ثمة في العاصمة بيروت وغيرها من المدن اللبنانية، بيوت ذات خصوصية معمارية مشرقية، إذ إن أشباهها متناثرة في الشام وفلسطين. ها هنا في المشرق، تتعرض باستمرار المدن والحواضر، صغرى وكبرى، لمحن تغيّر وجهها، تضاريسها المدينية. وفي كلام آخر، محنٌ تغيّر أبنيتها وتغيّر أيضًا تصميمها المديني. محنٌ من كل نوع، كوارث وزلازل صحيح، لكن يد الإنسان تؤدّي الدور الأكبر في ذلك.
فلسطين ذات الخارطة النحيلة، تعرّضت لمحنة الاحتلال وما تزال. أمّا لبنان، فقد أثّرت فيه كما لا يخفى، وبطريقة لا عودة عنها على ما يبدو، الحرب الأهلية اللبنانية.
أحيانًا يفكّر المرء في تلك البيوت التراثية المسماة "البيت اللبناني"، وقد يظنّ للوهلة الأولى، أن الحرب الأهلية، عطّلت مسارًا "حداثيًا" كان سيهدمها ولا ريب، إذ إن بيروت المفتونة بلقبها الأشهر "سويسرا الشرق"، ما كانت لتتلكأ في اعتماد الطراز العالمي Style International، أي الأبنية الشاهقة، الأقرب إلى شكل مكعب إسمنتي، لا لون له ولا رائحة ولا طعم.
إنه ظنّ الوهلة الأولى، أن مرور الحرب مثلًا، حفظ البيوت من هدم شرعي. ها قد انتهت الحرب رسميًا، وعلى المدينة أن تكشف عن وجهها المخدّد بالطلقات والرصاص.
اقــرأ أيضاً
الناس من بعد الحرب، فرحون بالنجاة من الموت طبعًا، ويريدون التأمّل في وجه المدينة. لم تكن الأمور قد انتظمت تمامًا، وعلى المؤسسات الرسمية إنشاء سجلات؛ حصر العقارات، وما إلى ذلك من أمور تقنية. ثمة على المقلب الآخر، من رأى في ذلك هدرًا للوقت، وفضّل هدم البيوت شبه المدمرة، لإنشاء أبنية جديدة، تقول إن بيروت استعادت عافيتها.
المهم، ثمة بعض البيوت التي هي في طور السقوط نتيجة للحرب، حاملة لصفات العمارة المشرقية عامّة ولسماتها اللبنانية خاصّة. منها البيت اللبناني بهويته المعمارية المتميزة.
وقبل أن يعتمد مؤرخو العمارة، هذا الاسم، نظروا في تاريخ تطوّره. فالبيوت مثل الناس، تولد وتنمو وتكبر. في الأصل السحيق، مواد محلية وحجر وطين، وزرع وشجر، فنحن في "لبنان الأخضر". والبيت الأوّل مكعب بسيط. وبعد مراحل وأطوار، نصل إلى سلف "البيت اللبناني"، ذاك الذي يسمى: "بيت الحرير"، الذي، وفقًا للدكتور أنطوان لحود المختص بالهوية المعمارية للبيت اللبناني، سمّى بيت الحرير، من بعد تأثّر السكّان بتجارة الحرير التي راجت في المشرق، إذ إن أشجار التوت كانت مزروعة حوله.
ومن بعد "بيت الحرير"، جاء البيت اللبناني المعروف أيضًا باسم "الغاليري هاوس" Gallery house. هو جامع لتأثيرات شتى، محلية ومجلوبة. لكن أحدًا لا يقاوم جمال التناظر فيه، وتلك الأقواس الثلاثة المروّسة، والشرفات ذات الفتحات الهندسية.
أحيانًا يفكّر المرء في تلك البيوت التراثية المسماة "البيت اللبناني"، وقد يظنّ للوهلة الأولى، أن الحرب الأهلية، عطّلت مسارًا "حداثيًا" كان سيهدمها ولا ريب، إذ إن بيروت المفتونة بلقبها الأشهر "سويسرا الشرق"، ما كانت لتتلكأ في اعتماد الطراز العالمي Style International، أي الأبنية الشاهقة، الأقرب إلى شكل مكعب إسمنتي، لا لون له ولا رائحة ولا طعم.
إنه ظنّ الوهلة الأولى، أن مرور الحرب مثلًا، حفظ البيوت من هدم شرعي. ها قد انتهت الحرب رسميًا، وعلى المدينة أن تكشف عن وجهها المخدّد بالطلقات والرصاص.
الناس من بعد الحرب، فرحون بالنجاة من الموت طبعًا، ويريدون التأمّل في وجه المدينة. لم تكن الأمور قد انتظمت تمامًا، وعلى المؤسسات الرسمية إنشاء سجلات؛ حصر العقارات، وما إلى ذلك من أمور تقنية. ثمة على المقلب الآخر، من رأى في ذلك هدرًا للوقت، وفضّل هدم البيوت شبه المدمرة، لإنشاء أبنية جديدة، تقول إن بيروت استعادت عافيتها.
المهم، ثمة بعض البيوت التي هي في طور السقوط نتيجة للحرب، حاملة لصفات العمارة المشرقية عامّة ولسماتها اللبنانية خاصّة. منها البيت اللبناني بهويته المعمارية المتميزة.
وقبل أن يعتمد مؤرخو العمارة، هذا الاسم، نظروا في تاريخ تطوّره. فالبيوت مثل الناس، تولد وتنمو وتكبر. في الأصل السحيق، مواد محلية وحجر وطين، وزرع وشجر، فنحن في "لبنان الأخضر". والبيت الأوّل مكعب بسيط. وبعد مراحل وأطوار، نصل إلى سلف "البيت اللبناني"، ذاك الذي يسمى: "بيت الحرير"، الذي، وفقًا للدكتور أنطوان لحود المختص بالهوية المعمارية للبيت اللبناني، سمّى بيت الحرير، من بعد تأثّر السكّان بتجارة الحرير التي راجت في المشرق، إذ إن أشجار التوت كانت مزروعة حوله.
ومن بعد "بيت الحرير"، جاء البيت اللبناني المعروف أيضًا باسم "الغاليري هاوس" Gallery house. هو جامع لتأثيرات شتى، محلية ومجلوبة. لكن أحدًا لا يقاوم جمال التناظر فيه، وتلك الأقواس الثلاثة المروّسة، والشرفات ذات الفتحات الهندسية.