كشفت مصادر أن التوصية بإلغاء قبول طلاب الثانوية الأزهرية للدراسة في الجامعات الحكومية –كما هو معمول به في مصر- جاءت من جهات عليا، وأنها لم تناقَش في المجالس الجامعية، فيما علم "العربي الجديد" أن هذا توجه عام بجميع الجامعات كوسيلة لتقليل أعداد الطلاب المتظاهرين بالجامعات الحكومية.
وكان رئيس جامعة القاهرة جابر نصار أخطر المجلس الأعلى للجامعات في خطاب رسمي الأحد، بقرار جامعته منع قبول تنسيق الطلاب الحاصلين على الثانوية الأزهرية في كلية دار العلوم بداية من العام المقبل.
وكان النظام المعمول به أن مكاتب تنسيق القبول للجامعات تفتح أبوابها للطلاب الحاصلين على الثانوية الأزهرية، في الكليات المحددة لهم وهي: دار العلوم بجامعة القاهرة ودار العلوم بجامعة المنيا، ودار العلوم بجامعة الفيوم، وآداب المنيا، وآداب سوهاج بنظامي الانتظام والانتساب للقسمين العلمي والأدبي، وفقا للأعداد والشروط التي يقرها المجلس الأعلى للجامعات.
وأشارت مصادر أن الأمر لم يناقش في مجلس كلية دار العلوم جامعة القاهرة في أي اجتماع سابق، وأن الموافقة على الأمر ستتم يوم الاثنين في مجلس الكلية بشكل صوري، بعد أن أرسل نصار بالفعل خطابه أمس للمجلس الأعلى للجامعات.
وحول تعميم قرار منع قبول الطلاب الأزهريين في الجامعات الحكومية، قال أمين المجلس الأعلى للجامعات في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "رئيس جامعة القاهرة أبلغنا بالفعل برغبة الجامعة في منع القبول كجزء من خطة تقليل أعداد الطلاب، وتكافؤ الفرص، حيث إن الطلاب الحاصلين على الثانوية العامة لا يسمح لهم بدخول الجامعات الأزهرية"، وتابع "وبالنسبة لباقي الجامعات مثل الفيوم والمنيا فستتم مناقشة قرارهم في الاجتماع القادم للمجلس الأعلى للجامعات".
وبالنسبة لارتباط هذا القرار بخطة أوسع للحكومة ستطبق العام المقبل بتقليل اغتراب الطلاب، بهدف مواجهة التظاهرات التي تكثر في المدن الجامعية، قال: "هناك خطة ستطبق العام المقبل لمنع قبول الطلاب المغتربين في الكليات التي تقع خارج منطقة الإقليم الجغرافي، وهي ليست شبيهة بالنظام السابق الخاص بتقليل الاغتراب، وإنما تستهدف على المدى الطويل منع الاغتراب".
وأعرب المعيد بكلية دار العلوم الدكتور محمد الجيزاوي عن اندهاشه لاتخاذ هذا القرار، خاصة أن أكثر من 60 بالمئة من خريجي وأساتذة الكلية حاصلون على الثانوية الأزهرية، مشيرا إلى أن الكلية منذ نشأتها وهي تقبل الطلاب الأزهريين الذين أضافوا قيمة علمية متميزة للكلية على مدار تاريخها، ومنهم العميد السابق للكلية، مستدركا "إذا كان هذا قرار سياسي فيجب العودة فيه لأنه ليس كل الطلاب الأزهريين يميلون للاشتراك في التظاهرات"، وتابع "هذا القرار لا يعالج المشكلة الأساسية، وقد يلصق ظلما بطلبة الأزهر أنهم إرهابيون وهذا غير صحيح".