وأوضحت مصادر لـ"العربي الجديد" أن تسليم مسرابا للنظام يعدُّ انتحاراً بالنسبة للمعارضة في مدينة دوما متمثلة بـ"جيش الإسلام"، فضلاً عن تواجد قرابة 200 ألف مدني في دوما، والسيطرة على مسرابا تعني قطع الطريق الواصلة بين دوما وحرستا، أي قطع دوما عن بقية أجزاء الغوطة.
ونفت المصادر الأنباء التي تتحدث عن عرض المنفوش، والتي تأتي بالتزامن مع عمليات قوات النظام مدعومة بمليشيات أجنبية ومحلية، في المحور الشرقي من دوما، واقترابها من بلدة مسرابا.
وقالت مصادر النظام السوري إن قواته باتت على مشارف بلدة مسرابا بعد السيطرة على مساحات من الأراضي الزراعية في المحور الشرقي من الغوطة.
وتقع مسرابا بمحاذاة مدينة دوما بشكل مباشر، حيث تفصل بينهما مسافة لا تتجاوز 300 متر، كما تبعد عن مدينة حرستا قرابة كيلومتر واحد فقط، ويمر بمحاذاتها الطريق الواصل بين دوما وحرستا، كما تمرُّ من خلالها الطريق الواصلة بين دوما وحمورية، وصولاً إلى بقية مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
وقالت المصادر إن معامل المنفوش في مدينة مسرابا توقفت جميعها عن العمل بعد قصفها من قبل قوات النظام وارتفاع وتيرة القصف على الغوطة.
ويقطن محي الدين المنفوش في بلدة مسرابا الواقعة تحت سيطرة "جيش الإسلام". وكان مشهوراً سابقاً بتربية المواشي وصناعة الألبان والأجبان، وأصبح لاحقاً أبرز التجار في غوطة دمشق وريفها، بعدما طاولت تجارته الفواكه والخضار والهواتف المحمولة والمعلبات والمحروقات.
وعمل المنفوش خلال سنوات الحصار على إخراج العملات الأجنبية من الغوطة إلى دمشق بالتنسيق مع معارفه من ضباط النظام، مقابل إدخال البضائع من وإلى الغوطة الشرقية، حيث يقوم بإخراج الألبان والأجبان من الغوطة ويدخل المواد اللازمة بأسعار خياليّة. وأكثر المواد التي يعمل على تأمينها هي القمح والشعير لتشغيل فرنٍ يملكه، وإدخال أعلاف لقطيع أبقار يملكه.
والمنفوش هو التاجر المتحكم بإدخال المواد الغذائية إلى مدينة التل في ريف دمشق الشمالي أيضاً، ومدينة قدسيا جنوب غرب دمشق، وهو الرجل الوحيد الذي كان قادراً على التحكم بأسعار المواد الغذائية في الغوطة، والمتحكم بمعبر الوافدين الذي يسيطر عليه "جيش الإسلام". ويملك كذلك مكاتب شحن في مناطق سيطرة النظام في دمشق.