اتفاق لتهجير أهالي القدم جنوبي دمشق نحو الشمال السوري

23 سبتمبر 2017
الاتفاق ينص على خروج الأهالي الثلاثاء والأربعاء (فاليري شاريفولين/Getty)
+ الخط -


تواصل قوات النظام السوري، مسلسل التغيير الديموغرافي في البلاد، حيث تمّكنت من فرض اتفاق جديد، يقضي بترحيل مقاتلين من المعارضة ومدنيين من منطقة القدم جنوبي العاصمة دمشق إلى الشمال السوري، وتحديداً إلى مدينتي إدلب وجرابلس.

وقال المكتب الإعلامي في المجلس المحلي لحي القدم، في بيان، اليوم السبت، إنّ "الاتفاق ينص على خروج الأهالي والفصائل، يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، من مناطق المادنية، بورسعيد، والمجمع الصناعي داخل الحي".

وبحسب البيان، سيتولّى حماية حي القدم، المقاتلون الذين يرفضون الخروج والذين سينتظمون في تشكيل جديد تحت مسمى "الجيش الوطني" ضمن سياق ما يسمى "المصالحة الوطنية"، وذلك لحماية الحي من تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي ينتشر في محيط المنطقة.

وفي الوقت عينه، لفت المجلس المحلي، في بيانه، إلى وجود مخاطر تهدّد تنفيذ الاتفاق، إضافة إلى انتشار عناصر تنظيم "داعش" في محيط حي القدم، مثل عدم وجود ضمانات للطريق بين دمشق وشمالي البلاد، فضلاً عن القصف الذي تتعرّض له محافظة إدلب.

وأثار الاتفاق، جدلاً واسعاً في حي القدم، وقوبل بالكثير من العوائق، وسط رفض من جانب العديد من أبناء الحي، ومن قبل فصيل "أجناد الشام" الذي يرفض الخروج من المنطقة.

وذكرت مصادر محلية، أنّ الاتفاق جاء ثمرة اتصالات بين مجموعة صغيرة من مقاتلي "هيئة تحرير الشام" بقيادة صالح فضو الملقب بـ "الزمار" وهي موجودة على أطراف الحي مع النظام، بالرغم من رفض فصيل "الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام" الموجود في المنطقة، ووجهاء من الحي، لشروط الاتفاق على أمل تحسينها، وإلغاء فكرة الترحيل إلى الشمال السوري.

وقد أدى الخلاف بين "أجناد الشام"، و"هيئة تحرير الشام"، حول الاتفاق، إلى تعدد وجهات التهجير بين محافظة إدلب، ومدينة جرابلس في الشمال السوري.


وينقسم حي القدم جنوبي دمشق، إلى منطقتي العسالي والجورة، الواقعتين تحت سيطرة تنظيم "داعش"، ومنطقتي المادنية وبور سعيد الواقعتين تحت سيطرة "أجناد الشام" وأبناء الحي، كما تتواجد فيه مجموعة من "هيئة تحرير الشام".

وقد أدى وقوع منطقة الحجر الأسود المجاورة بالكامل، وأجزاء كبيرة من مخيم اليرموك، وحي العسالي، تحت سيطرة تنظيم "داعش"، إلى فصل حي القدم عن بلدات يلدا وببيلا وبيت سحم الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة، الأمر الذي وضع أبناء الحي في موقف صعب، خلال المفاوضات الجارية.

وقدّرت مصادر محلية، احتمال خروج بضع مئات بين مدنيين وعسكريين، بينهم نحو خمسين جريحاً، من حي القدم، بموجب الاتفاق.

وكانت "لجنة المفاوضات" في حي القدم، قد رفضت، قبل أيام، شروط "المصالحة الوطنية" التي طرحها النظام، كما أعلنت فعاليات مدنية وعسكرية في جنوب دمشق، رفضها إدراج بلدات؛ يلدا وببيلا وبيت سحم وحيي القدم والتضامن، ضمن اتفاق "المدن الأربع"، فيما شهد بعض تلك المناطق مظاهرات رفضاً لأي اتفاق يتضمن تهجير الأهالي من مناطقهم.

ويأتي الاتفاق، في وقت تشنّ فيه، قوات النظام وروسيا، حملة عسكرية عنيفة على محافظة إدلب شمالي سورية، والتي من المفترض أن يتوجه إليها المهجّرون من جنوب دمشق.