البطالة تنعش المقاهي في مدن جنوب العراق

09 ابريل 2017
أوقات فراغ مع ندرة الوظائف (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
مع ارتفاع نسبة البطالة في العراق وتوقف مئات المنشآت والمصانع منذ عام 2003، والدمار الذي تعرضت له البنية التحتية في البلاد لم يعد بإمكان الشباب العراقي الحصول على فرصة عمل، إذ أصبح نيل الوظيفة شبه معجزة في البلاد.

ولا يجد الشباب العاطلون عن العمل أماكن يلتقون فيها ويقضون وقتهم سوى المقاهي الشعبية التي ازدادت أعدادها كثيرا، خصوصاً في مدن جنوب العراق، حيث تنتشر في كل زقاق وحارة من حارات المدن.

ويقضي حيدر حسن (32 عاماً) جل يومه في مقهى شعبي في حيه السكني بمدينة الحلة مع زملائه وأصدقائه، يلعبون الدومينو والطاولة لتمضية الوقت.

يقول حسن لـ"العربي الجديد": "الضجر والملل بسبب البطالة يقتلنا، ولا نستطيع الحصول على فرصة عمل لذلك تقضي الوقت في المقاهي الشعبية منذ الصباح وحتى ساعات متأخرة من المساء".

ويضيف "تخرجت كآلاف غيري من الجامعة، ولم أحصل على وظيفة لأنها ببساطة تحتاج إلى واسطة أو مبلغ كبير من المال. حتى القطاع الخاص دخلت فيه المحسوبية والرشوة، ولذلك صار الفراغ هائلاً لا نعرف كيف نقضيه سوى في المقاهي".

وتحولت البطالة إلى فرصة لأصحاب المقاهي، يكسبون رزقهم مع اكتظاظ الشباب العاطلين عن العمل.

ويوضح عباس الزبيدي، صاحب مقهى شعبي في النجف، "أصبح الأمر يتطلب مزيداً من العمال فكل يوم يزداد عدد الشباب في المقهى، وهم عاطلون عن العمل، ولم يعد المكان يتسع لأعدادهم الكبيرة، فافتتحت فرعا للمقهى في منطقة أخرى".


يلعبون الدومينو في أحد المقاهي الشعبية (صباح عرار/فرانس برس) 






ويتابع الزبيدي "كثرت أعداد المقاهي في السنوات القليلة الأخيرة، فكلما ارتفعت نسبة البطالة تطلب الأمر مزيداً من المقاهي، لأن الشباب بلا عمل ويفضلون قضاء أوقاتهم في المقهى للعب الدومينو والطاولة وشرب الشاي والشيشة".

ومع تزايد أعداد المقاهي كثر الطلب على الشيشة وألعاب الطاولة والدومينو، فضلاً عن الاستهلاك الكبير للشاي والحامض والقهوة والمشروبات الغازية.

ويوضح حمزة جعفر، الذي يعمل تاجراً في بيع التبغ والشيشة لـ"العربي الجديد" أنه "بسبب زيادة الطلب على مبيعاتنا أصبحنا نستورد أعداداً كبيرة من الشيشة والتبغ والفحم ومستلزمات المقاهي الأخرى من مصادر مختلفة لتغطية حاجة المقاهي فضلاً عن زيادة الطلب على ألعاب الدومينو والطاولة".

باحثون اجتماعيون اعتبروا أن تزايد أعداد المقاهي ينذر بخطر كبير يهدد المجتمع العراقي، وخاصة شريحة الشباب التي يفقدها البلد بدلاً من الاستفادة من طاقاتها الشابة.

الباحث الاجتماعي ياسر العبيدي يشير إلى أن "انتشار المقاهي غير المعقول في السنوات الأخيرة في مدن جنوب العراق سببه زيادة أعداد الشباب العاطلين عن العمل، الذين لا يجدون أمامهم سوى المقاهي لقضاء أوقاتهم فيها". ويبين أن "هذه الحالة تنذر بخطر كبير يهدد الطاقات الشبابية، ويزيد من التفكك الأسري وهدر الطاقات دون طائل وهذا من مسؤولية الدولة".

وتشير تقارير مستقلة إلى أن نسبة البطالة في العراق وصلت إلى 35 في المائة، في وقت يعيش فيه نحو 4 ملايين عراقي تحت خط الفقر. وتحاول التقارير الحكومية التقليل من نسبة البطالة بحسب المراقبين.



دلالات
المساهمون