الثقافة على جدول الأعمال: نقاش حول رهاناتها

16 ابريل 2016
صخرة في جبال أطلس المغربية (تصوير: إكزافيير زيمباردو)
+ الخط -

تُضاف "الحملة الوطنية للثقافة" التي أطلقتها مجموعة من الفنانين والكتّاب، من أجل الالتفات إلى دور الثقافة ووظيفتها اليوم، إلى مجموعة من الحملات التي عرفها المغرب في السنوات الأخيرة.

كأنما يردّون على تصريح رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران الأخير عن عدم حاجة البلاد إلى الفلاسفة والشعراء، أعلن عدد من المثقّفين عن حراكهم الخاص، من خلال وقفة احتجاجية رمزية نظّموها مؤخّراً في الدار البيضاء، وأعلنوا مواصلتهم مسيرة الاحتجاج على "تهميش دور المثقّف" من خلال كتاباتهم ولقاءاتهم.

تتزامن هذه التجمّعات والحملات مع البدء في تنفيذ مبادرة الشاعر عبد اللطيف اللعبي إطلاق "مؤسّسة اللعبي من أجل الثقافة" في شباط/ فبراير الماضي.

في بيان إعلانه عن مبادرة المؤسّسة، يشرح اللعبي أهمّية الثقافة والمثقّف في هذه المرحلة من تاريخ المغرب، فيقول: "طالما أن الخيار الديمقراطي لم يتمّ الحسم بخصوصه في بلادنا في اتجاه الحداثة، في اتجاه الحقوق والحريات التي تتطلّبها المواطنة الحقّة، فإن البُعد الثقافي سيظلّ مسطَّراً على جدول الأعمال، مع الأخذ في الحسبان التغيّرات التي طرأت في مجتمعنا وفي العالم، ومتطلّبات الجيل الجديد، واستباق متطلّبات الأجيال القادمة".

يضيف: "تلك مهمة تاريخية، مهمةٌ عليها يتوقف بناء شخصية المواطن الذي سيكون خير المدافعين عن المشروع الديمقراطي الذي نصبو إليه، وأيضاً الصانعَ المحنّك له. هكذا، وعبر تطوير الثقافة والعمل لازدهارها، عبر إصلاح شامل لمنظومتنا التعليمية والمراهنة بالأساس على العنصر البشري سيتمكن البيت المغربي من توطيد ركائزه ومن أن يبني نفسه بشكل مغاير، ومن ثم سيعيد لأبنائه شهوة المستقبل ويحرر طاقتهم الخلاقة".

في سياق هذا الجدل حول دور المثقّف، وما تحتاجه البلاد حقاً، أطلقت مجموعة من المثقفين بياناً أقرب إلى مانيفستو يدعون عبره إلى انخراط المثقفين في معركة "نبيلة تجدد دماء الحياة.. إذ إن المثقفين المغاربة، بخِلاف كل أطروحة مُروِّجة لموت المثقف والثقافة، ليسوا في حاجة إلى إثبات حضورهم العلمي والاجتماعي والسياسي والثقافي، مثلما أنهم ليسوا في حاجة إلى إثبات طليعيتهم المناضلة، في ما يخص المساهمة في ترسيخ قيم الحداثة والديمقراطية وحقوق الإنسان". هي رسالة ووقفة لمثقفين اختاروا "رفض كل أشكال التهميش المجتمعي".

هي إذن حركات موازية متزامنة في سياق تاريخي محدد، يظل أفقها إعادة تحيين طبيعة الثقافة ودورها في المجتمع، والأهم هو تحيين طبيعة ودور المثقف بوعيه التاريخي الراسخ، في القضايا الكبرى للمجتمع. وهي أيضاً دعوة للانخراط في دور واضح وفاعل يرد الاعتبار إلى "المسألة الثقافية" في المغرب.

المساهمون