أحيا الجزائريون، الجمعة، عيد الأضحى المبارك، في ظروف مغايرة تماماً للسنوات والعقود السابقة، بسبب الأزمة الوبائية وانتشار فيروس كورونا.
ومنذ الصباح الباكر قام سكان حي الكونفور بالمدنية، في العاصمة الجزائرية، بتنظيف مكان ذبح الأضاحي وتجهيز اللوازم والمعدات بقصد التعاون في نحر الأضاحي بشكل جماعي، لكنهم اتخذوا، بخلاف السنوات الماضية، أكثر التدابير الوقائية حرصاً على السلامة بسبب انتشار فيروس كورونا.
وأكثر ما حرص عليه سكان الحي ارتداء الكمامات وإبعاد الأطفال عن مكان النحر، والتباعد لضمان ظروف أسلم للعملية، "وبرغم أنه لم يتم تسجيل إصابات بكورونا في الحي، لكننا حرصنا على ألا يتحول العيد إلى ألم لأي كان، واتخذنا بشكل جماعي ما تتطلبه الظروف"، يقول محمد طبي، أحد سكان الحي.
وعلى غرار ذلك، سعت مجموعات شبابية في الأحياء الشعبية إلى توفير نفس الظروف الوقائية، وخاصة تنظيف أماكن النحر ورمي بقايا الأضاحي في الأماكن المخصصة لها، منعاً لتفاقم الوضع الوبائي، وفقاً لتعليمات السلطات، التي أطلقت منذ يومين حملة لتوعية المواطنين بضرورة الحفاظ على تدابير الوقاية والنظافة وجمع بقايا الأضاحي في أماكن مخصصة لذلك.
وشهد هذا العيد اقتصار الزيارات العائلية على داخل البلدات نفسها بسبب حالة الإغلاق التي أقرتها السلطات في 29 ولاية، وطغت المعايدة العائلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما اختفت مظاهر القيام برحلات إلى الغابات أو الشواطئ، بسبب الحجر الصحي المبكر الذي يبدأ في الخامسة ببعض الولايات والسابعة في أخرى.
ومر ثاني عيد، وأول عيد أضحى، في حياة الجزائريين، من دون أن يرتاد المصلّون المساجد، بسبب إغلاقها منذ مارس/ آذار الماضي، نتيجة الأزمة الوبائية التي تعرفها البلاد، ورفضت السلطات فتح المساجد برغم دعوات نادت بذلك.
وشهد يوم عيد الأضحى ارتفاعاً لافتاً لدرجات الحرارة في عدد من الولايات، ما دفع الديوان الحكومي للأرصاد الجوية إلى تسجيل موجة حر تجتاح مناطق عدة من البلاد تصل درجات الحرارة فيها إلى 44 درجة تحت الظل، خاصة في ولايات سكيكدة وعنابة والطارف، شرقي البلاد، وغيليزان والشلف وعين الدفلى، غربي البلاد.
وأعلنت وزارة الصحة الجزائرية، الجمعة، تسجيل 563 إصابة جديدة بفيروس كورونا، لتكون المرة الأولى منذ أسبوعين التي ينخفض فيها عدد الإصابات اليومي عن عتبة 600 إصابة.
وأصبح بذلك عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس 30394 إصابة مؤكدة منذ ظهور الفيروس في البلاد، نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي.
وارتفع إجمالي المتوفين إلى 1210 وفاة، بعد تسجيل 10 وفيات جديدة بالفيروس خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، وكشفت بيانات وزارة الصحة تعافي 455 مصاباً من الفيروس، ما يرفع عدد المتعافين إلى 20537 متعافياً.
وجاءت هذه البيانات الخاصة بتطور الأزمة الوبائية في يوم عيد الفطر، وتوجه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بدعمه إلى مستخدمي الصحة بمناسبة العيد، نظير جهودهم الكبيرة في مواجهة أزمة كورونا.
ونشر الرئيس تبون في تغريدة له على حسابه الرسمي بموقع تويتر جاء فيها "ها هو الجيش الأبيض الجزائري في عيد جديد يواصل الكفاح والرباط ضد الوباء، دون أن ينال من عزيمته شيء في خدمة الجزائر والمرضى الذين نتمنى لهم شفاء عاجل".
ها هو الجيش الأبيض الجزائري في عيد جديد يواصل الرباط والكفاح ضد الوباء، دون أن ينال من عزيمته شيء في خدمة الجزائر و المرضى، الذين نتمنى لهم شفاء عاجلا. فعيدٌ أضحى مبارك لكل المرضى و لكل أطبائنا المقاومين وكل المستخدمين في السلك الطبي فردا فردا، على تضحياتهم التي تأبى النسيان.
— عبدالمجيد تبون - Abdelmadjid Tebboune (@TebbouneAmadjid) July 31, 2020
وأضاف تبون "فعيد أضحى مبارك لكل المرضى ولكل أطبائنا المقاومين وكل المستخدمين في سلك الطبي فرداً فرداً، على تضحياتهم التي تأبى النسيان".