التونسيون ينتظرون موقف سعيد من التطبيع الإماراتي الإسرائيلي

17 اغسطس 2020
سعيد اعتبر التطبيع "خيانة عظمى" أثناء حملته الانتخابية (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

يتطلع التونسيون إلى معرفة الموقف الرسمي لبلادهم من التحالف الإماراتي الإسرائيلي الجديد، الذي يتجاوز التطبيع بخطوات، وينتظرون على الأخص موقف رئيسهم قيس سعيد، الذي يعتبر التطبيع خيانة ويجرّم التعامل مع المطبعين.

وتصاعدت حدة المطالبات الحزبية والشعبية بموقف رسمي معلن وصريح، حيث طالب حزب "القطب" اليساري، في بيان له، بـ"الرجوع الفوري لسفير تونس لدى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى تونس بقصد المشاورات، وذلك قبل تفعيل قرارات حازمة إزاء هذه الخيانة التطبيعية مع دولة العدو".

كما طالب بـ''إعلان موقف رسمي للسلطات التونسية، تدين فيه الاتفاق التطبيعي الذي يمسّ المصلحة الوطنية الفلسطينية بطريقة مباشرة".

وقال حزب "الوطنيين الديمقراطيين الموحد" اليساري، في بيان له، إن "النظام الحاكم في دولة الإمارات العربية المتحدة أعلن حصول اتفاق سلام مع حكومة الكيان الصهيوني بمباركة من الطغمة العسكرية المصرية الحاكمة، وتواطؤ من الجامعة العربية التي تحولت الى أداة لتصفية القضية الفلسطينية ووكر للتآمر على ثروات الشعب العربي وأمنه".

ودان الحزب "الأنشطة التخريبية لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة بتونس، وسعيها إلى إجهاض مسار الثورة، والرجوع بالبلاد إلى أتون الاستبداد، معتمدة في ذلك على مشتقات حزب التجمع المنحل وأعوان الديكتاتور المخلوع".

واستنكر "صمت رئاسة الجمهورية إزاء هذه الخطوة، بما يعتبر تنكراً واضحاً لمنطوق خطاب الرئيس خلال الانتخابات السابقة"، محمّلاً "الدبلوماسية التونسية واجب استدعاء السفير الإماراتي، وإلزامه بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، وإبلاغه موقف شعب تونس الرافض لخيار التطبيع مع العدو الصهيوني، والمتمسك بالحقوق التاريخية لشعب فلسطين كاملة غير منقوصة".

ونددت النقابة التونسية للصحافيين التونسيين بشدّة بهذا "القرار الإماراتي الجبان"، داعية الرئاسات الثلاثة في تونس إلى "الرفض العلني والواضح لهذه الخطوة التطبيعية مع كيان يعتبر عدواً لتونس ولكل الشعوب العربية، ويمثل التطبيع معه خيانة".

كما طالبت كل القوى المدنية والسياسية والشعبية التونسية بالتجند لرفض هذه المؤامرة بحق الشعب الفلسطيني، بما فيها المشاركة بكثافة في الوقفة الاحتجاجية أمام سفارة دولة الإمارات في تونس المبرمجة غداً الثلاثاء، اعتباراً من الساعة الحادية عشرة صباحاً".

ويتزايد الضغط على المؤسسات التونسية الرسمية، البرلمان والحكومة والرئيس، خصوصاً أن موقف سعيد بهذا الشأن لفت إليه الانتباه بقوة خلال المناظرة التلفزيونية أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، حيث اعتبر، رداً على سؤال يتعلق بالتطبيع مع إسرائيل، أن "التطبيع خيانة عظمى، ويجب أن يحاكم كل من يطبّع مع كيان شرّد ونكّل بشعب كامل". وقال إن "كلمة تطبيع هي كلمة خاطئة أصلاً، لأننا في حالة حرب مع كيان غاصب".

المساهمون