التصعيد يلف علاقات المغرب وموريتانيا وسط صمت رسمي

16 اغسطس 2016
ألف جندي مغربي تمركزوا قرب الحدود (Getty)
+ الخط -

تشهد العلاقات بين المغرب وموريتانيا "تصعيداً صامتاً"، عقب حشد المغرب مئات الجنود بمحاذاة قرب منطقة الكويرة الحدودية، بدون أن تصدر تصريحات رسمية في كلا البلدين. 

وذكرت وسائل إعلامية موريتانية أن "ألف جندي مغربي تمركزوا قرب الحدود ومعهم آليات ومدفعيات ومناظير ليلية".

وبحسب المصادر ذاتها، فإن "الجنود المغاربة أطلقوا تحذيرات في وجه بحارة موريتانيين، وعمدوا إلى تهديدهم بقصف زوارقهم إذا ما استمروا في التوقف قرب نقاط تجمع الوحدات العسكرية المغربية"، وهو ما اعتبرته وسائل إعلام موريتانية "تصعيداً عسكرياً غير مقبول".

واعتبرت وسائل الإعلام الموريتانية، أن المغرب يرغب في استعادة سيطرته على مدينة الكويرة الحدودية، والتي تخضع نظرياً للسيادة المغربية وفعلياً للسيادة الموريتانية، ويطالب بإنزال العلم الموريتاني المرفوع بالمدينة الصحراوية ذاتها.

في المقابل، أفادت مصادر مغربية غير رسمية أن جنوداً مغاربة أقاموا ثكنات ومطاراً خاصاً بالمروحيات قرب الحدود الموريتانية.

وفسّرت السلطات المغربية تواجد قواتها بالمنطقة الحدودية قرب موريتانيا، بتنظيم عمليات بمنطقة الكركارات، قرب الحدود الجنوبية مع موريتانيا، لـ"الحد من أنشطة التهريب والتبادل التجاري غير المشروع التي تعرفها المنطقة".

وأوضحت ولاية جهة الداخلة - وادي الذهب بالصحراء المغربية، في بيان أن هذه "العمليات التطهيرية مكنت، إلى حد الآن، من إخلاء ثلاث نقط تجمع لهياكل السيارات والشاحنات المستعملة، والتي ضمت أزيد من 600 سيارة".

وشدد على "تطهير المنطقة من جميع أشكال التجارة غير القانونية وممارسيها"، وأن "هذه العمليات لا تزال مستمرة".

ولم يشر البيان، إلى وجود حشد لقوات عسكرية قرب الحدود الموريتانية.

وتأتي هذه المستجدات الحاصلة بين المغرب وموريتانيا في خضم "تصعيد سياسي" بين البلدين، خاصة بعد توالي استقبال الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز عدد من قيادات جبهة "البوليساريو" المطالبة بانفصال الصحراء عن سيادة المملكة، وهو ما لا تنظر إليه الرباط بعين الرضا.

وكان الرئيس الموريتاني قد استقبل، قبل أيام قليلة، منسق جبهة مع بعثة "المينورسو" للصحراء، امحمد خداد، بالقصر الرئاسي بالعاصمة نواكشوط، حيث تناولا عدداً من القضايا الثنائية، فيما قالت مصادر إعلامية متطابقة إن ولد عبد العزيز رفض قبل ذلك استقبال مبعوث العاهل المغربي.