نشبت خلافات بين قوات البشمركة الكردية، ومليشيات "الحشد الشعبي"، بعد ساعات على توافد المئات من عناصر الأخيرة إلى مدينة كركوك، من دون تنسيق مع حكومة كردستان، في وقت استقدم فيه تنظيم "داعش" مئات المقاتلين لاقتحام المدينة.
وأوضح ضابط عراقي في شرطة كركوك لـ"العربي الجديد" أن "المئات من عناصر المليشيات الشيعية تجمعوا على أطراف مدينة كركوك قادمين من مناطق ديالى وامرلي وطوز خورماتو، في محاولة لدخول المدينة، بحجة الدفاع عنها".
لكن قوات البشمركة "منعت دخول هؤلاء، وطالبتهم بالعودة، بعد إبلاغهم أنها تمتلك القدرة على الدفاع عن كركوك، ولا تحتاج إلى مساعدة"، وفقاً للضابط الذي أشار أيضاً إلى أن "الخلاف كاد أن يتطور إلى إطلاق نار، لولا تدخل بعض السياسيين. فيما يعمل رئيس الحكومة على إقناع المليشيات بالعودة، استناداً إلى الطلب الكردي الذي رحب بالجيش النظامي، لا بالمليشيات الشيعية".
"داعش" يستقدم مقاتلين
في موازاة ذلك، استقدم تنظيم "داعش" مئات المقاتلين من محافظتي صلاح الدين والموصل، تمهيداً لشن هجوم واسع على كركوك، بحسب مصدر عشائري من قضاء الحويجة (جنوب كركوك).
وأضاف المصدر أن "التنظيم بدأ بالتعبئة بين صفوفه لمعركة الثأر ضد قوات البشمركة، بعد الهزيمة التي تعرض لها على يد القوات الكردية الجمعة الماضية، وأدت إلى مقتل وإصابة المئات من عناصره".
وكان مسؤول محور غرب كركوك في قوات البشمركة قد أكد سقوط 300 قتيل وجريح في صفوف "داعش"، جراء الضربات الموجعة لقوات البشمركة، مشيراً إلى أن "عناصر التنظيم تركوا أكثر من 100 جثة في شوارع كركوك قبل أن يلوذوا بالفرار، فضلاً عن عشرات الآليات العسكرية وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة".
مليشيا "بدر" تحتفل بتحرير ديالى
في غضون ذلك، أقامت منظمة "بدر" المنضوية ضمن مليشيا "الحشد الشعبي" احتفالاً بتحرير محافظة ديالى، بحضور وزير الداخلية العراقي، محمد الغبان، ورئيس المنظمة، هادي العامري، وذلك في معسكر أشرف (80 كلم شمال بغداد) الذي كان خاصاً بحركة مجاهدي "خلق" الإيرانية، وفقاً لوكالة (الأناضول).
وطالب وزير الداخلية، خلال كلمته في الاحتفال، القوات الأمنية وقوات الحشد الشعبي، بـ"إبداء أكبر قدر من التعاون مع المواطنين ومساعدتهم في توفير الخدمات الأساسية لهم بالتعاون مع الدوائر الحكومية المتخصصة"، في حين قال النائب في البرلمان العراقي ورئيس منظمة بدر، هادي العامري، إن الحشد الشعبي "قدّم أكثر من 70 شهيداً في المعارك الأخيرة مع داعش، من أجل تطهير ديالى من قبضة التنظيم"، مشيداً بـ"دور القوات الأمنية والشرطة خلال المواجهات".
في المقابل، اعتبر الناشط والمعارض الإيراني، أوميد نهوندي، أن إقامة هذا الاحتفال في معسكر أشرف تحديداً، هي استجابة لأوامر الحكومة الإيرانية وإرضاء لها، مطالباً حكومة إيران، بـ"الكف عن التدخل في الشأن الداخلي العراقي".