الجزائريون يسخرون من قائمة مرشحي الرئاسة: "من باءات بوتفليقة إلى العينات"

03 نوفمبر 2019
متظاهرون ضد الانتخابات الرئاسية (بلال بن سالم/NurPhoto)
+ الخط -
أحدثت القائمة التي أعلنت عنها السلطة المستقلة العليا للانتخابات، وضمّت خمسة مرشحين للانتخابات الرئاسية التي ترتقبها الجزائر نهاية العام، جدلاً وسط الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

واعتبر البعض أن العدد يشير إلى مدد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة بوجوه خمسة، ولإنجاز العهدة الخامسة، لكنّ اللافت في تعليقات الناشطين كان الإشارة إلى اشتراك المرشحين الخمسة في حرف الـ"ع" في بداية الاسم، ما جعل التعليقات تذهب باتجاه أنّ الشعب الذي طالب بتنحّي "باءات بوتفليقة" (بن صالح، بدوي، بلعيز)، فوجئ بمرشحين "عينات" (علي بن فليس وعبد المجيد تبون وعبد العزيز بلعيد وعبد القادر بن قرينة وعز الدين ميهوبي).

واستغرب الناشطون هذه القائمة التي أحدثت المفاجأة، بعد تقدم 22 مرشحاً بملفاتهم للسلطة الانتخابية، وتم قبول خمسة ملفات فقط، وسقطت أسماء كان قطاع مهم من الجزائريين يضع فيها أمل التغيير.

واقتصرت القائمة على أسماء كانت على علاقة بالنظام في مستويات وأوقات مختلفة، بحسب ما قال الناشط محمد الأمين لعلاونة متهكماً بالقول إن القائمة "حتى قائد الأركان لا يصوت على أي أحد منهم".


بينما أحدث إسقاط ملفات بعض المرشحين، ممن خاضوا حملة انتخابية مسبقة عبر الفضاء الافتراضي في الأيام الماضية، امتعاضاً لدى بعضهم، بل جرى وصفهم بأنهم "ظواهر صوتية"، كما جاء في تدوينة الناشط عابد لزرق، الذي قال إنه بعد الإعلان عن الخمسة المرشحين للانتخابات الرئاسية "ثبت أن الكلام شيء والواقع شيء آخر تماما ومختلف، وأن مرشحين أمثال سليمان بخليلي، وخرشي النوي، وبلقاسم ساحلي، هم ظواهر صوتية فقط باعت الأوهام والعواطف لمتابعيها والمعجبين بهم"، متسائلاً أين "بخليلي الذي منذ أن أعلن ترشّحه وهو يكرّر أن الملايين معه؟".

كما كشفت قائمة المقبولين لخوض غمار الرئاسيات أنهم "من ضمن المنظومة المحسوبة على الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة"، مثلما علق على ذلك الناشط السياسي محمد حديبي الذي قدّم سيرة وظيفية، حسب صحيفة السوابق السياسية العلنية، قائلاً إن "عبد المجيد تبون رئيس حكومة سابق، علي بن فليس رئيس حكومة سابق، عز الدين ميهوبي وزير في حكومة سابقة، عبد القادر بن قرينة وزير لعدة حقائب في حكومات سابقة وعبد العزيز بلعيد أكبر معمر في رئاسة الاتحاد الطلابي والشبابي في الجزائر".


كما استغرب الجزائريون قبول هؤلاء، فقط، المحسوبين على تيار في منظومة بوتفليقة، إذ لن يجد الجزائريون من ينتخبونه بعدما ناضلوا من أجل التغيير. وقالت الإعلامية حياة سرتاح، إن "القائمة عبارة عن خمس عينات ليس لديك ما تفاضل بينهم جميعهم، خدموا النظام السابق الذي ناضلنا لرحيله منذ 2014، غير أنه يحسب لأحدهم أنه أكل الغلة تحت الطاولة وليس بشكل علني فاضح".

وأضافت "حتى ولو فكر بعض الناخبين في معاقبة المترشحين كما حدث في تونس، فلم تمنحنا السلطة فرصة ذلك وحصرت الرهان بين أسوأ السيئين لنختار بينهم".


كما اعتبر بعضهم أن الوجوه الخمسة مكررة وهي صناعة المنظومة القديمة، إذ وصفت الناشطة فتيحة بوروينة بالقول "زيتنا في دقيقنا" أي الزيت من عندنا والدقيق من عندنا أيضاً.


وخاب أمل الكثيرين في القائمة المعلنة، وهو ما تداوله بعض الناشطين، مثلما جاء في تدوينة أنس جمعة قائلاً "كنا نتمنى عرساً انتخابياً وتغييراً إيجابياً بأقل التكاليف من دون التصادم مع المؤسسات... لكن الواقع اليوم، بفعل الوجوه المستهلكة التي ستنشط الرئاسيات، يجعلنا أمام مأتم انتخابي للأسف الشديد!".


ودفعت هذه التطورات عدداً من الناشطين إلى إطلاق موجة سخرية، خاصة بالنسبة للذين كانوا يدعمون مسار الانتخابات الرئاسية، حيث اتجهت التعليقات إلى الحديث عما يوصف بالتوبة والعودة إلى الحراك. كما صور وبث بعضهم مقاطع مصورة لطقوس ساخرة للتوبة السياسية.

وكشف رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، محمد شرفي، مساء أمس السبت، أنه تم قبول 5 مرشحين للانتخابات الرئاسية من أصل 22 راغبا في الترشح، أودعوا ملفاتهم على مستوى السلطة، فيما يواصل الجزائريون مسيراتهم خلال الجمعة في إطار الحراك الشعبي في 22 فبراير/شباط.

المساهمون