ويأتي هذا الانفجار الذي نفّذه انتحاري بسيارة مفخخة، بعد أسبوع من التفجيرات المتلاحقة التي استهدفت قوات الجيش والشرطة في أماكن متفرقة.
تصريحات السيسي "المتفائلة" ليست الأولى من نوعها؛ فقد أعلن في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي أنّ الأوضاع في سيناء "ليست مستقرة فقط، بل تحت السيطرة"، الأمر الذي نفته أيضاً أحداث عنيفة على أرض سيناء. فقد قام مسلحون بقتل مرشح حزب النور الوحيد في المحافظة، مصطفى عبدالرحمن، في 24 أكتوبر الماضي، أمام بيته وسط مدينة العريش. كما انفجرت 5 آليات للجيش والشرطة في أماكن متفرقة من العريش والشيخ زويد ورفح، أسفرت عن قتلى وإصابات، بحسب إعلانات الأجهزة الأمنية، التي احتكرت حق النشر في كل الأمور المتعلقة بالحوادث في المنطقة.
حالة الطوارئ وحظر التجوال، الذي قام السيسي بنفسه بفرضهما على مناطق عدة من سيناء، لا تتماشى مع تصريحاته المستمرة في ظل استمرار الحملات الأمنية وإعلان المتحدث العسكري، العميد محمد سمير، عن أعداد من القتلى بالعشرات ومئات المعتقلين. وعلى الرغم من اعتراض أهالي المنطقة على ما ينشره المتحدث العسكري عن الأعداد ونتائج العمليات، إلّا أنّ كل ذلك يؤكد ضعف مصداقية رواية السيسي. وطالب أهالي سيناء السيسي برفع حالة الطوارئ وحظر التجوال الذي وصفوه بـ"القاتل"، طالما أنّ الأمور تحت السيطرة كما أعلن رئيس الجمهورية، إلا أنّهم لا يرون ذلك على أرض الواقع.
اقرأ أيضاً: السيسي أمام قادة الجيش:"أوعوا تكونوا هتدوني ضهركم وتمشوا"
حالات القتل والتعذيب والإخفاء القسري بالإضافة إلى تهجير ونزوح مئات العائلات من موطنها إلى المجهول، جميعها تناقض تصريحات السيسي التي يسخر منها أحد مشايخ سيناء، مؤكّداً لـ"العربي الجديد"، أنّ الأوضاع في سيناء خطيرة في ظل استمرار الجيش بانتهاج هذه السياسات التي تشجّع على التطرف وتثير حالة العنف والعنف المضاد، بحسب قوله.
يُذكر أن عشر شركات طيران عالمية وعربية قرّرت عدم المرور في أجواء سيناء، عقب حادثة سقوط الطائرة الروسية، الأسبوع الماضي، والتي راح ضحيتها 224 راكباً معظمهم من الجنسية الروسية. ولم تنتهِ التحقيقات حتى الآن حول ملابسات سقوطها في الوقت الذي تبنى فيه تنظيم "ولاية سيناء" مسؤوليته عن إسقاطها في بيان رسمي له.
وحذّرت جهات حقوقية عدة، منها "هيومن رايتس ووتش"، و"هيومن رايتس مونيتور"، في بيانات مستقلة، من سوء الأوضاع في سيناء، مشيرة إلى اتخاذ الجيش إجراءات غير قانونية من حيث الاعتقال العشوائي الذي يعقبه تعذيب وصل إلى حدّ التصفية في بعض الأحيان.
وتعيش محافظة شمال سيناء، شرق مصر، حالة تشبه الوضع عقب انقلاب يوليو/ تموز 2014، خصوصاً في المناطق الشرقية منها، إذ ينشط تنظيم "ولاية سيناء" المسلّح الذي يستهدف قوات الجيش والشرطة في تلك المنطقة، وسقط خلال العامين الماضيين مئات القتلى والجرحى من العسكريين والمدنيين.
اقرأ أيضاً: "ولاية سيناء" يتبنى تفجير نادي الشرطة بالعريش