يخطط البنك الدولي لزيادة حجم "السندات الخضراء" الى 50 مليار دولار بحلول العام 2015. والسندات الخضراء هي السندات التي تصدرها مؤسسات دولية أو شركات خاصة لتمويل مشاريع البيئة النظيفة. وقال البنك الدولي، في تقرير اليوم أطلعت عليه " العربي الجديد"، إن "السندات الخضراء" توفر التمويل لمشاريع الطاقة النظيفة والنقل الجماعي ومشاريع أخرى منخفضة الانبعاثات الكربونية، ويمكن أن تساعد البلدان على التكيّف مع تغيّر المناخ.
وساهم البنك الدولي في إصدار أكثر من 4.5 مليارات دولار من خلال 60 عملية في مجال السندات الخضراء وبسبع عشرة عملة. كما أصدرت مؤسسة التمويل الدولية سندات خضراء بقيمة 3.4 مليارات دولار، تشمل إصدارين قياسيين بقيمة مليار دولار عام 2013. ويتوقع أن تشجع المبادئ الجديدة للسندات الخضراء، التي تضعها بنوك الاستثمار والبنوك التجارية الكبرى، على جلب المزيد من المستثمرين في هذا المجال، حسب التقرير الذي أصدره البنك الدولي اليوم.
ونبّه التقرير الى تزايد المخاطر الناجمة عن تغيّر المناخ والى كلفة التنمية في المدن سريعة النمو والبلدان النامية في العالم. وقال إن التمويل الحكومي وحده لن يكفي على الإطلاق لبناء القدرة على مواجهة جموح الطقس والتصدي للتهديدات والمخاطر التي تواجهها إمدادات الطاقة والمياه والغذاء، فلا بد من مشاركة القطاع الخاص والمؤسسات الاستثمارية. وقال: "هنا يبدأ تدفّق التمويل المبتكر في إحداث الفرق. فالسندات الخضراء توفر التمويل لمشاريع الطاقة النظيفة والنقل الجماعي ومشاريع أخرى منخفضة الانبعاثات الكربونية، ويمكن أن تساعد البلدان على التكيّف مع تغيّر المناخ والتخفيف من آثاره، في الوقت الذي تدر فيه عائدات أكيدة على المستثمرين".
وقالت راشيل كايت، نائبة رئيس مجموعة البنك الدولي والمبعوث الخاص المعني بتغيّر المناخ، "السندات الخضراء تولّد تدفقات جديدة لتمويل التنمية منخفضة الانبعاثات الكربونية. وأضافت أن السندات الخضراء يمكن أن تحرك محور التمويل في اتجاه أكثر نظافة، بعيداً عن الاستثمارات التقليدية في الوقود الأحفوري، وتوجيهه إلى المشاريع التي ستبني مستقبلاً ينخفض فيه الكربون.
وكان رئيس مجموعة البنك الدولي، جيم يونغ كيم، دعا في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس إلى مضاعفة حجم السوق العالمية للسندات الخضراء إلى 20 مليار دولار بحلول سبتمبر/ أيلول المقبل عندما تعقد الأمم المتحدة قمة رفيعة عن المناخ، لترتفع إلى 50 مليار دولار على الأقل عند انعقاد مفاوضات الأمم المتحدة حول المناخ في باريس في ديسمبر/ كانون الأول 2015. وقد أظهر إصدار شركة EDF الفرنسية لسندات خضراء جديدة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي أن هناك، حالياً، اهتماماً وقدرة على زيادة التمويل المتصل بالأنشطة المناخية أكثر من أي وقت مضى. وتجاوز عدد المكتتبين في هذا الاصدار ضعفي قيمة السندات البالغة 1.4 مليار يورو. كما يتوقع أن تشجع المبادئ الجديدة للسندات الخضراء، التي تضعها بنوك الاستثمار والبنوك التجارية الكبرى، على جلب المزيد من المستثمرين في هذا المجال.