تواجه الجاليات العربية والفلسطينية تحدياً جدياً مع ازدياد قوة اليمين المتطرف في الكثير من الدول الأوروبية والأميركية. يجهر هذا اليمين بالعداء للمهاجرين والأقليات المسلمة بشكل خاص ويلقي عليهم اللوم في كافة المشاكل الاجتماعية التي يواجهها المجتمع من إجرام نامٍ واقتصاد متعثر. لقد أصبح العداء للإسلام سياسة رسمية وقانونية في كثير من الدول الأوروبية عبر تشريعات وسياسات مختلفة. ولا جدوى من لوم الطبقات الفقيرة في هذه الدول (لأنها انتخبت ترامب مثلا). لأن النخب الحاكمة هي المسؤولة المباشرة عما تطورت إليه الأمور بعدما أصرت على تفريغ النظام الديمقراطي من كل محتوى، وقامت على مدى العقود النيوليبرالية بتوزيع موارد المجتمع بشكل ظالم ولمصلحة الطبقات العليا فقط. إضافة إلى ذلك، قامت هذه النخب بالتركيز على خطاب القيم للتعويض عن تدمير المجتمع، ثم استدارت لتلوم عوامل خارجية، مثل المهاجرين، على ما اقترفت أيديها لكي تحقق مكاسب انتخابية بركوب موجة الكراهية والخوف عن طريق تقديم أجوبة مبسطة جدا لقضايا مركبة.
إضافة إلى ذلك تزداد السياسات الموجهة ضد ما يسمى بمقاومة الراديكالية. ومثال ذلك القانون المتعلق بـ"بريفينت" (منع) والذي عمليا يجعل من المعلمين بالمدارس والجامعات والعاملين بالمستشفيات جواسيس على المجتمع. إذ إنهم مطالبون بالتبليغ عن شبهات تطرف بين الطلاب مثلا. وإذا كان أحد الأسباب المعلنة لذلك هو محاربة الإرهاب وخاصة الدولة الإسلامية، إلا أن هذه السياسات تلقي بظلالها على كل من يشذ عن المتعارف عليه بالمجتمع. ومثال ذلك هو ليس فقط وضع الجاليات المسلمة في خانة المراقبة والاشتباه الدائمين، بل أيضا النشاط من أجل فلسطين في الجامعات. فلطالما تم وصم النضال الفلسطيني أو دعمه بالإرهاب.
وفي ما يتعلق بفلسطين، نجحت المجموعات الصهيونية في الولايات المتحدة وبريطانيا على وجه التحديد بفرض تعريف موسع جديد لمصطلح معاداة السامية. ويسعى هذا التعريف الصهيوني إلى إسكات وترهيب ناقدي إسرائيل عن طريق وصمهم باللاسامية. وإذا كان ليس غريبا أن تقوم إدارة ترامب بتبني هذا التعريف لملاحقة الناشطين الداعمين لفلسطين ولمقاطعة إسرائيل، فإن رضوخ حزب العمال البريطاني تحت قيادة جيرمي كوربين للضغوط عليه لتبني هذا التعريف له العديد من الدلالات. لقد كانت هذه الهجمة المنظمة تعبيرا عن مدى تنظيم الجالية اليهودية في بريطانيا، وكان بعض الصهاينة واضحين في قولهم إن معاداة الصهيونية هي لاسامية بحد ذاتها وأن دعم كوربين لفلسطين هو دعم للإرهاب. ولكن هذا الهجوم لم يكن يهوديا صهيونيا فقط. فقد عبر أيضا عن مدى خوف النخب البريطانية من وصول حزب مركزي بقيادة يسارية وتوجهات اشتراكية إلى الحكم، وعن مدى عداء هذه النخب للديمقراطية بسبب ازدياد عدد أعضاء حزب العمال بشكل هائل ووصم هؤلاء الأعضاء تارة بالبلطجة وتارة باللاسامية والعنصرية. هذه النخب ذات التوجه الإمبريالي والرأسمالي تدعم إسرائيل والسعودية أيضا.
لذا تتطلب صعوبة المرحلة القادمة من الشتات الفلسطيني الانخراط في المعركة ضد الإسلاموفوبيا وضد كتم حرية التعبير وبشكل خاص حرية نقد إسرائيل وفضح جرائمها المتكررة ضد الشعب الفلسطيني. هذه القضايا مترابطة وتتطلب الانخراط في المعركة، على وجه خاص المجتمعات الحاضنة للجاليات، لتغييرها ومقاومة الصعود اليميني. للأسف، لقد أصبح واضحا أن السلطة الفلسطينية وفتح وحماس غير قادرة على حمل عبء المراحل القادمة في التاريخ الفلسطيني، ومن الحري بها أن تتنحى جانبا، لأن ضررها يزيد على منفعتها.
إضافة إلى ذلك تزداد السياسات الموجهة ضد ما يسمى بمقاومة الراديكالية. ومثال ذلك القانون المتعلق بـ"بريفينت" (منع) والذي عمليا يجعل من المعلمين بالمدارس والجامعات والعاملين بالمستشفيات جواسيس على المجتمع. إذ إنهم مطالبون بالتبليغ عن شبهات تطرف بين الطلاب مثلا. وإذا كان أحد الأسباب المعلنة لذلك هو محاربة الإرهاب وخاصة الدولة الإسلامية، إلا أن هذه السياسات تلقي بظلالها على كل من يشذ عن المتعارف عليه بالمجتمع. ومثال ذلك هو ليس فقط وضع الجاليات المسلمة في خانة المراقبة والاشتباه الدائمين، بل أيضا النشاط من أجل فلسطين في الجامعات. فلطالما تم وصم النضال الفلسطيني أو دعمه بالإرهاب.
وفي ما يتعلق بفلسطين، نجحت المجموعات الصهيونية في الولايات المتحدة وبريطانيا على وجه التحديد بفرض تعريف موسع جديد لمصطلح معاداة السامية. ويسعى هذا التعريف الصهيوني إلى إسكات وترهيب ناقدي إسرائيل عن طريق وصمهم باللاسامية. وإذا كان ليس غريبا أن تقوم إدارة ترامب بتبني هذا التعريف لملاحقة الناشطين الداعمين لفلسطين ولمقاطعة إسرائيل، فإن رضوخ حزب العمال البريطاني تحت قيادة جيرمي كوربين للضغوط عليه لتبني هذا التعريف له العديد من الدلالات. لقد كانت هذه الهجمة المنظمة تعبيرا عن مدى تنظيم الجالية اليهودية في بريطانيا، وكان بعض الصهاينة واضحين في قولهم إن معاداة الصهيونية هي لاسامية بحد ذاتها وأن دعم كوربين لفلسطين هو دعم للإرهاب. ولكن هذا الهجوم لم يكن يهوديا صهيونيا فقط. فقد عبر أيضا عن مدى خوف النخب البريطانية من وصول حزب مركزي بقيادة يسارية وتوجهات اشتراكية إلى الحكم، وعن مدى عداء هذه النخب للديمقراطية بسبب ازدياد عدد أعضاء حزب العمال بشكل هائل ووصم هؤلاء الأعضاء تارة بالبلطجة وتارة باللاسامية والعنصرية. هذه النخب ذات التوجه الإمبريالي والرأسمالي تدعم إسرائيل والسعودية أيضا.
لذا تتطلب صعوبة المرحلة القادمة من الشتات الفلسطيني الانخراط في المعركة ضد الإسلاموفوبيا وضد كتم حرية التعبير وبشكل خاص حرية نقد إسرائيل وفضح جرائمها المتكررة ضد الشعب الفلسطيني. هذه القضايا مترابطة وتتطلب الانخراط في المعركة، على وجه خاص المجتمعات الحاضنة للجاليات، لتغييرها ومقاومة الصعود اليميني. للأسف، لقد أصبح واضحا أن السلطة الفلسطينية وفتح وحماس غير قادرة على حمل عبء المراحل القادمة في التاريخ الفلسطيني، ومن الحري بها أن تتنحى جانبا، لأن ضررها يزيد على منفعتها.