التدخل الروسي: الكرملين يتنصل من قضية مانافورت.. ولافروف يرمي التهم بوجه أوكرانيا

31 أكتوبر 2017
لافروف: لا دليل على تدخل موسكو (فرانس برس)
+ الخط -
بلغ التحقيق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية مرحلة جديدة تنبئ بكشف المزيد من الفضائح مستقبلًا، وربما اعتقال أشخاص أهم شأنًا داخل البيت الأبيض، بعد توجيه التهم لثلاثة من مساعدي الرئيس دونالد ترامب في حملته الرئاسية، بينهم مديرها السابق، بول مانافورت.


وفيما أعلن البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، عدم وجود نية لتغيير المدعي الخاص، روبرت مولر، الممسك بالتحقيق في تدخلات روسيا، نفت موسكو مجددًا تهمة التدخل بالانتخابات، واعتبرت أنه لا يوجد دليل على ذلك.


وصرّح الكرملين، اليوم، أن الاتهامات الأميركية الموجهة إلى بول مانافورت، ومساعد آخر يدعى ريك غيتس، لا تشير بإصبع الاتهام إلى روسيا. وقال المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، إن موسكو أشارت إلى غياب أي مزاعم ضد روسيا في عريضة الاتهام، مشيرًا إلى أن موسكو كانت تقول دائمًا إنها لم تتدخل قط في الانتخابات الأميركية.


وأضاف بيسكوف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحافيين: "روسيا لم تظهر بأي شكل في الاتهامات التي وجهت. دول أخرى وأشخاص آخرون ظهروا". وقال ردًّا على سؤال عما إذا كان الكرملين قد رأى في الاتهام دليلًا على نفيه المتكرر للتدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية: "لم تشعر روسيا قط أنها مذنبة لتتأثر بالتبرئة الآن".


ومَثَل المدير السابق للحملة بول مانافورت (68 عامًا)، ومساعد آخر لترامب، هو ريك غيتس (45 عامًا)، أمام المحكمة، ورفضا تهمة التواطؤ ضد الولايات المتحدة وكسب الأموال من العمل مع الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، وحزبه السياسي الموالي لموسكو، إضافة إلى عدد آخر من التهم. وبعد أن فرضت عليهما الإقامة الجبرية، أطلق سراحهما بكفالتين بقيمة 10 ملايين دولار و5 ملايين دولار على التوالي.



وفي خطوة منفصلة وجديدة فُسرت على أنها "القطبة المخفية" بمسار التحقيق، اعترف المستشار السابق لترامب في شؤون السياسة الخارجية، جورج بابادوبولوس، بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بشأن اتصالاته مع شخص مرتبط بالكرملين، بعد صفقة عقدها مع الادعاء، كُشف عنها أمس الإثنين.


واعترف بابادوبولوس بأنه حاول التستر على اتصالاته بأستاذ جامعي مرتبط بموسكو عرض الكشف عن "فضائح" تتعلق بمنافسة ترامب الديمقراطية هيلاري كلينتون. وكشف أنه أبلغ ترامب وسواه شخصيًا بأنه يمكن أن يرتب للقاء بين المرشح آنذاك، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأثار هذا الكلام غضب ترامب، أمس الاثنين، الذي رفض الاتهامات بالتواطؤ وطالب بأن يتركز التحقيق على كلينتون. وكتب على "تويتر": "عفوًا، لكن هذه تعود لسنوات خلت، قبل أن يصبح مانافورت جزءًا من الحملة الانتخابية. ولكن لماذا لا يتم التركيز على المحتالة هيلاري والديمقراطيين؟".

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة هاكابي ساندرز، إن الرئيس لا يذكر "التفاصيل المحددة للقاء"، وأن بابادوبولوس كان له "دور محدود" فقط. وأضافت ساندرز: "كان دورًا محدودًا للغاية. كان (مانافورت) متطوعًا. أكرر، لم يحصل أي نشاط بصفته الرسمية نيابة عن الحملة بهذا الخصوص".

وغداة توجيه الاتهامات، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم، بأنه "ليس هناك أي دليل" على تدخل موسكو في الانتخابات. وقال في مؤتمر صحافي من موسكو: "يتهموننا بلا أي دليل بالتدخل في الانتخابات، ليس في الولايات المتحدة وحدها، بل وفي دول أخرى".


ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله إنه يتعين على واشنطن التحقيق بشأن أوكرانيا. وأوردت الوكالة أن لافروف قال في إفادة صحافية إن كييف "لديها معلومات" عن الانتخابات الرئاسية الأميركية في عام 2016، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".

وكانت وكالات الاستخبارات الأميركية توصلت إلى أن بوتين أمر بحملة واسعة للتأثير على المسار الانتخابي وضمان فوز ترامب، بما يشمل قرصنة ونشر رسائل إلكترونية للحزب الديمقراطي وحملة كلينتون.

ويأتي توجيه الاتهامات عشية جلسات استماع في الكونغرس لمدراء تنفيذيين من "فيسبوك" و"غوغل" و"تويتر" في إطار تحقيقات حول محاولات روسية للتأثير على نتيجة التصويت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية أخرى.

وسيستمع الكونغرس لإفادات من مسؤولي "فيسبوك" بأن نحو 126 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، يمثلون شريحة هائلة محتملة من الناخبين الأميركيين، قد يكونون اطلعوا على روايات أو تعليقات أو محتويات أخرى من مصادر روسية، بحسب ما ذكره موقع "ريكود" لأخبار التكنولوجيا، وصحيفة "وول ستريت جورنال"، ووسائل إعلام أميركية أخرى.


(العربي الجديد)