نفى البيت الأبيض صحة ما جاء في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، وأشارت فيه إلى أن الرئيس، دونالد ترامب، طلب من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق، جيمس كومي، وقف التحقيقات في قضية مستشار الأمن القومي السابق، مايكل فلين.
وبالرغم من نفي البيت الأبيض تعتبر الوثيقة الرسمية التي أشارت لها الصحيفة، والتي تتمثل بمذكرة كتبها كومي، في حال تم التثبت من صحتها، قرينة ودليلا على تدخل الرئيس في التحقيقات الجارية بالتدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، الأمر الذي يفتح المجال واسعا لاستدراجه إلى المحاكم والقضاء.
وقال بيان أصدره البيت الأبيض، مساء الثلاثاء، إن "الرئيس عبر بشكل متكرر عن وجهة نظره بأن الجنرال فلين رجل يستحق التقدير، خدم و حمى وطننا، إلا أنه لم يطلب أبداً من السيد كومي أو غيره وقف أي تحقيق، بما في ذلك التحقيقات المتعلقة بالجنرال فلين"، وأضاف البيان أن "الرئيس يكن الكثير من الاحترام والتقدير لمؤسساتنا الأمنية ولكل التحقيقات"، وختم البيت الأبيض بالقول إن "ما جاء في مذكرة المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي، ليس صحيحا ولا يعكس بدقة الحوار الذي دار بين الرئيس والسيد كومي".
وحسب مذكرة كومي التي حصلت "نيويورك تايمز" على مضمونها من مقربين منه، فإنه "في نهاية اجتماع في البيت الأبيض في 14 فبراير/شباط الماضي، أي في اليوم التالي لاستقالة مستشار الأمن القومي، مايكل فلين، طلب الرئيس من نائبه، مايك بينس، ووزير العدل، جف سيشون، مغادرة المكتب البيضاوي، ليعقد محادثات منفردة مع كومي".
وتقول المذكرة التي كتبها كومي بعد الاجتماع مباشرة إن "ترامب بادر إلى الطلب منه وقف التحقيقات مع فلين"، وقال له: "أتمنى أن يكون بإمكانك أن تدع هذه المسألة جانباً، وأن يكون باستطاعتك إيجاد طريقة واضحة لإنهاء الأمر، ومساعدة فلين على الخروج من هذه القضية"، وأضاف الرئيس الأميركي، بحسب مذكرة كومي، إن "فلين لم يرتكب أي خطأ"، لكن المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدارلي بقي صامتاً ولم يرد على طلب الرئيس، واكتفى بالقول عن فلين "أتفق معك في أنه إنسان جيد".
وشهدت قاعات الكونغرس حركة اتصالات ومناقشات، حيث يسعى الأعضاء الديمقراطيون إلى أن تؤدي الوثيقة إلى اتخاذ إجراءات تمهد الطريق أمام محاكمة الرئيس واستكمال التحقيقات بعلاقة حملته الانتخابية مع روسيا.
ومنذ قرار ترامب الذي تضمن إقالة كومي، الأسبوع الماضي، تشهد واشنطن حرب تسريب معلومات، حيث كشف المدير السابق لمكتب التحقيات الفيدرالي، قبل يومين، أن "الرئيس ترامب طلب منه خلال عشاء في البيت الأبيض، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي تقديم الولاء السياسي له، مقابل السماح له بالاحتفاظ بمنصبه".
وهدد ترامب بعدها بنشر تسجيلات الأحاديث بينه وبين كومي، لكن ذروة حرب التسريبات تمثلت في ما أوردته صحيفتا "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز"، يوم الإثنين، نقلا عن مسؤولين أميركيين بأن الرئيس الأميركي كشف عن معلومات في غاية السرية، خلال محادثاته الأخيرة مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، والسفير الروسي في واشنطن، سيرغي كيسلياك.