تشهد العاصمة القطرية، الدوحة غدًا الأربعاء، "اجتماع الدورة الثالثة للجنة الاستراتيجية العليا بين دولة قطر، والجمهورية التركية"، حيث من المرتقب توقيع ما يقارب من 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين.
وقالت وكالة الأنباء القطرية "قنا" إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يصل، مساء اليوم الثلاثاء، إلى الدوحة، في زيارة رسمية، سيترأسان الاجتماع الذي سيبحث أيضاً سبل تعزيز التعاون الثنائي الاستراتيجي بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة.
ونوه نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بأهمية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس التركي، وقال في حوار مع قناة "تي آر تي" التركية "إن العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية تتصدران القمة القطرية – التركية. وأضاف "لن ننسى التجاوب الفوري التركي وقت حدوث الأزمة، وتفعيل أنقرة للاتفاقية الدفاعية، مؤكداً أن تركيا حليف استراتيجي ولن ننسى دعمها العسكري والاقتصادي خلال الأزمة".
كما أشار إلى أنّ "زيارة أردوغان تأتي في إطار اجتماع الدورة الثالثة للجنة الاستراتيجية المشتركة، والتي تعنى بتنظيم العلاقة الاستراتيجية بين البلدين"، موضحاً أنها علاقة مهمة، حيث أن تركيا تعتبر حليفاً استراتيجياً لدولة قطر.
وحول الدعم التركي لقطر سياسياً وعسكرياً قال "إن الوقفة التركية إلى جانب قطر مقدرة جداً من جانب الشعب القطري والحكومة القطرية، ولا ننسى التجاوب الفوري التركي وقت حدوث الأزمة وتفعيل الاتفاقية العسكرية وهو ما أسهم في الحفاظ على أمن المنطقة".
وتعد زيارة الرئيس التركي للدوحة، ثاني زيارة له، منذ اندلاع الأزمة الخليجية وفرض الحصار على قطر، في الخامس من يونيو/حزيران الماضي.
ووقعت قطر وتركيا في شهر ديسمبر/ كانون أول 2014، خلال زيارة أمير قطر الى أنقرة، على اتفاقية اللجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين.
وشهدت الدوحة وطرابزون في تركيا، اجتماعين سابقين، للجنة العليا الاستراتيجية بين البلدين، التي تعمل كآلية هامة لتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات.
ومن المنتظر أن يتم خلال اجتماعات اللجنة العليا الاستراتيجية القطرية التركية، غداً، التوقيع على ما يقارب من 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين البلدين تشمل المجالات الاقتصادية والثقافية، والدفاعية، والبنوك والأمن الإلكتروني والأمن الغذائي والزراعي، بالإضافة إلى اتفاقية لحماية الاستثمارات وأخرى للتوأمة بين ميناء حمد وموانئ تركية، وغيرها من المجالات ليصل إجمالي الاتفاقيات التي تم توقيعها بين الجانبين إلى حوالى 40 اتفاقية تغطي كافة مجالات التعاون الحيوية بين البلدين.
وبادرت تركيا منذ اندلاع الأزمة الخليجية وفرض الحصار على قطر، إلى الإسراع في إرسال المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية إلى مواطني قطر والمقيمين فيها، خاصة وأن نسبة كبيرة من المواد الغذائية كان يتم استيرادها من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة عبر المنفذ البري الوحيد مع المملكة. وخلال أقل من 48 ساعة تمكنت الدولتان معاً من توفير هذه الاحتياجات عبر جسر جوي من تركيا إلى قطر، حيث وصلت إلى الأسواق والمحلات والمتاجر الكبرى، الأمر الذي حال دون حدوث أي نقص في هذه المواد في السوق القطرية.
ووفق تصريحات للسفير التركي في الدوحة فكرت أوزر، لصحيفة "الراية القطرية"، تم الاتفاق بين المسؤولين في كل من قطر وتركيا وإيران على تدشين الخط البري قطر- تركيا مروراً بإيران. وأنه سيتم توقيع الاتفاق الخاص بهذا الخط، بين وزراء المواصلات في الدول الثلاث، الا أنه لم يحدد موعد لذلك.
وسجلت الصادرات التركية، ارتفاعاً كبيراً بلغ ثلاثة أمثال مستوياتها الطبيعية لتصل إلى 32.5 مليون دولار منذ بدء الحصار على قطر، وارتفعت هذه الصادرات خلال يونيو/حزيران الماضي بنسبة 51.5% على أساس شهري، لتصل إلى 53.5 مليون دولار، واحتلت المواد الغذائية والفواكه والخضراوات والمنتجات الحيوانية والمياه، صدارة قائمة الصادرات التركية إلى البلاد، فيما بلغت الاستثمارات القطرية في تركيا بين عام 2011 و2016 ، 1.29 مليار دولار.