الجامع العتيق في أوجلة: انهيارات متتالية

24 اغسطس 2017
(الجامع العتيق في أوجلة)
+ الخط -
ليست المرة الأولى التي يتهدّد فيها معلم أثري في ليبيا بالزوال أو تنهار أجزاء منه بسبب إهمال الجهات المسؤولة سواء إبان حكم النظام السابق أو بعد سقوطه، كما حدث مع "قصر القشلة" في بنغازي الذي يعود بنائه إلى العهد العثماني عام 1895، حيث تصدّعت بعض جدرانه رغم نداءات الاستغاثة المتعدّدة لإنقاذه.

الحال نفسه تتكرّر في الجامع العتيق الذي تحتضنه مدينة أوجلة (400 كلم جنوب بنغازي)، حيث أعلنت "مصلحة الآثار الليبية" عن "سقوط سقف إحدى غرفه، وأن ذلك قد ينذر بضياع هذا المعلم الأثري"، بحسب تصريحات رئيسها عبر وسائل إعلام محلية.

يأتي ذلك بعد أقل من شهر على تصريحات لمسؤول الآثار في المنطقة بانهيار إحدى قباب المسجد الذي ترجّح الدراسات أنه تأسّس خلال القرن السابع مع دخول المسلمين إلى ليبيا، وهو يعدّ أحد أقدم المساجد في شمال أفريقيا.

يحتوي المسجد على خمسة أروقة تحيطها أعمدة متلاصقة شيّدت عليها مجموعة أقواس تحمل القبب الّتي يبلغ عددها 20 قبة مدبّبة وظيفتها تشتيت أشعة الشمس المنعكسة على السطح وتجميع أكبر قدر من الهواء البارد في تجويف القبّة من الداخل، ما يعكس تطوّر العمارة الإسلامية آنذاك.

وقد بني المسجد الذي يضمّ تسعة أبواب، من الطين وجريد وجذوع النخل ومواد طبيعية كان يستخدمها الليبيون في الواحات، حيث صمدت العديد من مبانيهم التي تعود إلى مئات السنين.

يعاني المبنى مثل كثير من المباني الأثرية في البلاد إلى عدم وجود خطط ترميم دورية، بسبب عدم وجود مختصّين وتقنيات متقدّمة لدى المؤسسات الرسمية، إذ أن أعمال الصيانة الدورية للجامع العتيق بدأت في منتصف الثمانينات لكنها توقّفت بعد عشر سنوات، وجميع الإصلاحات اللاحقة كانت بجهد ذاتي من أهالي المنطقة.

بانتظار أن ترسل "مصلحة الآثار" فريقاً لمعاينة التلف الذي أصاب المكان وتقديم تقرير يسجّل حجم الخسائر، فإن الموضوع سينتهي عند هذا الحد قياساً بوقائع سابقة حدثت في معالم مماثلة تنهار ببطء من دون القيام بأي إجراء على أرض الواقع لإنقاذها.

المساهمون