التكنولوجيا تضع الحدود الأردنية السورية على شاشة صغيرة

05 مارس 2014
كاميرات موزعة على الحدود ترصد العابرين وأي حركة
+ الخط -

لا يمكن أن يعبر عصفورٌ الحدود الأردنية السورية البالغ طولها (370 كيلومتراً) دون موافقة أو علم قوات حرس الحدود الأردنية.

في غرفة داخل مقرّ قيادة حرس الحدود، يجلس عناصر المراقبة أمام شاشة معلقة على الحائط، يرصدون في بث حي ومباشرة كل حركة على الحدود المشتعلة، كما يصفها قائد قواتهم العقيد الركن حسين الزيود.

تتحفظ قوات حرس الحدود عن الحديث عن نظام المراقبة الأحدث عالمياً، والذي امتلكته نهاية العام 2013، وتعتبره سرّاً عسكرياً، لكنها تفاخر دائماً باعتمادها على تكنولوجيا غير متوفرة لدى دول الجوار، حتى لدى الجار الغربي، الكيان الاسرائيلي.

وساهمت تلك التكنولوجيا في التخفيف من الأعباء الملقاة على عناصر حرس الحدود في مراقبة الحدود، حيث تتكفّل الكاميرات الموزّعة على طول الشريط الحدودي برصد حركة العابرين، وتبليغ الأبراج القريبة الى مكان الحركة للتعامل مع الحركة حسب طبيعتها، سواء كانت الحركة للاجئين أو عابرين أو مهربين.

وتجدر الإشارة الى أن قوات حرس الحدود، هي قوات قتالية حديثة العهد، شُكلت قبل عامين وحلت مكان قوات حرس البادية في مهمة حماية الحدود الأردنية من عمليات التسلل والتهريب.

ويبلغ قوام القوات 10 آلاف عنصر يتكفلون بحماية شريط حدودي بطول 1613 كيلومتراً، ويستنزف الشريط الحدودي الأردني مع سوريا الحصة الكبرى من القوات، حيث خصص له 4133 ضابطاً وضابط صف معززين بـ 450 آلية.

وألقت الثورة السورية بعبء جديد على عمل قوات حرس الحدود، نتيجة للزيادة المضطردة في عمليات التسلل والتهريب التي تشهدها الحدود، وحركة اللجوء اليومية. ويؤكد مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في اكاديمية الملك عبد الله اللواء، محمود أرديسات، على أهمية العامل التكنولوجي في ضبط الحدود من ناحية تدعيم العناصر البشرية بالمعلومات، مشيراً الى اعتماد غالبية دول العالم على أنظمة مراقبة الحدود بالكاميرات.

ويقول لـ " العربي الجديد" إن "التكنولوجيا تساعد على التخفيف من العناصر البشرية ضمن معادلة عسكرية توازن بين الاعتماد على العنصر البشري والتكنولوجي"، مؤكداً أنه "لا يوجد تكنولوجيا تخدم دون العنصر البشري".

وحسب إحصائيات حرس الحدود، فقد سجلت عمليات التهريب ارتفاعاً في العام 2013 عن العام 2012 بنسبة بلغت 350 في المئة، وتظهر الإحصائيات محاولات تهريب، أسلحة "بومبكشن" و"كلاشينكوف" ومسدسات وقنابل يدوية وأقنعة غاز، وأجهزة اتصال سلكية ومحطات اتصال، إضافة الى تهريب المخدرات بأنواعها.

ويقول قائد قوات حرس الحدود، إن غياب قوات حرس الحدود السورية وتخليها عن ضبط حدودها جعل المسؤولية كلها ملقاة على القوات الأردنية، التي تقوم بواجب الحماية عن الطرفين.

وتجد القوات المصنفة قتالية نفسها أمام واجب إنساني يتمثل في رعاية اللاجئين الذين يدخلون من المنافذ غير الشرعية والبالغة 45 معبراً على طول الحدود مع سوريا، حيث سجل دخول نحو 462538 منذ اندلاع الثورة السورية مطلع آذار/مارس 2011 وحتى نهاية شباط/فبراير الماضي. قدرة حرس الحدود الأردنية على التعامل مع الواجب الإنساني يرجعه قائدها الى تطور العلوم الإنسانية العسكرية في الأردن، نتيجة مشاركة الأردن في قوات حفظ السلام الدولية في العديد من الدول.

وعلى طول الحدود الأردنية السورية تتنوع الجغرافيا؛ الحدود في الشمال تبدو أكثر قرباً، حيث تُقابل المدن الأردنية المدن السورية على مسافة البصر، وهي المدن التي عُرف عنها تاريخياً اشتغال سكانها بتهريب السلع عبر البحّارة الذين يقطعون الحدود يومياً لهذا الغرض. وكلما جرى التوغل أكثر في الشمال الشرقي، ابتعدت المدن عن الشريط الحدودي غير المأهول والذي يتميز بطبيعة صحراوية قاسية.

وهي المناطق التي أكتشفها اللاجئون والمهربون والمتسللون حديثاً بعدما طاول الدمار الطرق القديمة التي كانوا يسلكونها، وذلك نتيجة للعمليات العسكرية الطاحنة التي شهدها الشريط الحدودي في الجانب السوري بين قوات النظام والمعارضة.