كشف الأمين العام للاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، محمد عليوي، عن تشكيل لجنة للتحضير لعيد الأضحى المبارك، تضم مختلف القطاعات وممثلين عن الفلاحين ومربي المواشي، تعمل على ضمان بيع الأضاحي في ظروف مواتية عبر "أسواق محمية" ضمن إجراءات صحية تمنع انتشار فيروس كورونا بين الموالين (المربين) والباعة والمشترين.
وقال عليوي لـ"العربي الجديد"، إن قرار غلق أسواق المواشي هذا الأسبوع، نتيجة التفشي الكبير لفيروس كورونا بالجزائر، وقبل شهر من حلول عيد الأضحى المبارك، اضطرت وزارة الفلاحة لقرار بديل يعوض الأسواق الاعتيادية، لتمكين الجزائريين من شراء الأضاحي بشكل عادي، إذ سيتم تشكيل لجان على المستوى المحلي تحدد الأماكن المسموحة للبيع بداية من الأسبوع المقبل.
وتحوي "الأسواق المحمية" أماكن لمبيت الموالين القادمين من المناطق الداخلية، وسيكون فيها بياطرة لفحص المواشي، مع إلزام السلطات المحلية بمراقبة نقاط البيع ومدى احترام إجراءات التباعد بين الباعة والمشترين وكذا بين نقاط بيع كل موال، بالإضافة إلى ضمان تنظيف المكان بعد العرض بشكل مستمر.
وقال نائب رئيس فيدرالية مربي المواشي المكلف بالتجارة والمالية مزروع بلقاسم، لـ"العربي الجديد"، إن العرض هذه السنة متوفر بشكل كبير وأكثر من السنوات السابقة، إذ تسبب غلق أسواق المواشي خلال فترة الحجر الصحي والإجراءات الوقائية المرافقة لانتشار فيروس كورونا، كغلق الفنادق والمطاعم، ومنع الحفلات والأعراس، في تراجع مبيعات اللحوم الحمراء بنحو النصف، مقارنة بالسنوات السابقة.
وتوجه السوق المحلية ستة ملايين رأس غنم سنويا للتضحية، بينما تقارب هذه السنة الثمانية ملايين. ويتوقع ممثل الموالين تراجعا أيضا في عدد العائلات التي ستكون لديها القدرة على شراء أضحية العيد، إذ لن يتجاوز عددها أربعة ملايين، أي بتراجع بنحو 50 في المائة، بالنظر إلى تراجع قدرتها الشرائية نتيجة توقف عديد النشاطات بسبب الحجر الصحي المستمر لأكثر من أربعة أشهر.
وقال بلقاسم إن العرض متوفر بينما يبقى فتح الأسواق الخاصة بعيد الأضحى هو المتحكم في الأسعار.
وتتوجه بعض العائلات إلى شراء أضاحي من الباعة ودفع سعرها على أقساط. ويقول نبيل ضيف، وهو عامل يومي بأحد المطاعم بالعاصمة، لـ"العربي الجديد"، إنه تعوّد على شراء الأضحية بالتقسيط سابقا غير أنه لن يفعل هذه السنة، لأن القروض التي استهلكها خلال فترة الحجر الصحي فاقت قدراته.
ومن جانبها، تقول المواطنة وسام بن متروك، لـ"العربي الجديد"، إنها "اتفقت مع زوجها على شراء أضحية على أقساط"، مضيفة: "تعودنا على شراء الأضحية سنويا، لكن هذه السنة وبعد إحالتي على إجازة بدون راتب وتكفل زوجي العامل بإحدى المؤسسات التي تعاني ماليا بكل المصاريف بمفرده، قررنا الإبقاء على التقليد لكن بطريقة تناسبنا ماديا وبالتقسيط".
وأوضح رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك مصطفى زبدي، لـ"العربي الجديد"، أنه راسل وزارة الفلاحة بخصوص مضاعفة مساحات البيع على مستوى المحافظات المحلية، لتمكين الباعة من احترام إجراءات التباعد، وتسهيل تنقل الموالين مع فتح الأسواق مبكرا.
ويعتقد زبدي أن الأسواق ستكون كافية لتلبية طلبات كل المستهلكين، بينما يتوقع أن تكون الأسعار مرتفعة بالنظر إلى توقف نشاط الباعة لقرابة أربعة أشهر مع ارتفاع أسعار الأعلاف.