنه الرجل الذي أعاد للبلاد السلام والاستقرار الاقتصادي بعد صراع دموي مع الاسلاميين في التسعينات أسفر عن مقتل نحو 200 ألف شخص.
غير أن أحزاب "التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية" وحركة "مجتمع السلم" وحركة "النهضة" (الاسلامية)، التي لا تمثّل تحدياً حقيقياً لـ"جبهة التحرير الوطني" أو آلتها الحزبية، دعت الى مقاطعة الانتخابات التي يقولون إنها لن تكون نزيهة مع مشاركة بوتفليقة فيها.
وقالت أحزاب المعارضة، في بيان، إنه يجب على المرشحين الانسحاب من هذه "المهزلة الانتخابية". وأضافت أن الظروف غير مهيّأة لتدقيقٍ حرّ وشفاف.
والوضع الصحي لبوتفليقة غير سليم؛ فقد أصيب أكثر من مرة بانتكاسة استدعت دخوله الى المستشفى، لذلك يرى زعماء المعارضة أنه يجب أن يخلي الطريق أمام جيل جديد يريد إصلاح بلد يقولون إنه يُدار من وراء الستار منذ الاستقلال بواسطة مجموعة من الساسة المسنين من أعضاء "جبهة التحرير الوطني" وكبار ضباط الجيش.
ومن غير المرجّح أن يكون لدعوة أحزاب المعارضة إلى المقاطعة تأثير هام على فرص بوتفليقة في الانتخابات. غير أن هذه هي المرة الأولى التي يوحّد فيها المعارضون جهودهم، في مؤشر على اعتراضهم على تولي بوتفليقة لفترة رابعة.