التعداد السكاني في الأردن: غابت السياسة وبقيت السخرية

30 نوفمبر 2015
سخرية من التعداد غير المتطور للسكان (Getty)
+ الخط -

انطلق اليوم الإثنين التعداد العام للسكان والمساكن – 2015، في الأردن، وانطلقت معه موجة سخرية عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن بث التلفزيون الأردني قبل يومين أغنية تشجع المواطنين على التعاون مع الباحثين المشاركين في التعداد.

وتحل السخرية بعد أن كانت الانتقادات السياسية هي ما يشغل بال الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تسربت في وقت سابق استمارة للتعداد تحتوي كلمة "إسرائيل" كأحد خيارات مكان إقامة الأم عند ولادة الفرد ومكان الإقامة الحالي أو السابق، وهو ما اعتبره الناشطون تطبيعاً واعترافاً بدولة إسرائيل وطمساً للحقوق الوطنية الفلسطينية، الأمر الذي انتهى بإلغاء خيار الدولة، واستبداله بأسماء المدن، لتلافي مقاطعة المواطنين للتعداد.

بتراجع الانتقادات السياسية، بقيت السخرية حاضرة، إذ دشّن ناشطون على مواقع التواصل وسم "#التعداد_السكاني"، للسخرية من التعداد الذي رأوا فيه دليلاً على فشل الحوسبة في البلد والتي يمكن بها إحصاء السكان والمساكن بطرق حديثة ودون الاعتماد على الإحصاء اليدوي الذي يشارك فيه 25 ألف باحث وباحثة واستوجب تعطيل مؤسسات الدولة.

وأطلق الناشطون عبارات ساخرة لتشجيع المواطنين على التعاون مع الباحثين فكتبوا "توعدوني تنعدّوا؟" و"التعداد وراك وراك"، فيما سخر آخرون من حالة الاستنفار، وتوالي الرسائل الحكومية لحث المواطنين على التعاون، فكتبوا "مش لو طلعونا برة الأردن ودخلونا واحد واحد أدق وأحسن" و"الشعب رح يلعب مع باحثين التعداد لعبة الغميضة وإذا الباحث شاف واحد بحكيلو كمستير".



وبدأت الرسائل التحذيرية للمتزوجين على زوجاتهم بالسر فكتب أحدهم "ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ التعداد السكاني.. إلى ﻛﻞ ﺭﺟﻞ ﻣﺘﺰﻭﺝ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺎﻟﺴﺮ، ﻭﻋﻨﺪﻩ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻻﺩ ﺍﻋﻤﻞ ﺣﺎﻟﻚ ﻣﻴﺖ".

وجذبت انتباه أغنية التعداد السكاني التي بثت على التلفزيون الأردني اهتمام الناشطين، الذين اعتبروا إطلاق أغنية خاصة بالتعداد السكاني أمراً غير ضروري، خاصة أنها لن تبث إلا لمرة واحدة كل عشر سنوات، إذ يجري التعداد في الأردن مرة كل عشر سنوات، فيما طالب آخرون بمحاكمة المسؤولين عن الأغنية!





وفي محاولة لتسهيل مهمة الباحثين، كتب ناشطون بياناتهم على صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل، فيما نشر آخرون صورة لبياناتهم التي علقوها على أبواب منازلهم مع الطلب من الباحثين عدم إزعاجهم.
 
المساهمون