التمر الهندي... مشروب رمضان

يقول يزن لـ"العربي الجديد" "غادرت مدينة حماة منذ اندلاع الحرب في سورية، وكنت حينها طالباً في الجامعة أدرس اختصاص أدب عربي، وبعد اشتداد القصف، على المدينة وصلنا إلى لبنان، واخترنا مدينة صيدا للإقامة، وتبعاً للظروف لم أستطع متابعة تحصيلي العلمي، لأعمل في صناعة وبيع القهوة في أسواق صيدا".

ويضيف "من عادات شهر رمضان في سورية، أن يتجول بائع المشروبات، من عرق سوس، وتمر الهندي في الأسواق ليلاً وهو ينادي "يا سمرا يا تمر هندي" وخاصة في سوق الحميدية بمدينة دمشق، وأسواق المحافظات السورية القديمة، ويعتبر ذلك من المظاهر الجميلة التي تعود بها الذاكرة إلى الأيام الخوالي، لكن الجيل الجديد لا يعرف هذه العادة وأصلها، حاولت نقلها إلى هذه المدينة التراثية التي تطل على البحر، بعد أن تعلمت صناعة المشروبات الرمضانيّة من أحد الاقارب، ويبدو أنني نجحت في ذلك".

ويتابع يزن: "في شهر رمضان، أرتدي اللباس التراثي العربي وأحمل "المصبّ النحاسي" لأبيع التمر الهندي بعد الإفطار في الأماكن التي يرتادها الناس طوال الفترة التي تسبق موعد الإمساك، داخل المقاهي وفي الشوارع". ويقول "ما يلفت نظر الناس طريقة اللباس، العربي، وطريقة صبّ المشروب في الكوب".

لا تنتهي مهمة يزن بعد انقضاء شهر رمضان، بحسب ما يقول، فهو يقوم في فصل الصيف، بتحضير، وبيع شراب العرق سوس أو الليموناضة المثلجة بالطريقة نفسها.

يلفت يزن إلى أن تحضير مشروب التمر الهندي يعتمد على تقطيع التمر الهندي إلى قطعٍ صغيرة، ثمّ نقعه في الماء المغلي، ويفضّل تركه منقوعاً لليلةٍ كاملة، بعد ذلك نبدأ بتصفيته عن طريق قطعةٍ من القماش، ويتمّ عصر التمر الهندي من خلالها، ثم نضيف إليه الماء البارد والسكر والقليل من ملح الليمون لإضفاء طعم الحموضة فيه.

وعلى الرغم من أن لشراب "التمر الهندي" فوائد عدة إلا أن تناوله يكثر فقط في شهر رمضان نظراً لشعور الصائم بأنه بحاجة إلى مواد سكرية بعد يوم طويل من عدم تناول الطعام والشراب وكذلك في فصل الصيف بعد أن يشعر الصائم بأنه بحاجة إلى السوائل.

ويذكر أن فوائد التمر الهندي عديدة، حيث إنه يحتوي على نسبة عالية من البروتين والكربوهيدرات والمعادن، وأهمّ المعادن الموجودة فيه هي: الفسفور، والكالسيوم، وهو أيضاً غنيّ بفيتامين (ب). وذكرت دراسات أن له فوائد طبية عدّة كذلك منها مدّ جسم الإنسان بالألياف التي تحدّ من زيادة نسبة الكوليسترول في الدم، كذلك يعتبر خافضاً للحرارة وتعتمد بعض شركات صناعة الأدوية إلى إضافة الخلاصة المائية لثماره إلى أدوية الأطفال.