وقال خالد علي، إنه حضر أمس الأحد، جلسة نظر تجديد حبس علا القرضاوى (58 سنة)، والتي كررت فيها التأكيد على أنها لم ترتكب أي فعل مخالف للقانون، وأن القبض عليها وإيداعها الحبس الاحتياطي طوال المدة السابقة سببه أنها ابنة الشيخ يوسف القرضاوي، وتقول إن كان هناك جريمة ارتكبتها فقدموني للمحاكمة بدلا من مواصلة حبسي انفراديا منذ ما يزيد على 820 يوماً.
ونقل المحامي الحقوقي عن علا القرضاوي تفاصيل ظروف حبسها، وكيف أنها منعزلة عن العالم، ولا تشاهد أي سجينة، كما كانوا يأمرونها في أحيان بالتنظيف إمعانا في التنكيل بها، ولم يتوقف ذلك إلا بعد إضرابها عن الطعام. "أمس حضرت جلسة التجديد بقروح في وجهها ويدها، وطلبنا إثبات ذلك في المحضر، ومناظرة النيابة لتلك العلامات، وعندما سألها المحقق عن السبب أجابت أنها لا تشعر بتلك القروح بسبب انتشار الأوجاع في جسدها، ولم تكن تدرك أن القروح وصلت إلى وجهها، كما أنها فقدت الأمل في الخروج من السجن، وتوقف الظلم الذي تتعرض له، حتى أنها في بعض الأحيان تخشى من تناول الطعام أو الشراب لأنه لا يسمح لها بالذهاب إلى الحمام إلا مرة واحدة في اليوم".
وتقرر حبس علا القرضاوي في الأول من يوليو/تموز 2017، بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية، وظلت في الحبس الاحتياطي الانفرادي بسجن القناطر للنساء شمال القاهرة، حتى صدر قرار من محكمة الجنايات باستبدال الحبس الاحتياطي بأحد التدابير الاحترازية في 3 يوليو/تموز الماضي، وبدل أن يتم تنفيذ قرار إخلاء السبيل وإطلاق سراحها، فوجئت في اليوم التالي بالتحقيق معها في قضية جديدة بتهمتين، هما الانضمام لجماعة إرهابية، وهي نفس التهمة في القضية السابقة، وتمويل جماعة إرهابية، بينما التمويل المزعوم جرى أثناء فترة سجنها.
وقالت القرضاوي خلال التحقيق معها إن أموالها متحفظٌ عليها منذ أول يوم حُبست فيه، وبالتالي فإن كل الاتهامات ملفقة وهزلية، ولو كانت واقعية لوجب سؤال مأمور السجن ورئيس المباحث عن التواطؤ في كيفية قيامها بذلك، وهي داخل الحبس الانفرادي".
وروى علي أنه حضر التحقيق مع الناشطة إسراء عبد الفتاح، وأنها قالت خلال التحقيقات إنها تعرضت للتعذيب، وأنها قررت الإضراب عن الطعام، وكانت علامات الضرب بادية على ذراعيها وجسدها، وتم إثبات ذلك في محاضر التحقيق.
وأضاف أن الضابط وجه الأمر لعدد من عناصر الأمن بالتعدي عليها بالضرب المبرح، لكنها واصلت رفض الاستجابة لطلبه، فقام بخنقها لإجبارها على فتح هاتفها، وهددها بالقتل في حال رفضت، فاستجابت مرغمة، وعندها قام بربط يديها وقدميها بطريقة معروفة للتعذيب لا تسمح للجسد بالحركة، وظلت على هذه الحال لمدة ثماني ساعات، قبل أن يبدأ الضابط مرحلة الاستجواب بعد أن خارت قواها من التعذيب.
بعد انتهاء الاستجواب الذي شمل التعذيب، ومع اقتراب موعد ذهابها إلى النيابة، حضر ضابط جديد، وهددها أنه في حال كشفت عما تعرضت له من تعذيب، فإنها ستُعذب بالطريقة ذاتها مجددا، كما هددها باستخدام الصور الشخصية على هاتفها للتشهير بها.
وكان رجال أمن بزي عسكري، اختطفوا إسراء عبد الفتاح، مساء السبت الماضي، وظلت مختفية لمدة 24 ساعة، قبل أن تظهر أمس الأحد في نيابة أمن الدولة العليا وعلى جسدها آثار ضرب.
في السياق ذاته، كشفت الناشطة المصرية الأميركية آية حجازي، عبر صفحتها على "فيسبوك"، اليوم الاثنين، عن تفاصيل تعذيبها خلال الأيام الأولى لاحتجازها مع زوجها محمد حسنين، وكتبت حجازي المقيمة حاليا في الولايات المتحدة، إن التعذيب والتنكيل بدأ منذ اليوم الثاني لتوقيفها، وأنه تم ترهيبها وترهيب زوجها لإجبارهما على الاعتراف بتهم ملفقة، وأنها تعرضت للضرب والتهديد النفسي، في حين تعرض زوجها للضرب والصعق بالكهرباء.
وقبل أيام، كشف الناشط المصري البارز علاء عبد الفتاح، ومحاميه الذي اعتقل خلال حضور التحقيقات معه، محمد الباقر، عن تعرضهما للتعذيب وغيره من صنوف المعاملة السيئة، وذلك أثناء مثولهما أمام النيابة للتحقيق معهما.
كما قُبض على محاميه محمد الباقر، في نفس اليوم أثناء حضوره معه للدفاع عن عبد الفتاح في نيابة أمن الدولة، وهو يحتجز في زنزانة سيئة التهوية، وقد عُصبت عيناه وجُرِّد من ملابسه ويمنعه حراس السجن من الاستحمام أو شراء مياه وأطعمة من مقصف السجن.