يثير فوز ميلوش زيمان بالرئاسة في التشيك، لخمسة أعوام أخرى، جدلا وقلقا أوروبيا لأسباب تتعلق بطريقة حكمه وعلاقاته بالروس، فضلا عن مواقفه من اللاجئين والمسلمين.
ويتوجّس الأوروبيون من توجهات زيمان نحو روسيا أكثر، إذ يطلق عليه في الغرب لقب "حليف روسيا القوي"، في ظل إمكانية تشكيل جبهة من بعض الدول في شرق أوروبا تبتعد أكثر عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وما يعمّق الجدل بشأن الرئيس التشيكي أوروبيا كونه يعتمد سياسات مختلفة عن توجهات الاتحاد الأوروبي، من ناحية توزيع اللاجئين بين الدول، أو من ناحية رفضه للعقوبات على روسيا ودعوته لرفعها، فضلا عن خطابه الإسلاموفوبي، وتبنيه رسميا موقفا عدائيا من المسلمين بشكل عام.
وبعد فوز زيمان، سيحاول تحقيق وعده لزميله الثري ورئيس الوزراء، أندري بابيس، الذي أقاله البرلمان في وقت سابق من الشهر الحالي بتهم "الفساد والتلاعب بأموال الاتحاد الأوروبي"، لإعادة تسميته لتشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويوصف بابيس بـ"ترامب تشيكيا"، بسبب مواقفه المعادية للمهاجرين، والقريبة من اليمين الشعبوي في أوروبا.
ويعتبر موقف الرئيس من بابيس إشكالية لدى الأوروبيين، الذين يتهمونه، كما البرلمانيون التشيك الذين طالبوا برفع الحصانة عنه، بـ"التلاعب بأموال أوروبية لتدعيم شركته الخاصة (أغروفيرت)، بدلا من ذهاب الأموال لتدعيم الشركات الصغيرة كما هو مخطط الاتحاد الأوروبي لتحسين فرص التشيكيين".
وزيمان واحد من الساسة "الشعبويين" في أوروبا، في الثالثة والسبعين من عمره، وهو عضو سابق في الحزب الشيوعي الحاكم قبل انهيار الكتلة الشرقية في أوروبا، ثم الاجتماعي الديمقراطي لاحقا، بتوجهات يمينية قومية، ويتجه أكثر نحو اعتبار روسيا، وليس أوروبا، عمقا طبيعيا لبلده جمهورية التشيك.
ويتقاسم الرئيس التشيكي مع رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، إطلاق نعوت شعبوية حول الهجرة، تتجاوز أحيانا ما لدى شعبويي غرب أوروبا، باعتبارها "غزوا إسلاميا"، وفي أكثر من مناسبة نسق زيمان مع اليمين القومي المتطرف في بلده.
شعبيته تقوم على الادعاء بأنه "سياسي تلقائي ورجل يفهم مخاوف الشعب"، وتؤيده طبقة ممن لم يتلقوا مستوى تعليميا جيدا، وخصوصا في الأرياف والمدن الصغيرة، كما في حالة المجري أوربان، مع وجود ماكينة دعائية إعلامية تعمل لمصلحة ترويج أفكاره.
ومن بين أفكاره التي أعلن عنها صراحة، ونقلتها "ذا غارديان" و"بي بي سي" البريطانيتان، قوله عن مجموعة بيئية تدافع عن الأرض وتطالب بمنع قطع أشجار الغابات: "أود معاملتهم بطريقة تعود للقرون الوسطى: حرقهم والتبول عليهم وتمليحهم (تصبيرهم، تقديدهم؟)". وبالنسبة للمسلمين يردد الرجل أيضا: "نحن نخسر جمال نسائنا، لأنه يجري تخبئته بعيدا وراء البرقع".
وأعاد الناخب التشيكي منح زيمان، الممسك بالسلطة منذ 2013، فرصة البقاء في الرئاسة لخمسة أعوام أخرى.
ووفقا لما تظهره نتائج الجولة الثانية، التي جرت أمس السبت، يتغلب زيمان بحصوله على أكثر من 52 في المائة على منافسه ييري دراهوش، الحاصل على نحو 47 في المائة، وهي نسب قريبة لنتيجة الجولة الأولى التي شهدتها جمهورية التشيك قبل أسبوعين.