البصرة: تعزيزات أمنيّة لاحتواء التوتّر بعد مقتل خطباء الجمعة

04 يناير 2015
خشية من تصاعد التوتّر المذهبي في البصرة (فرانس برس)
+ الخط -

أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، بتحريك لواء عسكري قتالي إلى محافظة البصرة، مساء السبت الماضي، في محاولة للسيطرة على الأوضاع الأمنيّة في المحافظة، عقب مقتل رجال دين في المدينة، على يد مليشيات مسلّحة وتصاعد وتيرة التهديدات بين العشائر والمليشيات. وتنذر الحادثة، في ظلّ عجز الشرطة المحليّة عن ضبط الأوضاع، بحرب داخليّة طائفيّة قد تمتدّ إلى باقي المدن العراقيّة.
ويقول مسؤول عسكري عراقي في قيادة قوات الجيش في محافظة البصرة لـ"العربي الجديد"، إنّ "لواءً من ثلاثة آلاف جندي، تحرّك باتجاه البصرة بعد ارتفاع موجة القتل الطائفي فيها، من قبل مليشيات العصائب وحزب الله، وحرق مساجد وترحيل عائلات تحت التهديد من مناطق مختلفة، وتهديد عشائر المنطقة بالردّ ما لم تضع الحكومة حداً لجرائم المليشيات تلك".

ويوضح المصدر، وهو عقيد ركن في الجيش، أنّ "البصرة على وشك الانفجار، وتأتي التعزيزات العسكرية في محاولة لمنع تطورات سلبية"، لافتاً إلى أنّ "لديها أمراً بملاحقة المتورطين بتلك الهجمات، ومواجهتهم لتبريد الساحة الداخلية في المحافظة".


وكان مسلحون ينتمون إلى مليشيا مسلّحة ناشطة في البصرة، قد هاجموا ستة من رجال الدين وخطباء المساجد في البصرة، عقب خروجهم من منقبة نبوية في مدينة الزبير، شمالي المحافظة، أقيمت بمناسبة المولد النبوي الشريف، ما أدّى الى مقتل أربعة منهم وجرح اثنين آخرين، لا يزالان يرقدان في المستشفى تحت حراسة مشدّدة.

ويكشف المصدر أنّ "القوات العسكرية الجديدة ستنفّذ عمليات دهم وتفتيش لمعاقل المليشيات، وتعزّز الحماية على المساجد التابعة للوقف السني، وتكثّف نقاط التفتيش في مدن البصرة"، في وقت تعتبر فيه اللجنة الأمنية في المحافظة أنّ "وصول القوات كفيل بتأميم البصرة من أي فتنة".

وفي سياق متّصل، يقول رئيس اللجنة الأمنيّة جبار الساعدي لـ"العربي الجديد"، إنه "من المقرر أن يكمل اللواء 67 التابع للفرقة 16، انتشاره صباح اليوم الأحد، في عموم البصرة وخصوصاً الشطر الشمالي، ويضم آلاف الجنود ولهم صلاحية بضرب الخارجين على القانون".

من جهته، يكشف مصدر في الحكومة المحليّة في محافظة البصرة، لـ"العربي الجديد"، عن وصول رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري، إلى المحافظة لمتابعة التحقيق بمقتل أئمة المساجد وحضور مجالس عزائهم. ويشير إلى أنّ الجبوري ترأس وفداً يضمّ نواب البصرة ونواباً آخرين، من بينهم رئيس كتلة اتحاد القوى الوطنية البرلمانية أحمد المساري، ورئيس الكتلة الوطنية محمود المشهداني ومسؤولون في الوقف السنّي.
المساهمون