المساحات الصغيرة في المنزل لا تمنع من تجهيزه والاهتمام بديكوره، وبالتالي فلا يظننّ سكّان المنازل الصغيرة أنّه لا يمكن العمل على ديكورها من أجل إحداث تغييرات تغيّر في "مساحة العيش"، وبالتالي في مزاج السكّان ويومياتهم.
فكيف يُمكن استغلال المساحات الضيّقة والصغيرة في المنزل؟ وهل تمكن الاستفادة من الفراغات لجعل هذه المنازل تبدو أكبر وأكثر اتّساعاً؟
الإجابة هي بالتأكيد: نعم.
في رأي المهندسة الداخلية نورا النعماني، في حديثها إلى "العربي الجديد": "من المعروف في لبنان، على سبيل المثال لا الحصر، إقبال الناس على شراء شقق ذات مساحات كبيرة، رغم أنّه في الدول الأوروبية تكون الشقق المدينية ذات مساحات صغيرة في أغلب الأحيان، توفيراً للمال، وبسبب ارتفاع الأسعار وبدلات الإيجار. لكنّ الأوروبيين تشيع بينهم ثقافة استغلال المساحات الصغيرة بطرق مريحة وجميلة".
وتكمل النعماني في حديث إلى "العربي الجديد"، فتشرح أنّه في بعض الدول العربية، مثل دبي، فإنّ مساحات الشقق صغيرة لكنّها موزعة بطرق مريحة بحيث لا يشعر المقيم بصغر المساحة. فالمطبخ والصالون وغرفة الطعام تكون كلّها مفتوحة على بعضها البعض، وهذا ما يُسمّى "المساحة المفتوحة open space". وتضيف: "تحتوي هذه الشقق الصغيرة على الأشياء والاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى النوافذ التي ينبعث منها الضوء".
وتوضح نورا النعماني أنّ: "هناك غرفاً أو مساحات لا نستعملها إلّا في المناسبات، لذا يُمكننا الاستغناء عنها، مثل الصالون أو غرفة الطعام (السفرة). كما أنصح بالامتناع عن شراء أثاث ومفروشات من الطراز الضخم والحجم الكبير، واستبدالها بأثاث ومفروشات مريحة وبسيطة وذات أحجام صغيرة"، لئلا يبدو البيت "مزدحماً" وممتلئاً عن آخره، كما لو أنّه ما عاد يتحمّل أيّ إضافة.
وتكمل: "أفضل طريقة لاستغلال المساحة هي تصميم المنزل على الطراز الأميركي في الديكور: "أي بفتح المطبخ والصالون، أو غرفة الجلوس وغرفة الطعام، على بعضها البعض، بطريقة حديثة وعصرية، ويُمكن في غرف النوم إضافة بعض الأدراج داخل الدولاب، كما يمكن وضع سريرين فوق بعضهما في غرفة الأطفال على سبيل المثال، أو استغلال أسفل السرير في التخزين، من خلال استحداث أدراج تحت كل سرير في البيت. أمّا في الممرات فيُمكن وضع رفوف أو خزائن لاستخدامها في التخزين، وهناك في الحمّامات مساحات غير مستغلّة يجب الانتباه إليها"، مثل وضع خزائن تحت المغاسل وفوقها وإلى جانب المرآة على الجدران المتروكة.
وعن المساحة المثالية للمنزل اعتبرت النعماني أنّه "لا توجد مساحة معيّنة مثالية للعيش، بل هذا يرتكز على قدرة الشاري على الدفع، وبالطبع بحسب احتياجاته. فنحن نستعمل مساحات محدّدة في المنزل ومساحات أخرى لا نستعملها. لذا يجب استغلال المساحات قبل التفكير في التوسيع، والجمال بطبيعة الحال يستند إلى كيفية التقطيع الداخلي للمنزل أو مساحة العيش"، أكثر مما يستند إلى حقيقة المساحة.
وفي الختام تنصح النعماني العاملين في مجال بناء العقارات بالعمل على تصغير الشقق "لكن بطريقة مرتّبة وجميلة وموزّعة بطريقة أكثر عملية بأقصى استطاعتهم".