"ترحيب يملأه الخوف"، هذا ما يقوله أهالي الساحل الشرقي للموصل عن انطلاق عمليات تحرير الساحل الغربي للمدينة، معبرين عن ابتهاجهم للتحرّك العسكري لتحرير ما تبقى من الموصل، ومؤكدين أنّهم ينتظرون بفارغ الصبر رفع المعاناة التي يعيشها إخوانهم في تلك المناطق التي ما زال يسيطر عليها تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش).
غير أنهم في ذات الوقت، لم يكتموا مخاوفهم من أن يتسبب التحرّك العسكري بفراغ أمني في مناطقهم، ويمنح الفرصة لمليشيات "الحشد الشعبي" وأذرعها بارتكاب الانتهاكات.
ويقول أبو زيد، وهو أحد أهالي حي الصحة شرقي الموصل، لـ"العربي الجديد" إنّ "المعاناة التي عشناها تحت احتلال داعش والتي زادت عن عامين، جعلتنا نشعر اليوم بمعاناة إخواننا في الساحل الأيمن، الذين ما زالوا محاصرين وينتظرون الفرج"، مبينا أنّنا "نتابع أخبارهم ونسمع عمّا يتعرضون له من بطش ورعب وخوف وانتهاكات من قبل عناصر التنظيم، وقلوبنا معهم".
وأضاف أنّنا "استبشرنا اليوم خيرا مع سماعنا أخبار التحرّك العسكري، وبدء عمليات تحرير تلك المناطق، وتقدّم القطعات العراقية نحوها"، مؤكدا أنّه "على الرغم من أنّ العمليات العسكرية تقع فيها بعض الأخطاء وبعض الخسائر في صفوف المدنيين، لكنّ ذلك يحتّم البدء بالمعركة، فتلك الخسائر أقل بكثير من انتهاكات داعش".
وأكد أنّنا نشعر اليوم بفرحة أهالي الساحل الأيمن، واستبشارهم بإنقاذهم من تنظيم "داعش"، ومدى التعاون الذي سيقدمونه للقطعات العراقية المقاتلة والتي تتقدم نحو مناطقهم"، مستدركا بالقول "لكنّنا بذات الوقت بدأنا نخشى من الفراغ الأمني الذي سيتسبب في المناطق المحرّرة، جرّاء تحرّك القطعات العراقية نحو الساحل الأيمن".
وحذّر من "خطورة استغلال هذا الفراغ من قبل مليشيات الحشد الشعبي وأذرعها من قوات العشائر المرتبطة بها، والتي تحاول استغلال الفرصة للانتقام من أهالي الموصل، الأمر الذي عكّر من صفو فرحتنا بالعمليات العسكرية، وجعل منها فرحة بطعم الخوف من الانتهاكات".
من جهته، قال عضو التيّار المدني عن محافظة نينوى سبهان الحديدي، إنّ "التحرّك العسكري نحو الساحل الغربي خطوة مباركة، لكن يجب ألا تهمل الحكومة الجانب الأيسر، ولا تتركه لقمة سائغة لمن يحاول أن يرتكب الانتهاكات".
وأوضح الحديدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد" أنّه "يتحتّم على الحكومة والجهات المعنية أن تأخذ بنظر الاعتبار ملف مسك الأرض في المناطق المحرّرة، خصوصا مع انسحاب القطعات العسكرية التي كانت تتواجد فيها، والتي تتجه نحو الساحل الأيمن"، مؤكدا أنّ "الأعداد الموجودة من الشرطة المحلية لا يبدو أنّها كافية للسيطرة على تلك المناطق، وصدّ أي اعتداء أو محاولة للانتهاك من أية جهة كانت".
وأكد على "أهمية أن تضاف قطعات أخرى للشرطة، أو يتم إسنادها من قبل الأهالي لتدعيم هذا الملف الحساس"، مطالبا بـ"منح قيادات الشرطة المحلية تخويلا بمواجهة أي قوة تحاول دخول تلك المناطق، إلّا ومعها صلاحية منع أي اعتقالات تنفّذ من أي جهة كانت، حتى وإن اضطرت لمنعها بالقوة".