الجزائري بلحوسيني لـ"العربي الجديد":محرز الأفضل وبعت سيارتي للعلاج وخطأ حرمني من السد

17 مايو 2020
النجم الجزائري عبد النور بلحوسيني (العربي الجديد)
+ الخط -

يُعتبر النجم عبد النور بلحوسيني، أحد أهم اكتشافات مسابقة الدوري الجزائري هذا الموسم، إذ نجح في تسجيل 10 أهداف لفريقه اتحاد بلعباس جعلته يتصدر الهدافين، ما يُقربه أكثر من الاحتراف في الخارج.

وخلال حوار خصّ به صحيفة وموقع "العربي الجديد"، تطرق بلحوسيني للعديد من التفاصيل، منها برنامجه اليومي خلال الحجر الصحي، وسر نجاحة في تصدر قائمة هدافي المسابقة الجزائري.

حدثنا في البداية عن برنامجك في ظل وجودك بالحجر الصحي المنزلي؟

أستغلّ يومي بشكل عادي جداً. أستيقظ وقت صلاة الظهر، ثم أؤدي صلاتي، وبعدها أتلو ما تيسر من القرآن، ثم عند حلول الساعة الخامسة مساءً أتوجه إلى التدريبات خارج المنزل لنحو ساعة أو ساعة ونصف على الأقل، إلى أن يحين وقت الإفطار مع العائلة، وأشاهد التلفزيون إلى غاية تأديتي لصلاة التراويح، ثم النوم الجيد، وهذا يبقى مطلوباً عند الرياضيين.



أغلب لاعبي الدوري الجزائري لكرة القدم يُعانون من نقص وسائل التحضير في منازلهم. كيف تتعامل مع هذا الوضع الصعب؟

تلقينا نحن اللاعبين في فريق اتحاد بلعباس، منذ بداية أزمة فيروس كورونا الجديد الذي ندعو الله زواله في أقرب وقت، برنامجاً خاصاً من قبل مدربينا لتطبيقه في هذه الفترة من التوقف. والآن نحن نتعامل معه مثل ما هو مطلوب منا. صحيح أننا نعاني نقصاً في وسائل التحضير في ما يتعلق بوجود اللاعبين في بيوتهم، لكن علينا التعامل مع هذا الظرف مهما كان الحال، رغم أن التدريب الفردي بهذه الطرق التي نعتمد عليها يُمثل نسبة قليلة جداً من تلك التي نقوم بها في التدريبات الجماعية مع فرقنا، لكن يبقى المهم أن نبقى في أحسن لياقة تحسباً لأيّ قرار يصدر عن استئناف المنافسة في قادم الأيام المقبلة.


كأحد نجوم الدوري الجزائري، هل أنت من المؤيدين لاستكمال الدوري بعد استقرار الأوضاع الصحية أم مع إلغائه نهائياً مثلما حدث في فرنسا وهولندا؟

أرى أنه في هذه الظروف التي خلّفها فيروس كورونا، وعطفاً على الوسائل الموجودة عندنا، يجب علينا وضع صحة الناس قبل كل شيء وقبل كرة القدم طبعاً. لكن يبقى الرأي الأخير عند الاختصاصيين والسلطات العليا في البلاد، الذين سيتخذون قرارهم النهائي بشأن مصير المنافسة لهذا الموسم، رغم أنني لا أخفي عليكم اشتياقنا للدوري والمباريات، وأيضاً للتدريبات وحتى جمهورنا في الملاعب، وكذلك لزملائي في فريق اتحاد بلعباس.


تصدّرت قائمة هدافي الدوري الجزائري بـ10 أهداف، ما السر وراء تألقك هذا الموسم؟


الحمد لله هذا الموسم استطعت أن أكون هداف الدوري الجزائري، وقبل توقف الموسم. هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء ذلك، أهمها العمل والجديّة والتوفيق من الله عزّ وجل، وكذلك لا أنسى المساعدات والنصائح الكثيرة التي تلقيتها من طرف عائلتي والمقربين مني، دون أن أنسى الجهاز الفني في فريق اتحاد بلعباس، وجماهير الفريق التي ساندتني كثيراً، خاصة هذا الموسم.


الجزائر تزخر بالعديد من اللاعبين الشباب، ما النصيحة التي توجهها إليهم؟

نعم صحيح يوجد العديد من المواهب في بلدنا، وخاصة في الفئات السِّنية. نصيحتي لهم قبل كل شيء هي محاولة التوفيق بين كرة القدم والدراسة، لأن هذه الخطوة مهمة جداً وستفتح لهم الكثير من الآفاق مستقبلاً، وكذلك الجدية في العمل خاصة، ونحن نعلم أن عمر اللاعب قصير، وبذلك نتمنى التوفيق للجميع إن شاء الله.


كيف عايشت تتويج المنتخب الجزائري ببطولة أمم أفريقيا 2019 في مصر؟

لقد كانت أياماً سعيدة جداً عشتها مثل كل جزائري، لأن هذا هو المنتخب الذي نحبه والمنتخب الذي نعمل على مساندته دائماً، والحمد لله على أن اللاعبين استطاعوا أن يرسموا لنا السعادة ولكل الشعب الجزائري، خاصة مع الظروف التي كنا نعيشها في ظل "الحراك الشعبي"، ولمَ لا تكون لي فرصة مستقبلية لألتحق بالمنتخب الجزائري، وأساهم في أفراحه كذلك؟ وهذه الخطوة يتمناها طبعاً كل لاعب جزائري، لأن تمثيل المنتخب يبقى شرفاً كبيراً لنا وأمنية الجميع.



يدور حديث حول وجودك ضمن قائمة المنتخب الجزائري المستقبلية، ما تعليقك على هذا الأمر؟

مثلما قلت لك، المنتخب الجزائري يبقى حُلم كل لاعب، أتمنى من خلال طموحي وجديتي في العمل، أن أتلقى دعوة من قبل المدير الفني جمال بلماضي الذي دائماً لا يتأخر في إعطاء الفرصة لمن يستحق، ورأينا ذلك مع العديد من الأسماء. وبالتأكيد، في حال حصولي على الفرصة مستقبلاً، سأقدم كل شيء لتشريف مكانتي وعائلتي واسمي، وكذلك المنتخب الجزائري، وطبعاً هذا هو حُلمي منذ أن كنت صغيراً.


رأيك في هجوم المنتخب الجزائري حالياً بوجود بغداد بونجاح، إسلام سليماني وأندي ديلور؟


هذا الثلاثي يملك إمكانات كبيرة دون شك، ومثلما نلاحظ هم بارزون في البطولات التي يلعبون فيها، مثل بغداد بونجاح الذي يُعتبر حالياً هدافاً لدوري نجوم قطر، وكذلك تألق إسلام سليماني وأندي ديلور في البطولة الفرنسية، وهو ما يؤكد أنهم لاعبون من الطراز العالي. لا يسعني إلا أن نتمنى لهم التوفيق في مشوارهم الكروي، ولمَ لا أسلك ذات طريق النجاح الذي حققوه، هذا سيكون شرفاً كبيراً لي.


هل تطمح إلى خوض تجربة احترافية، وما أكثر ما يستهويك في الدوري؟

أي لاعب جزائري لديه طموح الاحتراف خارج الدوري المحلي، طبعاً شرط أن يثبت قدراته وإمكاناته مع فريقه. أما بالنسبة إليّ، فهذا آخر موسم لي في الجزائر قبل الرحيل إلى الخارج، ولا أستطيع إخبارك عن الوجهة التي أفضلها بالتحديد، لكن راضون بما يكتبه الله سبحانه.


هل هناك مفاوضات لك مع أحد الفرق في أحد الدوريات الخارجية؟

صحيح. هناك مفاوضات مع بعض الفرق، لكن الوضعية التي يعيشها العالم مع فيروس كورونا لا تسمح بتطور الأمور إلى الأمام، وكل شيء متوقف الآن، وإن شاء الله تكون النتيجة مثلما نتمناه، خاصة بعد استقرار الأوضاع الصحية ونهاية الموسم مع فريقي الحالي.


كنت على وشك الانتقال إلى نادي السد القطري الشتاء الماضي، ما السبب الرئيسي لفشل الصفقة؟

نعم، اتفقت على كل شيء مع نادي السد القطري من أجل الانتقال إليه في فترة الانتقالات الشتوية الماضية، لكن سبب تعثر الصفقة هو بطء إدارة فريقي اتحاد بلعباس في إعطائي أوراق الانتقال، ومنه التأخر في إدخال البيانات على نظام "تي إم أس" (النافذة الإلكترونية لانتقال اللاعبين على مستوى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا")، وهذا كل ما حدث.


وهل أنت منفتح على خوض تجربة احترافية في الدوري القطري مستقبلاً في حالة تلقيك عرضاً رسمياً، أم أنك تضع أوروبا أولوية؟

صحيح أنّ الاحتراف في الدوريات الأوروبية قد يبقى أولوية كل لاعب، لكن هذا لا يعني غلق الباب أمام إمكانية الاحتراف في دوري نجوم قطر مستقبلاً، الذي يتمتع أيضاً بمستوى عالٍ، خاصة في الأعوام الأخيرة مع كمية النجوم الموجودين هناك. قد أخوض تجربة هناك في المستقبل، لكن كما قلت لك، تركيزي الحالي هو كيفية إنهاء الموسم بأحسن طريقة مع فريقي اتحاد بلعباس، وبعدها لكل حادث حديث.


وهل ترى أن تألق بغداد بونجاح في قطر يعتبر حافزاً بالنسبة إليك؟

بلا شك، إن بغداد بونجاح يبقى مهاجماً كبيراً، وكذلك قدوة بالنسبة إليّ، نظراً لما حققه. وأتمنى أن أسلك طريقه، سواء في الدوري القطري، أو في بطولة أخرى في المستقبل.


زرتَ مركز أسبيتار في قطر للقيام بمرحلة استشفاء، كيف رأيت استعدادات الدوحة لتنظيم بطولة كأس العالم 2022؟


نعم، كنت محظوظاً، وقمت بزيارة دولة قطر وتوجهت إلى مركز أسبيتار الشهير للخضوع لعملية جراحية وبرنامج تأهيلي، وهناك أدركت الإمكانات الهائلة التي تمتلكها الدوحة والتي تسمح لها بتنظيم مميز لبطولة كأس العالم، نظراً لتوافر كل الهياكل المناسبة من ملاعب ومنشآت لاحتضان هذه الدورة.


حدثنا عن الدعم الذي تلقيته من بونجاح هناك في قطر، وهل صحيح أنك بعتَ سيارتك من أجل العلاج؟

هذه القصة صحيحة، كنت مضطراً إلى بيع سيارتي من أجل العلاج. أما بغداد بونجاح، فلم أكن أعرفه شخصياً، ولم نكن مقربين قبل ذهابي إلى مركز أسبيتار، ولما توجهت إلى قطر حصلت على مساعدة كبيرة منه، ولا يسعني إلا أن أشكره على حضوره ومساندتي في ذلك الظرف الصعب.



الجماهير منقسمة بين محمد صلاح ورياض محرز وحتى المغربي حكيم زياش في هوية الأفضل عربياً، فمن سيختار بلحوسيني ولماذا؟

سأختار رياض محرز كأفضل لاعب عربي، لأنه اللاعب القادر على صنع الفارق في أي ظرف من الظروف، ويجلب لك الفوز في أي لحظة من المباراة، وقد رأينا ذلك مرات عدة، سواء مع الفرق التي لعب لها أو المنتخب الجزائري.



كلمة أخيرة للجماهير الجزائرية التي تعيش هذه الأزمة الصعبة؟

نصيحة لهم هي البقاء في منازلهم والخروج فقط عند الضرورة، لأن هذا هو السبيل الأهم من أجل المحافظة على صحة عائلاتهم وآبائهم. هذا الظرف يتطلب أن تكون واعياً وتحسن التعامل مع هذا المرض الخطير، ما علينا الآن إلا العمل بنصائح الأطباء والسلطات وأخذ التدابير اللازمة، مثل الكمامات والقفازات حتى نتجنب الأسوأ من هذا البلاء، الذي نتمنى من الله أن يرفعه عنا وعن جميع البلدان العربية والإسلامية.
دلالات