الثورة المصرية: عودة مبارك

25 يناير 2015
غرافيتي في شارع محمد محمود
+ الخط -
انطلقت الثورة المصريّة في 25 يناير/ كانون الثاني العام 2011، في 11 فبراير/ شباط تضامن الجيش والشعب وأصبحوا "إيد وحدة". من ثمّ أصبح الشعار "يسقط حكم العسكر"! وفي 30 يونيو/ حزيران تمّ لم الشمل وأصبح الشعار "الشرطة والجيش والشعب"، وبعد عام واحد حكم الإخوان، بقيادة محمد مرسي، ثمّ عاد الجيش إلى المشهد وعزل مرسي في 3 يوليو / تموز العام 2013، وفي العام 2014 تسلّم عبد الفتاح السيسي الحكم، وودّع حسني مبارك العام بشهادة براءة. هذا يعني أن المصريين عادوا إلى نقطة الصفر.

منذ بدء الثورة المصرية في العام 2011 إلى الآن يمكن حصد 26 مرحلة سياسية، 11 منها دموية. أغلب هذه الأحداث الدموية حصلت بعد تنحي "الرئيس المصري"، مثلاً رحيل مبارك خلفه أحداث ماسبيرو وأحداث محمد محمود، عزل مرسي خلفه مذبحة رمسيس. والقاسم المشترك بين الرئيسين دخولهما السجن. هل يتكرر السيناريو في رحيل السيسي؟

ثورة يناير بدأت بشعار "يسقط يسقط حكم العسكر"، إن الثورة التي أسقطت مبارك وأقصت الإخوان تستطيع أن تخلع السيسي، أليس كذلك؟ لكن الثورة عينها، تدرك أن مبارك خرج بصكّ براءة، وربما قد يلحقه مرسي في وقتٍ ما، فلا يعود هناك سبب لإسقاط السيسي. لعلّه سيخرج أيضاً على سبيل المثال. لندع السيسي جانباً.

الثورة المصرية سجلت تحركاً 360 درجة، بدل 180 أي الثورة لم تصمد فقط، لا بل عادت إلى نقطة الصفر، مبارك في الصورة يا "إخوان". وسيسي عسكري، فما الجديد؟ ماذا عن دم شهداء 25 يناير؟َ الثابت الوحيد في هذه الثورة هو شهداؤها، وصور الشعب الذي افترش الأرض ليلاً نهاراً وما تبقى من رسائل على جدران مصر. وربما الرابح الأكبر في هذه الثورة هي الفرق الموسيقية التي حملت قضية بلادها وغنت للشارع دون ملل وبقت على خطها الثوري وحملت مشاكل الشعب على أكتافها ونجحت في الانتشار. أزعج وأقسى ما حصل في السنوات الأربع الأخيرة هو أن قتل ثوّار 25 يناير أعاد حكم العسكر.

إن ثورة ترى بعينيها، خروج رئيس نظام أسقطته في الميادين، وبريئاً أيضاً، في مقابل زجّ السلطة الحاكمة بأربعين ألف معتقل لأسباب سياسية، وأغلبيتهم من ثوار 25 يناير، فمسألة تستدعي التدقيق في الذاكرة الجماعية. وعلى فكرة ميدان التحرير ما زال موجوداً. 

تابعونا: #ثورات_تتجدد
المساهمون