كشفت صحيفة "ذا ستاندرد" الكندية أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أرسل فرقة اغتيال خاصة، تُعرف باسم "فرقة النمر"، إلى تورنتو الكندية، حيث يقيم الضابط السابق في الاستخبارات السعودية سعد الجبري، الذي كان اليد اليمنى لوليّ العهد السعودي السابق، محمد بن نايف، ويعتبر اليوم أبرز المطلوبين لبن سلمان.
واستطردت الصحيفة، نقلًا عن دعوى قضائية رفعت إلى محكمة المقاطعة الأميركية في واشنطن، أن "فرقة النمر" أرسلت بعد أيام قليلة من اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده في إسطنبول، التي تواصل السلطات السعودية إنكارها ضلوع بن سلمان بها.
وبحسب الصحيفة، فإن الدعوى المنظورة من قبل محكمة المقاطعة الأميركية في واشنطن تم رفعها من قبل الجبري، الذي يسعى للحصول على تعويضات غير محددة من بن سلمان على خلفية تخطيطه لـ"محاولة قتل خارج نطاق القانون"، وانتهاكه القانون الدولي.
فريق الاغتيال حمل معه حقيبتين من أدوات الطب الشرعي، بالإضافة إلى عنصر متخصص في تنظيف مسرح الجريمة، ومدرب في قسم الأدلة الجنائية تمامًا مثل أخصائي الطب الشرعي الذي كان مسؤولًا عن تقطيع جثة خاشقجي
وبحسب الصحيفة، فإن فرقة الاغتيال تعقّبت الجبري إلى كندا بعد زرع برنامج تجسس في هاتفه. وبحسب فحوى الوثيقة القضائية، فإن فريق الاغتيال حمل معه "حقيبتين من أدوات الطب الشرعي، بالإضافة إلى عنصر متخصص في تنظيف مسرح الجريمة، ومدرب في قسم الأدلة الجنائية تمامًا مثل أخصائي الطب الشرعي الذي كان مسؤولًا عن تقطيع جثة خاشقجي بمنشار عظام". وتضيف الوثيقة أن أفراد الخلية حاولوا دخول كندا متخفّين، "عبر السفر من خلال فيزا سياحية، ومحاولة الدخول عبر أكشاك مختلفة".
وتتابع الوثيقة أنه حينما شكّ أمن المطار بأمر تلك الفرقة، سألوا أفرادًا منها إن كانوا على معرفة ببعضهم البعض، فأنكروا ذلك، لكن ذلك كان بعد أن عثر مسؤولون في المطار بالفعل على صور تجمع أفرادًا من الخلية، وهو ما أدّى إلى افتضاح أمرهم وإحباط المخطط.
ووفقًا للدعوى أيضًا، فقد نشر بن سلمان "شبكة عملاء سريين" في الولايات المتحدة، في محاولة منه لتعقب مكان الجبري، وقد احتك هؤلاء في أكثر من مناسبة بنجل الجبري وأصدقائه في بوسطن.
وتسرد الوثيقة ذاتها أن وكالة التحقيقات الفدرالية (أف بي آي) أبلغت ابن الجبري مطلع عام 2018 أن ثمّة تهديدات جدّية ضد العائلة.
استهداف الجبري يعود لعلاقاته الوثيقة بمجتمع الاستخبارات الأميركية، ومعرفته بتحركات بن سلمان الداخلية، وإمكانية أن يقوض النفوذ والدعم اللذين يحظى بهما بن سلمان داخل البيت الأبيض
وتطعن الدعوى القضائية بأن استهداف الجبري يعود لعلاقاته الوثيقة بمجتمع الاستخبارات الأميركية، ومعرفته بتحركات بن سلمان الداخلية، وإمكانية أن يقوض النفوذ والدعم اللذين يحظى بهما بن سلمان داخل البيت الأبيض.
وبحسب نص الدعوى، فإن "هذا المزيج من المعرفة العميقة والدعم المستمر من المسؤولين الأميركيين هو ما يفسّر أنه لا معارض يريده بن سلمان ميّتًا أكثر من الجبري".
وتؤكد الوثيقة أن تعقّب الجبري هو جزء من حملة بن سلمان لاستهداف المعارضين في الخارج، وأنه غادر البلاد في مايو/أيار 2017 بعد أن وصلته معلومات استخبارية بأن حياته قد تكون في خطر، وتوجّه إلى تركيا ومنها إلى كندا.
وتضاف محاولة الاغتيال المذكورة إلى سلسلة محاولات فاشلة أخرى لتعقّب الجبري منذ عام 2017، بدأت بمراسلات مباشرة من بن سلمان نفسه لإقناع الأخير بالعودة، عبر إغرائه بـ"وظيفة كبيرة" تارة، ومحاولة إقناعه بوجود مسألة حساسة تخص بن نايف وتتطلب وجوده في البلاد لأخذ مشورته؛ ثمّ تبعت ذلك محاولة استدراجه من خلال صديق قديم له التقاه في كندا، وحاول إقناعه بالعودة إلى إسطنبول "ليكون قريبًا من عائلته"؛ ثمّ سعت السلطات السعودية لاستعادته عبر "إنتربول"، ثم اعتقلت ابنيه اللذين بقيا في السعودية واحتجزتهما كرهينتين للضغط عليه.