التتويج الأول لليفربول بـ"البريميرليغ".. قصة سنوات من المعاناة

26 يونيو 2020
حلم ليفربول بالبريميرليغ يعود بعد 30 سنة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -
حقّق نجوم نادي ليفربول حُلم أنصارهم بالتتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في موسم 2019/2020 لأول مرة، منذ انطلاق "البريميرليغ" بشكلها الجديد في العشرين من شهر فبراير/شباط عام 1992، بعدما تغير نظام المسابقات المحلية الذي استمر لمدة 104 سنوات.
وانتظرت جماهير "الريدز" ثلاثين عاماً، من أجل رؤية فريقها ينال "البريميرليغ"، بعدما توج باللقب آخر مرة في موسم 1989/1990 بنظام الدوري الإنكليزي القديم، ليرفع ليفربول عدد ألقابه في المسابقة المحلية إلى 19، ويقترب من منافسه وخصمه التاريخي مانشستر يونايتد، الذي فعلها في 20 مرة آخرها كانت في 2013.
وعانى ليفربول كثيراً خلال الثلاثين عاماً الماضية، من الغياب عن منصات التتويج، وبخاصة أن منافسه المباشر مانشستر يونايتد نال لقب الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم بنظامه الجديد بواقع 13 مرة، ما شكل ضغطاً كبيراً على جميع لاعبي "الريدز" وجماهيرهم خلال السنوات الماضية، بسبب عدم قدرتهم على إضافة المزيد من كؤوس المسابقة المحلية إلى خزائنهم، رغم أنهم فعلوها 18 مرة قبل عام 1992.
وغاب ليفربول عن المنافسة على لقب "البريميرليغ"، حتى موسم 2001/2002، عندما وجدوا أنفسهم أمام أرسنال، الذي حقق اللقب برصيد 87 نقطة، متفوقاً بسبع نقاط كاملة أمام "الريدز"، الذي كان لديه كوكبة من النجوم، مثل ستيفن جيرارد، ومايكل أوين، وإيميل هيسكي، وسامي هيبيا.


لكن ليفربول عاد إلى الغياب لمدة 6 مواسم متتالية عن المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي، رغم تحقيقه لقب بطولة دوري أبطال أوروبا في عام 2005، عندما تغلب في المواجهة الشهيرة بمدينة إسطنبول على ميلان الإيطالي بركلات الترجيح (4-2).
وفي موسم 2008/2009، كاد ليفربول أن يعانق أمجاد كأس "البريميرليغ"، لكن نتائجه تراجعت في الأمتار الأخيرة من عمر المسابقة، ما جعل غريمه التاريخي مانشستر يونايتد يخطف اللقب، بعد تصدره جدول الترتيب برصيد 90 نقطة، فيما اكتفى "الريدز" بـ86 نقطة.
وكعادته بعد التألق في أحد المواسم، غاب ليفربول لمدة 4 مواسم كاملة عن المنافسة في الدوري الإنكليزي، ووصل به الحال إلى التواجد في المناطق الدافئة، حتى وصل إلى الجهاز الفني المدرب بريندان رودجرز، الذي أعاد الحياة إلى جماهير "الريدز" في موسم 2013/2014.
لكن العمل الشاق طوال موسم 2013/2014، ضاع بشكل غريب بسبب 5 أخطاء شهيرة، قامت بها تشكيلة المدرب السابق بريندان رودجرز، التي استطاعت تسجيل 101 هدف بالدوري الإنكليزي، بقيادة النجم الأوروغواياني لويس سواريز، الذي سجل 31 هدفاً، وزميله دانييل ستوريدج 22 هدفاً، وأهدت اللقب إلى منافسهم المباشر حينها مانشستر سيتي.
ويعد التعادل الغريب أمام كريستال بالاس، وخطأ ستيفن جيرارد الفادح أمام تشلسي، وهفوة زميله كولو توريه ضد ويست بورميتش ألبيون، وغلطة الحارس سيمون ميغنول، والهزيمة على يد هال سيتي، الأخطاء الخمسة التي أهدت مانشستر سيتي اللقب، وحلول ليفربول بالمركز الثاني برصيد 84 نقطة، مُتخلفاً بنقطتين فقط عن المتصدر.


وبعد استلام المدرب الألماني يورغن كلوب منصبه في ليفربول، أعاد لـ"الريدز" أمجاده وقوته في موسم 2018/2019، بعدما تعاقد مع العديد من النجوم الكبار، وشكل قوة ضاربة في الهجوم بقيادة المصري محمد صلاح، والسنغالي ساديو ماني، والبرازيلي روبرتو فيرمينو.
وفشل ليفربول بالتتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد منافسة شرسة من قبل كتيبة المدرب الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني لنادي مانشستر سيتي، التي تصدرت جدول الترتيب برصيد 98 نقطة، متفوقاً بنقطة وحيدة فقط عن ملاحقه "الريدز".
وبات ليفربول في موسم 2018/2019 أول نادٍ بالدوري الإنكليزي يفشل بالتتويج باللقب، بعد أن كان مُتصدراً لـ"البريميرليغ" بفارق 7 نقاط عن أقرب ملاحقيه، فيما امتلك السلسلة الأطول بلا هزيمة عند تجنبه الخسارة في 20 مباراة متتالية، من الأسبوع الأول وحتى فشله بالفوز أمام مانشستر سيتي في الأسبوع الحادي والعشرين.
وامتلك ليفربول رقماً رائعاً، بعد أن أصبح النادي الوحيد الذي لم يتلقَ الهزيمة على ملعبه في الدوري الإنكليزي الممتاز لكرة القدم في موسم 2018/2019، وحظيت كتيبة يورغن كلوب بلقب الدفاع الأقوى في "البريميرليغ"، بعد أن اهتزت شباكهم بـ22 هدفاً فقط.
وتصدر النجم العربي المصري محمد صلاح قائمة هدّافي الدوري الإنكليزي الممتاز بذلك الموسم، مناصفة مع زميله السنغالي ساديو ماني، بعد إحراز 22 هدفاً لكل منهما، بالإضافة اعتبار الحارس البرازيلي أليسون بيكر أحد أهم عناصر ليفربول، مع زميله المدافع فيرجيل فان دايك.
ومع بداية الموسم الحالي في الدوري الإنكليزي، ظهرت الرغبة الجدية لكتيبة كلوب بإهداء لقب "البريميرليغ" إلى جماهير ليفربول، التي انتظرت طويلاً رؤية نجومها فوق منصة التتويج، والظفر بالكأس الغالية رقم 19 في تاريخهم، والأولى بنظام المسابقة المحلية الجديد.
وانطلق رفاق محمد صلاح منذ المواجهة الأولى في الدوري الإنكليزي بسرعة، لحصد النقاط الثمينة، والتربع على عرش ترتيب جدول أندية "البريميرليغ"، من أجل تحقيق هدفٍ وحيد كان الجميع ينتظره منذ 30 عاماً، وهو تحقيق اللقب للمرة الأولى بالنظام الجديد، بعد عناء وتعب كبيرين للغاية.