محامي ترامب: القرار بشأن مقابلة مولر "في غضون أسابيع"

03 مايو 2018
هل يقابل ترامب مولر؟ (جابين بوتسفورد/وين مكنامي/Getty)
+ الخط -

بينما يدور التكهن حول إمكانية موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على مقابلة روبرت مولر المحقق الخاص بالتدخل الروسي المحتمل بالانتخابات الرئاسية 2016، كشف المحامي رودي جولياني، لصحيفة "ذا هيل"، أنّ الفريق القانوني للرئيس، ما زال "على بعد عدة أسابيع" من تحديد القرار.

وقال جولياني، وهو عمدة مدينة نيويورك السابق، انضم إلى الفريق القانوني لترامب قبل نحو أسبوعين، في مقابلة حصرية مع الصحيفة، يوم الأربعاء، إنّ القرار سيتم تحديده إلى حد كبير من خلال تحديد مدى "التجرد" الذي يتوقعه هو وزملاؤه، من قبل مولر.

وأضاف أنّه "كلما كان (مولر) متجرداً أكثر، كلما كنا أكثر رغبة في التعاون. وكلما كان أقل تجرداً، سنكون حمقى إذا قمنا بذلك".

ومنذ انضمامه إلى الفريق القانوني للرئيس، رجّح جولياني أنّ ترامب سيجلس على الأرجح لإجراء مقابلة، إذا تم إقناعه بأنّ مولر وفريقه، لم يتوصلوا بالفعل إلى خلاصة أنّ مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" السابق جيمس كومي، يقول الحقيقة عن علاقته مع ترامب، والتي ذكرها بالتفصيل في مذكراته.

وتنتقد رواية كومي للأحداث بعمق، الرئيس الذي أقاله، فيما يقول ترامب، بدوره، إنّ كومي يكذب.

ويحقّق مولر فيما إذا كان ترامب سعى إلى عرقلة العدالة في ملف التدخل الروسي المحتمل بالانتخابات الرئاسية، عندما أقال كومي، في مايو/أيار الماضي. كما يُعتبر ترامب موضع اهتمام لمولر، نظراً لكونه يحقق أيضاً فيما إذا كانت حملة الرئيس قد تواطأت مع روسيا خلال انتخابات عام 2016.

ويقول مشككون إنّ محامي ترامب يبحثون ببساطة عن سبب لرفض مقابلة مولر، بينما يصر جولياني وغيره من داخل وحول الفريق القانوني للرئيس، على أنّهم يتفاوضون "بحسن نية".


وتحدّث جولياني، لـ"ذا هيل"، بعد ساعات فقط من الأنباء التي قالت إنّ تاي كوب سيترك منصبه كمستشار رئيسي في البيت الأبيض، بملف التحقيق الروسي.

ويُنظر إلى كوب على أنّه يفضل اتباع نهج "أكثر تصالحاً" تجاه مولر، ويعتقد أنّ هذا يمثل أفضل استراتيجية لجلب التحقيق إلى خاتمة سريعة.

وأكدت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض سارة ساندرز، أنّ كوب سيغادر في نهاية الشهر الحالي، ليحل محله إيميت فلود، والذي كان يمثل الرئيس بيل كلينتون أثناء إجراءات عزله.

ورد ترامب بتغريدات نارية، على مداهمة "إف بي آي" مكتب وغرفة فندق محاميه السابق مايكل كوهين، وأصبح أكثر عدائية تجاه مولر.


تغيير الاستراتيجية؟

وذكّرت الصحيفة بأنّ المحامي المخضرم جون دود، الذي كان يقود الفريق القانوني للرئيس من خارج البيت الأبيض، غادر مهمته، في مارس/آذار الماضي.

وبالإضافة إلى ضم جولياني إلى فريق ترامب القانوني، خطا الرئيس لتوظيف جو ديجينوفا وفكتوريا توينسينغ، وهو فريق مشاكس من زوج وزوجة، بحسب الصحيفة.

وعلى الرغم من أنّ صراعات داخلية أعاقت هذا التحرك، إلا أنّه اعتُبر أنّه يمثّل تحوّلاً نحو موقف "أكثر تصادمية" مع مولر، من قبل ترامب.

وفي الوقت نفسه الذي تم فيه تعيين جولياني، تم جلب فريق قانوني آخر من زوج وزوجة؛ هما مارتن راسكين وجين سيرين راسكين.

وعلى الرغم من التوترات، أشاد جولياني بكوب، وقال لـ"ذا هيل" إنّ فريق المحامين الحالي "عملوا معه لفترة أطول مني... يشعرون أنّه قام بعمل رائع".

ولم يؤيد جولياني فكرة أنّ رحيل كوب وانضمامه مع فلود، إلى الفريق القانوني لترامب، كانا بمثابة تحوّل في استراتيجية التعامل مع مولر. وأصرّ على أنّ هذه الخطوة كانت بدلاً من ذلك، بمثابة "وضع عينين جديدتين" على ملف تحقيق مولر لبحث ما يمكن فعله.

وكشف تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، الثلاثاء، أنّ مولر قد هدد، في مارس/آذار الماضي، باستدعاء ترامب أمام هيئة محلفين، إذا لم يوافق الرئيس على إجراء مقابلة طوعية.

كما حصلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، بحسب ما أوردت، في تقرير، الثلاثاء، على عشرات الأسئلة التي سيطرحها مولر على ترامب، خلال أي مقابلة بينهما. وقد قدم مولر هذه الأسئلة إلى فريق ترامب القانوني، في وقت سابق من العام الحالي، بحسب الصحيفة.


وذكرت "ذا هيل"، أنّ كوب، على وجه الخصوص، كان يُعتبر بأنّه شديد الحرص على تجنّب شبح أمر الاستدعاء هذا.

وفي مقابلة هاتفية قصيرة، أصرّ ديجينوفا، للصحيفة، على أنّ كوب "كان يريد المغادرة لفترة طويلة من الزمن".

وحول إمكانية مقابلة ترامب مع مولر، أضاف ديجينوفا، أنّ "كل ذلك يتلخّص في الحديث عن رودي (جولياني) ومولر. هما الوحيدان اللذان يعرفان". "نحن نعرف بالتأكيد ما يفكّر به الرئيس (ترامب)"، ختم ديجينوفا قوله بامتعاض.

يُذكر أنّ ترامب استخدم عبارة "مطاردة الساحرات" على "تويتر"، ثلاث مرات، منذ يوم الإثنين، لوصف تحقيق مولر، في ملف التدخل الروسي المحتمل بالانتخابات.


(إعداد: هناء نخال)