يبدو أنّ قناة "الحوار التونسي" الخاصة فقدت الكثير من توازنها، في منافستها المحمومة مع قناة "التاسعة". فالقناتان تخوضان منافسة شرسة من أجل الفوز بأكبر عدد من المشاهدين، ومن ثم الفوز بالحصة الكبرى من أموال الإعلانات التجارية. تنافسٌ أفقد القناتين الكثير من "المهنية"، بحسب المؤسسات المعنيّة بالشأن الإعلامي في البلاد، فقد تمّت دعوتهما من "الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري" (الهايكا)، لـ"تلافي الخروقات المسجّلة في برامجهما".
وبدت تلك الخروقات من خلال التركيز على برامج ترفيهيّة هي أقرب إلى "التهريج"، وبرامج تلفزيون الواقع التي ترتكز على الجانب الفضائحي، وهو ما ظهر تحديداً من خلال برامج "أمور جدية" و"لتسقط الأقنعة" و"مع علاء" على قناة "الحوار التونسي"، بالإضافة إلى برامج "عندي ما نقلك" و"اضحك معانا" على قناة "التاسعة". فهذه البرامج أثارت الكثير من ردود الأفعال داخلياً وحتى عربياً.
وفي هذا الإطار، طالبت "الهايكا" قناة "الحوار التونسي" بتوضيح "بعض التجاوزات"، من قبيل تمرير أغنية لجماهير فريق "الترجي" الرياضي التونسي، فيها إهانة لفرق منافسة مثل "النادي الأفريقي" و"النادي الصفاقسي"، اللذيْن قدّما احتجاجاً رسمياً للهايكا عما تمّ تسريبه من برنامج "لتسقط الأقنعة". وطالبت "الهايكا" في بيان رسمي لها، الأربعاء الماضي، بفتح تحقيق في الحادثة واتخاذ الإجراءات اللازمة، مع إطلاعها وإطلاع الرأي العام بذلك. ونبّهت إلى ضرورة عدم توظيف المؤسسات الإعلامية السمعيّة والبصريّة (المرئيّة والمسموعة) للتجييش وإثارة النعرات الجهوية (مصطلح يعني إقليماً أو منطقة، Régionalisme)، خصوصاً في وضع عام يتسم بالهشاشة والتوتر.
من ناحية أخرى، أعلن المستشار المصري مرتضى منصور، وهو رئيس نادي "الزمالك" المصري، في تدوينة له، أنه سيلجأ للقضاء الدولي بشكوى ضد القناة بعدما تم الاتصال به من "ميقالو"، أحد العاملين في برنامج "أمور جدية" الذي يبث على القناة، وإيهامه بأنه محبّ للترجي ليسأله عن حكم مباراة الذهاب التي جمعت "الترجي" والنادي "الأهلي" المصري ضمن بطولة أفريقيا لكرة القدم، وهو ما اعتبره "إهانةً له". يُذكر هنا أنّ الأهلي والزمالك هما أبرز ناديين رياضيين في مصر، والمنافسة بينهما تعود لسنوات.
اقــرأ أيضاً
قناة "التاسعة" من ناحيتها، وفي إطار منافستها لـ"الحوار التونسي"، قامت بدعوة الإعلامي التونسي سمير الوافي إلى أحد برامجها نهاية الأسبوع الماضي، ليُعلن التحاقه بالقناة وتقديم برنامج بعنوان "وحش الشاشة"، بعدما تمّ طرده من قناة "الحوار التونسي".
وأثار الظهور التلفزيوني لسمير الوافي الكثير من التعليقات المستنكرة لذلك، وخصوصاً أنّه غادر السجن منذ أسبوع بعدما قضى سنةً فيه بتهمة الفساد والتحايل، وهو ما اعتبره الكثيرون تبييضاً للفساد والفاسدين، لا لشيء إلا لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة مهما كانت السبل.
كما أن القناة متهمة ببث حكايات مسيئة للمجتمع التونسي في برنامجها "عندي ما نقلك"، الذي يقدمه عبد الرزاق الشابي، تحديداً خلال عرضها مؤخراً لحالات تُبرر الخيانة وتعاطي المخدرات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التنافس بين القناتين، بدأت ملامحه الأولى من خلال شراء قناة "التاسعة" لشركة "كاكتيس برود" بمبلغ 20 مليون دينار تونسي (نحو 7.5 ملايين دولار أميركي)، وهي الشركة التي كانت المنتج الأول لبرامج قناة "الحوار التونسي". كما قامت قناة "التاسعة" بتوظيف الكثير من الإعلاميين، الذين كانوا يعملون في قناة "الحوار التونسي".
هذا الأمر تطلب رداً من إدارة قناة "الحوار التونسي"، التي قامت بتغيير أسماء البرامج التي كانت تتولى إنتاجها لها شركة "كاكتيس برود" مع المحافظة تقريباً على المحتوى نفسه، وهو ما زاد حدّة التوتر والمنافسة بين القناتين اللتين باتتا تستعملان كل الطرق الممكنة لتحقيق أكبر نسبة من المشاهدين، بطريقة اعتبرها البعض مسيئة للإعلام التونسي. ووصلت إلى حد توصيفها بـ"إعلام المافيات"، إذ قال الإعلامي معز زيود: "نعلم جيّداً أنّ عصابات المافيا القذرة تتحكّم في معظم القنوات التلفزيونية الخاصة. كما نُدرك أنّ ممارساتها الكريهة لا تنبع قطّ من حمقٍ أو جهلٍ أو حتى سوءِ تقدير. فقد أضحى معلوماً في أذهان من لا يزال يراوح ذهنه وعي الخلاص والانعتاق، أنها اتخذت بعدُ قرار الهدم والفتك بقلب الشعب، وانطلقت في تنفيذ مؤامرة تدمير العقل النقدي والفكر الحرّ".
وبدت تلك الخروقات من خلال التركيز على برامج ترفيهيّة هي أقرب إلى "التهريج"، وبرامج تلفزيون الواقع التي ترتكز على الجانب الفضائحي، وهو ما ظهر تحديداً من خلال برامج "أمور جدية" و"لتسقط الأقنعة" و"مع علاء" على قناة "الحوار التونسي"، بالإضافة إلى برامج "عندي ما نقلك" و"اضحك معانا" على قناة "التاسعة". فهذه البرامج أثارت الكثير من ردود الأفعال داخلياً وحتى عربياً.
وفي هذا الإطار، طالبت "الهايكا" قناة "الحوار التونسي" بتوضيح "بعض التجاوزات"، من قبيل تمرير أغنية لجماهير فريق "الترجي" الرياضي التونسي، فيها إهانة لفرق منافسة مثل "النادي الأفريقي" و"النادي الصفاقسي"، اللذيْن قدّما احتجاجاً رسمياً للهايكا عما تمّ تسريبه من برنامج "لتسقط الأقنعة". وطالبت "الهايكا" في بيان رسمي لها، الأربعاء الماضي، بفتح تحقيق في الحادثة واتخاذ الإجراءات اللازمة، مع إطلاعها وإطلاع الرأي العام بذلك. ونبّهت إلى ضرورة عدم توظيف المؤسسات الإعلامية السمعيّة والبصريّة (المرئيّة والمسموعة) للتجييش وإثارة النعرات الجهوية (مصطلح يعني إقليماً أو منطقة، Régionalisme)، خصوصاً في وضع عام يتسم بالهشاشة والتوتر.
من ناحية أخرى، أعلن المستشار المصري مرتضى منصور، وهو رئيس نادي "الزمالك" المصري، في تدوينة له، أنه سيلجأ للقضاء الدولي بشكوى ضد القناة بعدما تم الاتصال به من "ميقالو"، أحد العاملين في برنامج "أمور جدية" الذي يبث على القناة، وإيهامه بأنه محبّ للترجي ليسأله عن حكم مباراة الذهاب التي جمعت "الترجي" والنادي "الأهلي" المصري ضمن بطولة أفريقيا لكرة القدم، وهو ما اعتبره "إهانةً له". يُذكر هنا أنّ الأهلي والزمالك هما أبرز ناديين رياضيين في مصر، والمنافسة بينهما تعود لسنوات.
قناة "التاسعة" من ناحيتها، وفي إطار منافستها لـ"الحوار التونسي"، قامت بدعوة الإعلامي التونسي سمير الوافي إلى أحد برامجها نهاية الأسبوع الماضي، ليُعلن التحاقه بالقناة وتقديم برنامج بعنوان "وحش الشاشة"، بعدما تمّ طرده من قناة "الحوار التونسي".
وأثار الظهور التلفزيوني لسمير الوافي الكثير من التعليقات المستنكرة لذلك، وخصوصاً أنّه غادر السجن منذ أسبوع بعدما قضى سنةً فيه بتهمة الفساد والتحايل، وهو ما اعتبره الكثيرون تبييضاً للفساد والفاسدين، لا لشيء إلا لتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة مهما كانت السبل.
كما أن القناة متهمة ببث حكايات مسيئة للمجتمع التونسي في برنامجها "عندي ما نقلك"، الذي يقدمه عبد الرزاق الشابي، تحديداً خلال عرضها مؤخراً لحالات تُبرر الخيانة وتعاطي المخدرات.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التنافس بين القناتين، بدأت ملامحه الأولى من خلال شراء قناة "التاسعة" لشركة "كاكتيس برود" بمبلغ 20 مليون دينار تونسي (نحو 7.5 ملايين دولار أميركي)، وهي الشركة التي كانت المنتج الأول لبرامج قناة "الحوار التونسي". كما قامت قناة "التاسعة" بتوظيف الكثير من الإعلاميين، الذين كانوا يعملون في قناة "الحوار التونسي".
هذا الأمر تطلب رداً من إدارة قناة "الحوار التونسي"، التي قامت بتغيير أسماء البرامج التي كانت تتولى إنتاجها لها شركة "كاكتيس برود" مع المحافظة تقريباً على المحتوى نفسه، وهو ما زاد حدّة التوتر والمنافسة بين القناتين اللتين باتتا تستعملان كل الطرق الممكنة لتحقيق أكبر نسبة من المشاهدين، بطريقة اعتبرها البعض مسيئة للإعلام التونسي. ووصلت إلى حد توصيفها بـ"إعلام المافيات"، إذ قال الإعلامي معز زيود: "نعلم جيّداً أنّ عصابات المافيا القذرة تتحكّم في معظم القنوات التلفزيونية الخاصة. كما نُدرك أنّ ممارساتها الكريهة لا تنبع قطّ من حمقٍ أو جهلٍ أو حتى سوءِ تقدير. فقد أضحى معلوماً في أذهان من لا يزال يراوح ذهنه وعي الخلاص والانعتاق، أنها اتخذت بعدُ قرار الهدم والفتك بقلب الشعب، وانطلقت في تنفيذ مؤامرة تدمير العقل النقدي والفكر الحرّ".