التلفزيون الأردني: المال الحكومي يخسر أمام رعاة الفضائيات

07 فبراير 2015
لارا طماش ومدحت العدل (العربي الجديد)
+ الخط -
يدرك القائمون على برنامج "سهرة الخميس" الذي يبث أسبوعيا على شاشة التلفزيون الأردني بشقيها "الأرضي والفضائي"، أن برنامجهم يسبح خارج تيار المنافسة مع المحطات العربية، فالبرنامج الذي يندرج تحت مظلة برامج "التوك شو".

يعتمد البرنامج بالأساس على استضافة فنان سواء كان مطرباً أو ممثلاً أو حتى مخرجاً، تتضح إمكانات الإنتاج فيه من حركة دوران الكاميرا واللوكيشن الفقير، ورعاة البرنامج الموجودة لإبقاء الحلقات على الشاشة بدلاً من إعدام البرنامج الفني الوحيد الذي يكسر جمود البرامج السياسية الذي تختص الشاشة الأردنية بتقديمها في أوقات الذروة التلفزيونية.

في "سهرة الخميس" (إعداد وتنسيق صالح أسعد وتقديم الإعلامية لارا طماش وإخراج هاني الرقاد) يعتمد البرنامج أُسبوعياً على استضافة فنان بمبدأ المداورة "أسبوع فنان أردني وفي الأسبوع الذي يليه فنان عربي" .

الهدف المعلن كما يؤكده معد البرنامج. هو تقديم الفنان الأردني ودعمه أمام الجمهور، في حين يبدو السبب الحقيقي ماثلاً للعيان ومتمثلاً بصعوبة الحصول على موافقة فنان عربي كل أسبوع كضيف في برنامج لا يدفع لنجومه أي مقابل مالي، حيث يعتمد البرنامج اعتماداً كليا على نجوم الصف الثاني والثالث أو الفنانين الشباب، أو المخرجين وكتاب السيناريو، وفي أحسن الأحوال تتم استضافة نجوم كبار باتوا يبحثون عن منبر للظهور فيه، ولا يمانعون الظهور مجاناً مقابل أن يتحمل التلفزيون الأردني تكاليف استضافتهم، والتي تتوزع بالأصل ما بين مكتب سياحي يتكفل بإصدار تذاكر السفر وبين فندق خمس نجوم يحل فيه الفنان الضيف؛ مقابل إعلانات مجانية للمكتب السياحي وللفندق تمر خلال مدة عرض البرنامج. ولا يوقفها سوى الإعلان عن سؤال المسابقة الأسبوعي الذي تبلغ جائزته "100 دولار" مقدمة من أحد المعلنين.

الجائزة الزهيدة أثارت سخرية المنتج والسيناريست المصري مدحت العدل، في إحدى الحلقات التي تمت استضافته فيها، حيث عرض أن يتبرع هو بقيمة الجائزة على ألا يبث إعلان المطعم الذي يقدم جائزة السؤال الأسبوعي كـ"سبونسر" للبرنامج.

الإمكانات المحدودة التي تتوافر للتلفزيون الأردني، لا تثنيه عن تقديم ما استطاع إليه سبيلا من البرامج المنوعة، في محاولة لإبقاء المواطن الأردني متسمرا خلف الشاشة، ولا يخفى على أحد الفرحة الكبيرة التي تظهر على محيا أي مذيع أُردني يصادفه اتصال من مغترب أُردني أو مواطن عربي يعيش خارج حدود الأردن، ليثبت المذيع أن برنامجه متابع عربيا. 

واقع الحال يؤكد أن وضع التلفزيون الأردني كحال أي تلفزيون حكومي عربي، لا يستطيع منافسة أقطاب المحطات الفضائية التي تضخ أموالها بكثافة، لاستقطاب كبار النجوم للحلول ضيوفا على برامجها التي لا تعد ولا تحصى ولا تكاد تنتهي.

دلالات
المساهمون