وقال مصدر في قيادة عمليات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "خليّة الأزمة عقدت اجتماعاً لتدارس الملف الأمني وإيجاد حل لأعمال العنف المتفاقمة في بغداد"، مبيناً أنّ "الاجتماع تمخّضت عنه إجراءات عدّة تمثّلت بتنفيذ عمليات دهم واعتقال خلايا نائمة لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) خصوصاً غربي العاصمة، وتشديد الإجراءات في الحواجز الأمنية وخروج ودخول المناطق السكنيّة".
وأضاف أنّ "القيادة عمّمت الخطة على القادة المرتبطين بها والمنتشرين في عموم بغداد"، مؤكّداً أنّ "تطبيق الخطة بدأ فعلياً قبل يومين".
من جهته، قال عضو مجلس محافظة بغداد، محمد الجواري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنية لا حلّ لديها خلال الأزمات سوى التضييق على المواطنين".
وأضاف أنّ "الخطة المتبعة تسببت باختناقات مروريّة لم تشهدها بغداد من قبل عند كل مدخل ومخرج في المناطق السكنية والتجارية"، مشيراً إلى أنّ "المواطنين يقفون اليوم لساعتين وثلاث ساعات حتى يستطيعوا الدخول لمنطقتهم والوصول إلى منازلهم، وكذلك عند الخروج، الأمر الذي عطّل كثيراً من أعمال المواطنين ووصول الموظفين إلى دوائرهم، وأثّر سلباً على الحياة العامة في بغداد".
وناشد الجهات المسؤولة عن الملف الأمني بـ"ضرورة التنسيق والتعاون مع مديرية المرور العامة، لتنسيق تلك الإجراءات بحيث لا تؤثر على حركة السير والمرور".
بدوره، رأى عضو المجلس المحلي لمناطق غربي بغداد، عبد السلام الجميلي أنّ "تلك الإجراءات عملية إذلال وانتقام من المواطن البسيط".
وقال الجميلي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنية تنفّذ في كل يوم حملات دهم واعتقال بمناطق حي الجامعة واليرموك والغزالية وأبوغريب، أسفرت عن اعتقال عشرات المدنيين"، مبيناً أنّ "المواطنين يشكون من أسلوب تلك القوات المهين، وطريقة تعاملهم غير الأخلاقيّة".
وأكّد أنّ "كل تلك الإجراءات أشعرت المواطنين بالإهانة، وكأنّها عمليات انتقام من المواطن، ما دفع بمئات العوائل إلى ترك بغداد واللجوء إلى إقليم كردستان هرباً من تلك الإجراءات التعسفيّة".
وأشار إلى أنّ "استمرار القوات الأمنية بإجراءاتها سيعني تعطّل الحياة في بغداد"، منتقداً "معالجة الخطأ بخطأ جديد".
وشهدت العاصمة العراقيّة بغداد، في غضون الأيام القليلة الماضية موجة عنف كبيرة، تمثلت بتفجيرات طاولت العديد من مناطق العاصمة نفّذ غالبيتها بسيارات مفخخة، وأسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى.
واستطاع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أن يسحب القوات الأمنية والمليشيات إلى الجبهات في الأنبار وصلاح الدين، ليتسبب بخلل أمني داخل بغداد والمحافظات الأخرى، الأمر الذي أتاح له فرصة تنفيذ أعمال عنف وتفجيرات أربك من خلالها الأمن الداخلي، فيما حمّل مراقبون الحكومة مسؤولية ذلك بسبب سوء إدارة الحرب ضد التنظيم.
اقرأ أيضاً: شبح السيارات المفخخة يهدد بغداد وسط عجز أمني