الجامعة الأميركية في بيروت أمام أزمة حادة واجتماعات لإنقاذها

06 مايو 2020
تعاني الجامعة من أزمة مالية خانقة (Getty)
+ الخط -
تستمرّ تداعيات الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، والتي فاقمتها أزمة فيروس كورونا، في ضرب القطاعات بمختلف أنواعها، وطاولت الأزمة اليوم الصرح التعليمي الأعرق في لبنان وهو الجامعة الأميركية التي اتخذت من بيروت مقراً لها يستقبل الطلاب من جميع دول العالم ويطبع بصمات الاختلاف والتنوع السياسي والفكري والثقافي، والتي تعيش حالياً أسوأ أزمة منذ تأسيسها عام 1866، على حدّ تأكيد رئيسها الدكتور فضلو خوري، في رسالة صادمة ومحزنة، وجهها الثلاثاء، إلى أسرة الجامعة من طلاب وأساتذة وعمال.


وتحدث خوري في رسالته عن الأزمة التي تعيشها الجامعة في ظلّ الانهيار الاقتصادي الذي ارتفعت حدّته مع انتشار وباء كورونا في لبنان والركود العالمي المرتبط بالفيروس الجديد، ما يحتّم اتباع مسار مختلف قائم على خطة تؤسس لمواجهة الأزمة وإنقاذ الصرح التعليمي الذي شكل نموذجاً قوياً على صعيد المعايير وتوظيف الخريجين وضعه بين أفضل 200 جامعة حول العالم، من هنا جاءت ضرورة مصارحته أسرة الجامعة بكل التفاصيل وبشفافية تامة.

ولفت رئيس الجامعة في رسالته إلى أنّ 85% من عائدات الجامعة مستمدة من لبنان، والتوقعات للعام 2021 تستند إلى الافتراض المتفائل بأنّ الليرة اللبنانية ستستقرّ عند 3000 ليرة لبنانية للدولار الواحد، لكنها لا تأخذ في عين الاعتبار احتمال قضم الودائع، أي ما يعرف بالـ"هيركات" على ودائع الجامعة الأميركية في البنوك في مصارف لبنان.

وتوقع خوري أنّ تطاول الأزمة المنح الدراسية الخارجية، على اعتبار أنّها قائمة على الدولار والتي تم الإعلان عنها قبل ظهور فيروس كورونا، مع زيادة متوقعة لناحية طلبات المساعدات المالية التي تعطى للطلاب الذين يستمرون في الدراسة، في حين أشار إلى أن الانخفاض سيشمل أيضاً، بحسب المتوقع، عدد المرضى الذين يدخلون إلى المركز الطبي للعلاج والعائد للجامعة الأميركية في بيروت. معلناً في مضمون رسالته أنّه غير متفائل على صعيد تحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان قبل أعوام مقبلة.

كذلك، توقع خوري انخفاض مداخيل الجامعة من 609 ملايين دولار إلى حدود الـ249 مليون دولار في السنة الدراسية المقبلة، أي خسارة ما يقارب 60% من مدخولها في السنة المقبلة، مشيراً إلى أن خسائر هذه السنة وصلت إلى 30 مليون دولار، ما يحتم على الجامعة إعادة تقييم جميع برامجها.

وشدد في رسالته المؤلفة من ثلاث صفحات، على ضرورة البدء بوضع خطة عمل طارئة ومتكاملة وشاملة وتكثيف الاجتماعات التقييمية من أجل استمرارية الجامعة وإنجاز موازنة العام المقبل لعرضها على مجلس الأمناء، مؤكداً أنّ إنقاذ الجامعة الأميركية يجب أن يكون أولى أولوياتنا، وسننقذها.


وسريعاً لاقت رسالة رئيس الجامعة الأميركية انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي وباتت حديث قدامى الطلاب بشكل خاص، الذين كتبوا منشورات تروي قصصهم في الجامعة وذكرياتهم في هذا الصرح الجامعي العريق وتعبّر عن حزنهم لما وصلت إليه الأمور في لبنان من دمار اقتصادي واجتماعي ومعيشي لم تستثنِ انعكاساته السلبية أي طبقة أو قطاع، وعن تخوّفهم من أن تنضم جامعات أخرى إلى الجامعة الأميركية وتعلن عن انتكاستها وربّما إقفال أبوابها، ما يهدد المستوى التعليمي الذي يرتكز عليه لبنان في تنمية أجيال رفعوا اسم بلدهم عالياً في الخارج بعدما عجزوا عن إيجاد فرص عمل في بلدهم الأم.