يبدو أن التصريحات الروسية الأخيرة التي وردت على لسان نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف، والتي تبنت مطالب النظام السوري بالتركيز على قضية الإرهاب في محادثات جنيف، ستترك آثارها السلبية على اللقاءات المقررة اليوم وغداً بين الوفد الدبلوماسي الروسي ووفد قوى الثورة والمعارضة.
فبعد صدور التصريح الروسي، قال أحد أعضاء الوفد السوري المعارض لـ"العربي الجديد": "اتفقنا على جلسة اليوم مع مبعوثين روس، ولكن لم يجر تحديد الموعد... بل لا شيء مؤكدا حتى الآن. نحن بصدد مناقشة عدد من الأمور المرتبطة بالمفاوضات ونطالب بأن يجري التركيز على ما جاء في الدعوة التي وجهت لنا" في إشارة إلى بند الانتقال السياسي الذي عقد من أجله مؤتمر جنيف. ويضيف: "كان من المؤكد أننا ننتظر ما ستنتج عنه مباحثات اليوم مع الجانب الروسي لتحديد ما إذا كان سيعقد لقاء آخر يوم غد مع غاتيلوف أم لا".
وظهرت أصوات داخل الوفد السوري المعارض تدعو إلى عدم الاجتماع مع الروس، لأن جلسات جنيف لم تراع تماماً ما كان يجب أن ننطلق منه، ألا وهو ما جاء في الورقة التي وزعها الوسيط ستيفان دي ميستورا على وفدي التفاوض بنقاطها الثلاث للحل السياسي.
ويشير العضو المعارض نفسه إلى أن "طرح (رئيس وفد النظام بشار) الجعفري اليوم أمام دي ميستورا سيكون مهماً بالنسبة لمستقبل المفاوضات، فالروس عادوا ليطرحوا قضية الإرهاب من جديد في تماه مع مطالب النظام السوري بأن تكون الأولوية هي لتلك النقطة وليس الدخول في صلب الموضوع".
لقاءات واستثناءات
وفي معلومات خاصة بـ"العربي الجديد" من أحد أعضاء وفد منصة القاهرة أن محادثات يوم الاثنين شهدت زيارة منفردة لمنصة القاهرة وأستانة إلى مقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارته الحالية إلى جنيف، تزامناً مع اجتماعات مكثفة تعقدها شخصيات غربية مع أطراف التفاوض في جنيف.
ومن بين تلك الشخصيات التي التقاها عباس يذكر المصدر أن كلا من "جهاد مقدسي ورندة قسيس وهيثم مناع كل على حدة من خلال أنور عبد الهادي سفير فلسطين في دمشق، التقوا أمس مع أبو مازن في مقر إقامة الأخير دون أن يتضح ما نتج عنها".
ويضيف المصدر أن "رندة قسيس التقت أيضا مع نائب وزير الخارجية الروسي غاتيلوف في جنيف قبل التقاء الأخير بوفد المعارضة، وتحاول أن تعود إلى منصة المؤتمر بعد تحديد أسماء الوفد في أستانة، إذ رفضت المعارضة في 16 الشهر الحالي وجود قدري جميل ومنصة أستانة ممثلة برندة قسيس المستبعدة من طاولة المفاوضات".
وتعتبر قسيس أنه تم التعامل معها من قبل مكتب دي ميستورا "بشكل غير لائق ومهين، من قبل وفد المعارضة ومكتب دي ميستورا". وكانت رندة قسيس قد ذهبت أمس في لقاء تلفزيوني إلى حد وصف دي ميستورا بـ"راقص التانغو"، و"يحب أن يرقص فوق الطاولات، ويقوم رمزي عز الدين ناصر بتشكيل فريق رقص"، وذلك في إشارة إلى غضبها من التجاهل الذي لاقته في جنيف.