يشير تقرير صدر حديثاً أن مؤسسات الإعلام التقليدي في دول، مثل، اليابان والولايات المتحدة تجد صعوبة في الانتقال نحو الوسائط الرقمية، في حين أن نظيرتها في دول مثل بريطانيا والدنمارك وفنلندا، وألمانيا استطاعت المحافظة على حصتها في سوق الإعلام الجديد بابتكار سياسات إدارية وتحريرية تواكب التغيّرات التقنية الطارئة في عالمي الاتصال والإعلام.
جرت العادة أنه كلما ظهرت "واسطة" جديدة في عالم التواصل والإعلام، قفز إلى السطح سؤال حول مصير الوسائط. طرح هذا السؤال حول مصير الصحافة المكتوبة عندما ظهر جهاز الراديو، وعاد السؤال ليطرح حول مصير الراديو عندما ظهر التلفزيون، والآن يطرح السؤال مجددا عن مصير التلفزيون والراديو والصحافة المكتوبة، أي مصير وسائل الإعلام الجماهيرية التقليدية، مع انتشار وسائل ووسائط الإعلام الجديد أو الإعلام الرقمي.
الأكيد، أن ظهور الراديو لم يقض على الصحافة المطبوعة التي استمرت وتطورت جنبا إلى جنب مع الراديو الذي انتشر كواحد من أهم وسائل الإعلام في القرن العشرين. والأكيد أيضا أن ظهور التلفزيون لم ينه الراديو، الذي ما يزال يبث عبر الموجات الطويلة والقصيرة والمتوسطة، وموجات "إف إم" لتصل إلى كل فجّ بعيد. غير أن السؤال ما يزال قيد البحث عندما يتعلق بمدى تأثير "الإعلام الرقمي" على نفوذ "الإعلام الجماهيري" التقليدي.
على سبيل المثال لم يمنع وجود 618 مليون مستخدم للإنترنت في الصين في عام 2013، من وجود نحو 3300 محطة تلفزيون محلية وإقليمية ووطنية، و2600 محطة راديو، و1900 صحيفة.
ورغم أن الانطباع السائد يرجّح تراجع الإعلام التقليدي ومؤسساته، إلا أن تقريرا صدر في يونيو/حزيران من هذا العام عن "معهد رويترز لدراسات الصحافة" في جامعة أكسفورد، أظهر أن هذه المؤسسات وجدت نفسها في مواجهة "الإعلام الجديد" بشكل مفاجئ وسريع، وقد نجح بعضها في التكيف مع التغيرات التي طرأت في عالم الاتصال والإعلام، في حين تأخر بعضها عن اللحاق بالركب التكنولوجي السريع. ويشير التقرير إلى أن مؤسسات الإعلام التقليدي في دول، مثل، اليابان والولايات المتحدة ما تزال تجد صعوبة في الانتقال نحو الوسائط الرقمية، في حين أن نظيرتها في دول مثل بريطانيا والدنمارك وفنلندا، وألمانيا، حافظت على حصتها في سوق الإعلام الجديد بابتكار سياسات إدارية وتحريرية تواكب التغيّرات التقنية الطارئة في عالمي الاتصال والإعلام.
النسبة الأعلى من الأخبار التي تتداول عبر الإعلام الجديد، ما تزال صادرة عن مصادر تقليدية، مثل الصحف وشبكات التلفزيون، كما أن الكثير من النقاشات والقضايا التي يتم تداولها على مواقع الإعلام الاجتماعي تتم بالأساس بتحفيز من صحافيين محترفين. ويورد التقرير دليلا على ذلك بالقول إن 64% من مستخدمي تويتر في بريطانيا (5.4 مليون مغرد) يتابعون صحافيين محترفين أو مؤسسات صحافية تقليدية.
وتظهر الاستبيانات التي أجراها معهد Pew Institute Media في الولايات المتحدة الأميركية، أن أقوى أربع مؤسسات إعلامية في الولايات المتحدة الأميركية، هي تلفزيونية، أو متفرعة عن مؤسسات تلفزيونية (فوكس، إن بي سي، سي إن إن، أي بي سي). كما أظهر مسح أجرته على مدار ثلاث سنوات وزارة الثقافة في كوريا الجنوبية، أن التلفزيون الأقوى بين وسائط الإعلام في حين أن الوسائط المطبوعة تتراجع لمصلحة الإعلام الجديد.
أقوى 10 مؤسسات إعلامية
ويقول ستيفن شو في موقع "askmen.com" الأميركي إن الإعلام التقليدي ما يزال أقوى مما يعتقد الناس. ويظهر ستيفن شو أن مؤسسات إعلامية جماهيرية تقليدية تحتل المراتب العشر الأولى في قائمة المؤسسات الإعلامية الأكثر تأثيرا في العالم. وتصدرت المرتبة الأولى في القائمة مجموعة "بي بي سي" البريطانية تلاها بالترتيب "سي إن إن"، نيويورك تايمز، سي سي تي في الصينية، وول ستريت جورنال، يوميري تشمبيون اليابانية، شبكة الجزيرة القطرية، ويكيليكس، فوكس نيوز، وهافنغتون بوست.
ورغم أن وسائل الإعلام الجماهيري التقليدي نجحت إلى حد ما بتجاوز خطر الاندثار في مقابل بزوغ وانتشار وسائط الإعلام الجديد، إلا أن الخطر لم ينته تماما بعد. يقول الدكتور ديفيد ليفي، مدير "معهد رويترز في جامعة أكسفورد"، صحيح أن الكثير من المؤسسات الإعلامية التقليدية استطاعت التكيّف مع الإعلام الذي انتشر على الإنترنت، إلا أن التحدي الأكبر يتمثل الآن في القدرة على التكيّف مع الإعلام الاجتماعي الذي يتنقل بين الأفراد عبر وسائط ذكية وسريعة.
وفي هذا السياق يؤكد تقرير معهد رويترز أن الإعلام التقليدي الذي نجح بمعظمه في مواجهة الموجة الأولى من الإعلام الرقمي والتي تمثلت بالإنترنت، يعمل الآن جاهدا لمواجهة الموجة الثانية من الإعلام الرقمي والمتمثلة في "الإعلام الاجتماعي" و"إعلام الهواتف الذكية"، خاصة أن جيل الشباب، قرّاءَ أو مشاهدي المستقبل، باتوا أكثر ميلا للاعتماد على الهواتف الذكية كوسيلة للحصول على الأخبار.
وأظهر التقرير استطلاعا أجرته مؤسسة "يوغوف" البريطانية لمصلحة معهد "رويترز" في عشر دول (الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والدنمارك وفنلندا وإسبانيا وإيطاليا والبرازيل واليابان) كشف أن 36% من الشبان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-24 سنة يعتمدون بشكل أساسي على الهاتف الذكي للوصول إلى الأخبار. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن المؤسسات الإعلامية التي تعتمد على التقنيات الجديدة (Huffington Post - Buzzfeed) استطاعت الوصول إلى شريحة عريضة من الشباب في أوروبا والولايات المتحدة والبرازيل، في حين تصدر (Google News) القائمة في إيطاليا وفرنسا وألمانيا، بينما يفضل اليابانيون (Yahoo).
وفي سياق العلاقة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، أظهرت أحدث دراسة نشرتها جامعة "Canterbury Christ Church" البريطانية بالتعاون مع مؤسسة " Cision" للبرمجيات، أن 96% من الصحافيين البريطانيين يستخدمون مواقع وتطبيقات الإعلام الاجتماعي بصورة يومية، وأن 42 في المائة أقروا بعدم قدرتهم على أداء العمل اليومي من دون الاستعانة بمواقع الاتصال الاجتماعي. غير أن الصحافيين عبروا عن تحفظهم بخصوص الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار، بحيث اعتبر 73 من الصحافيين أن أكبر مشكلة يعاني منها الإعلام الجديد هي "الدقة في المعلومات".
وعلى صعيد أوسع، أظهرت دراسة بعنوان "العادي الجديد في الأخبار"، أجرتها العام الماضي مجموعة "أوريل" للعلاقات العامة، حول دور وتأثير وسائل الإعلام الرقمية في غرف الأخبار وجمع الأخبار، أن الإعلام الإلكتروني الجديد أكثر انتشارا من أي وقت مضى. وقالت الدراسة التي استطلعت آراء أكثر من 500 صحافي في 14 بلدا (أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إيطاليا، نيوزيلندا، روسيا، إسبانيا، السويد، المملكة المتحدة والولايات المتحدة)، إن الصحافيين يستخدمون مواقع وتطبيقات الإعلام الجديد لجمع معلومات ومتابعة مصادر الأخبار.
جرت العادة أنه كلما ظهرت "واسطة" جديدة في عالم التواصل والإعلام، قفز إلى السطح سؤال حول مصير الوسائط. طرح هذا السؤال حول مصير الصحافة المكتوبة عندما ظهر جهاز الراديو، وعاد السؤال ليطرح حول مصير الراديو عندما ظهر التلفزيون، والآن يطرح السؤال مجددا عن مصير التلفزيون والراديو والصحافة المكتوبة، أي مصير وسائل الإعلام الجماهيرية التقليدية، مع انتشار وسائل ووسائط الإعلام الجديد أو الإعلام الرقمي.
الأكيد، أن ظهور الراديو لم يقض على الصحافة المطبوعة التي استمرت وتطورت جنبا إلى جنب مع الراديو الذي انتشر كواحد من أهم وسائل الإعلام في القرن العشرين. والأكيد أيضا أن ظهور التلفزيون لم ينه الراديو، الذي ما يزال يبث عبر الموجات الطويلة والقصيرة والمتوسطة، وموجات "إف إم" لتصل إلى كل فجّ بعيد. غير أن السؤال ما يزال قيد البحث عندما يتعلق بمدى تأثير "الإعلام الرقمي" على نفوذ "الإعلام الجماهيري" التقليدي.
على سبيل المثال لم يمنع وجود 618 مليون مستخدم للإنترنت في الصين في عام 2013، من وجود نحو 3300 محطة تلفزيون محلية وإقليمية ووطنية، و2600 محطة راديو، و1900 صحيفة.
ورغم أن الانطباع السائد يرجّح تراجع الإعلام التقليدي ومؤسساته، إلا أن تقريرا صدر في يونيو/حزيران من هذا العام عن "معهد رويترز لدراسات الصحافة" في جامعة أكسفورد، أظهر أن هذه المؤسسات وجدت نفسها في مواجهة "الإعلام الجديد" بشكل مفاجئ وسريع، وقد نجح بعضها في التكيف مع التغيرات التي طرأت في عالم الاتصال والإعلام، في حين تأخر بعضها عن اللحاق بالركب التكنولوجي السريع. ويشير التقرير إلى أن مؤسسات الإعلام التقليدي في دول، مثل، اليابان والولايات المتحدة ما تزال تجد صعوبة في الانتقال نحو الوسائط الرقمية، في حين أن نظيرتها في دول مثل بريطانيا والدنمارك وفنلندا، وألمانيا، حافظت على حصتها في سوق الإعلام الجديد بابتكار سياسات إدارية وتحريرية تواكب التغيّرات التقنية الطارئة في عالمي الاتصال والإعلام.
النسبة الأعلى من الأخبار التي تتداول عبر الإعلام الجديد، ما تزال صادرة عن مصادر تقليدية، مثل الصحف وشبكات التلفزيون، كما أن الكثير من النقاشات والقضايا التي يتم تداولها على مواقع الإعلام الاجتماعي تتم بالأساس بتحفيز من صحافيين محترفين. ويورد التقرير دليلا على ذلك بالقول إن 64% من مستخدمي تويتر في بريطانيا (5.4 مليون مغرد) يتابعون صحافيين محترفين أو مؤسسات صحافية تقليدية.
وتظهر الاستبيانات التي أجراها معهد Pew Institute Media في الولايات المتحدة الأميركية، أن أقوى أربع مؤسسات إعلامية في الولايات المتحدة الأميركية، هي تلفزيونية، أو متفرعة عن مؤسسات تلفزيونية (فوكس، إن بي سي، سي إن إن، أي بي سي). كما أظهر مسح أجرته على مدار ثلاث سنوات وزارة الثقافة في كوريا الجنوبية، أن التلفزيون الأقوى بين وسائط الإعلام في حين أن الوسائط المطبوعة تتراجع لمصلحة الإعلام الجديد.
أقوى 10 مؤسسات إعلامية
ويقول ستيفن شو في موقع "askmen.com" الأميركي إن الإعلام التقليدي ما يزال أقوى مما يعتقد الناس. ويظهر ستيفن شو أن مؤسسات إعلامية جماهيرية تقليدية تحتل المراتب العشر الأولى في قائمة المؤسسات الإعلامية الأكثر تأثيرا في العالم. وتصدرت المرتبة الأولى في القائمة مجموعة "بي بي سي" البريطانية تلاها بالترتيب "سي إن إن"، نيويورك تايمز، سي سي تي في الصينية، وول ستريت جورنال، يوميري تشمبيون اليابانية، شبكة الجزيرة القطرية، ويكيليكس، فوكس نيوز، وهافنغتون بوست.
ورغم أن وسائل الإعلام الجماهيري التقليدي نجحت إلى حد ما بتجاوز خطر الاندثار في مقابل بزوغ وانتشار وسائط الإعلام الجديد، إلا أن الخطر لم ينته تماما بعد. يقول الدكتور ديفيد ليفي، مدير "معهد رويترز في جامعة أكسفورد"، صحيح أن الكثير من المؤسسات الإعلامية التقليدية استطاعت التكيّف مع الإعلام الذي انتشر على الإنترنت، إلا أن التحدي الأكبر يتمثل الآن في القدرة على التكيّف مع الإعلام الاجتماعي الذي يتنقل بين الأفراد عبر وسائط ذكية وسريعة.
وفي هذا السياق يؤكد تقرير معهد رويترز أن الإعلام التقليدي الذي نجح بمعظمه في مواجهة الموجة الأولى من الإعلام الرقمي والتي تمثلت بالإنترنت، يعمل الآن جاهدا لمواجهة الموجة الثانية من الإعلام الرقمي والمتمثلة في "الإعلام الاجتماعي" و"إعلام الهواتف الذكية"، خاصة أن جيل الشباب، قرّاءَ أو مشاهدي المستقبل، باتوا أكثر ميلا للاعتماد على الهواتف الذكية كوسيلة للحصول على الأخبار.
وأظهر التقرير استطلاعا أجرته مؤسسة "يوغوف" البريطانية لمصلحة معهد "رويترز" في عشر دول (الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والدنمارك وفنلندا وإسبانيا وإيطاليا والبرازيل واليابان) كشف أن 36% من الشبان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18-24 سنة يعتمدون بشكل أساسي على الهاتف الذكي للوصول إلى الأخبار. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن المؤسسات الإعلامية التي تعتمد على التقنيات الجديدة (Huffington Post - Buzzfeed) استطاعت الوصول إلى شريحة عريضة من الشباب في أوروبا والولايات المتحدة والبرازيل، في حين تصدر (Google News) القائمة في إيطاليا وفرنسا وألمانيا، بينما يفضل اليابانيون (Yahoo).
وفي سياق العلاقة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، أظهرت أحدث دراسة نشرتها جامعة "Canterbury Christ Church" البريطانية بالتعاون مع مؤسسة " Cision" للبرمجيات، أن 96% من الصحافيين البريطانيين يستخدمون مواقع وتطبيقات الإعلام الاجتماعي بصورة يومية، وأن 42 في المائة أقروا بعدم قدرتهم على أداء العمل اليومي من دون الاستعانة بمواقع الاتصال الاجتماعي. غير أن الصحافيين عبروا عن تحفظهم بخصوص الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصادر للأخبار، بحيث اعتبر 73 من الصحافيين أن أكبر مشكلة يعاني منها الإعلام الجديد هي "الدقة في المعلومات".
وعلى صعيد أوسع، أظهرت دراسة بعنوان "العادي الجديد في الأخبار"، أجرتها العام الماضي مجموعة "أوريل" للعلاقات العامة، حول دور وتأثير وسائل الإعلام الرقمية في غرف الأخبار وجمع الأخبار، أن الإعلام الإلكتروني الجديد أكثر انتشارا من أي وقت مضى. وقالت الدراسة التي استطلعت آراء أكثر من 500 صحافي في 14 بلدا (أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إيطاليا، نيوزيلندا، روسيا، إسبانيا، السويد، المملكة المتحدة والولايات المتحدة)، إن الصحافيين يستخدمون مواقع وتطبيقات الإعلام الجديد لجمع معلومات ومتابعة مصادر الأخبار.