التعددية ستهزم ترامب

22 فبراير 2016
تقدم ترامب قد ينتهي بكارثة للحزب الجمهوري (براندن كامب/Getty)
+ الخط -
لا يزال المرشح الأميركي الجمهوري، دونالد ترامب، يحصد المزيد من النقاط، في طريق نيله ترشيح حزبه، في الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، على الرغم من أن هذا التقدم قد ينتهي بكارثة للحزب الجمهوري، قد لا يتعافى منها لفترة طويلة.
صحيح أن الشعب الأميركي قد انتخب لمرتين، شخصاً لا يختلف من ناحية رعونته السياسية كثيراً عن ترامب، وهو جورج بوش الابن، والذي قاد سياسات "صقورية" أدت إلى تورط أميركا في حروب لا طائل منها، يمكن وصفها بحروب انتقامية بعد أحداث سبتمبر، أدت إلى تراجع أميركي واسع، وأزمة اقتصادية، لكن الصحيح أيضاً، أن ترامب أكثر راديكالية من بوش الابن، والذي يعتبر "جمهوريا تقليديا" إن صحت العبارة.
وحظوظ ترامب على منافسة أي مرشح ديمقراطي، ستكون ضئيلة جداً، مقارنة بأي مرشح جمهوري آخر. فترامب، وهذا ما كتبه توماس فريدمان أخيراً، يسير عكس أهم ركائز أميركا، أو ما يجعلها عظيمة في عيون الأميركيين، وهي ميزة "التعددية".
هي السمة ذاتها، التي ستهزم ترامب في حال حصد بطاقة الحزب الجمهوري بالفعل. جمهور ترامب اليوم، هو يمين اليمين الجمهوري، وسياساته المعلنة، ضد المسلمين واللاتينيين، تجد رفضاً، حتى داخل حزبه، وهو ما عبر عنه رئيس كتلة الجمهوريين في مجلس الشيوخ سابقاً، لكن فرص ترشحه ممثلاً للحزب الجمهوري ليست متدنية، بسبب طبيعة الكتلة الصلبة في الحزب، والتي تنحى باتجاهات متشددة. في الوقت نفسه، يبدو هذا الصوت ضد التيار العام في الولايات المتحدة.
نموذج التعددية الأميركي هو الذي مكن الأقليات من حيازة قوة مرجحة في أي انتخابات أميركية رئاسية أخيراً، فعندما يقوم المرشح الرئاسي – كترامب في سياقنا – باستفزاز وجود هذه الأقليات، فإنه يخسر حتماً أصوات الفئة المتذبذبة التي تحسم أي انتخابات عادة.

هذه القوة نفسها هي التي عززت حظوظ أول رئيس أسود البشرة للولايات المتحدة، باراك أوباما، حيث كانت فكرة انتخاب رئيس أسود للولايات المتحدة ملهمة للفئة التي لا تصوت عادة من شباب ونساء، وأقليات، فكان دخول هؤلاء الكثيف في انتخابات 2008 مرجحاً. سيستفز هذه الكتلة ترشح ترامب، وستقف ضده قطعاً، وهذا ما يجعل وصوله إلى البيت الأبيض صعباً جداً.
المساهمون