وقال قائد "البشمركة" في سنجار (شمال بغداد)، قاسم ششو، في حديثٍ خاص مع "العربي الجديد"، إنّ "قادة البشمركة أعدوا خطة لتحرير قضاء سنجار من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لكن أرجئ تنفيذها بسبب قيام حزب العمال الكردستاني (التركي المعارض لأنقرة) بتحريك عناصر تابعة له في المنطقة".
وأوضح ششو أنّه "كان مقرراً أن تنطلق عملية تحرير سنجار مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، واستعادة السيطرة عليها من قبل البشمركة، لكن تحريك حزب العمال في المنطقة، أجّل الهجوم"، مُتهماً العمال الكردستاني وجناحه السوري المعروف باسم حزب "الاتحاد الديمقراطي" بعرقلة خطط البشمركة لتحرير سنجار.
من جهةٍ ثانية، اعترف العمال الكردستاني بتدخله العسكري في منطقة سنجار، إذ أفاد أحد مسؤولي الحزب العسكريين بأن تحريكهم لقوات تابعة لهم في المناطق القريبة من سنجار، جاء بسبب عدم رغبة قوات البشمركة بالتنسيق معهم حول شنّ هجوم لاستعادة السيطرة عليها وطرد "داعش" منها.
وكانت قوات "البشمركة" قد قامت نهاية الشهر الماضي، بنقل مُعدات وأسلحة إلى المحاور القريبة من سنجار استعداداً لمهاجمتها، فيما تجوّل القائد الأعلى لقوات البشمركة، مسعود البارزاني، في محاور القتال لوضع خطة الهجوم والإشراف عليها.
بدوره، اتّهم قائم مقام سنجار، محما خليل، في تصريح صحافي، حزب العمال الكردستاني "بتخريب وضع المنطقة لأهداف خاصة به"، لافتاً إلى أن "قوات البشمركة لن تسمح لأية قوة خارجية بخلق الاضطرابات".
إلى ذلك، اعتبر المحلّل والكاتب السياسي الكردي، جلال شيخ علي، أنّ "البشمركة الآن باتت على أتم استعداد لتحرير سنجار، وباتت قريبة جداً من تحريرها، فلا ينقصها لاتخاذ هذه الخطوة سوى الأمر العسكري المرتبط بالقرار السياسي المتعثر، بسبب بعض الخلافات السياسية المفتعلة من قبل أحزاب سياسية دخيلة على مجتمعنا، وتريد أن تتخذ من سنجار مرتعاً لنشاطاتها المشبوهة".
وكان حزب "العمال الكردستاني" قد أرسل مع بداية سيطرة مسلحي تنظيم "داعش" على الموصل ومناطق شمالي العراق في يونيو/ حزيران من العام الماضي، عناصر مسلّحة إلى المناطق الحدودية بين العراق وسورية، وتحديداً في المناطق الكردية التابعة لقضاء سنجار الذي يقطنه أكراد أيزيديون.
ورافق ذلك قيام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، من خلال جناحه المسلّح المعروف باسم "وحدات حماية الشعب"، بإرسال قوات هو الآخر إلى المناطق الحدودية وصار للجماعتين تواجد مسلّح بمواقع عدّة بينها جبل سنجار، بالإضافة إلى بعض ضواحيها وعلى جانبي الحدود.
وتسعى الجماعتان وتربطهما علاقات وثيقة وتعاون مع إيران والرئيس السوري بشار الأسد، إلى إحكام السيطرة على تلك المنطقة الحدودية بين العراق وسورية، واستغلالها في محاربة نفوذ الحزب "الديمقراطي الكردستاني" بقيادة مسعود البارزاني الذي يعتبر تلك المناطق تابعة لنفوذه.
كذلك، يرى مراقبون أن سيطرة الجماعتين المرتبطتين بإيران على تلك المنطقة الحيوية وتحويلها إلى معقل جديد لعناصر العمال الكردستاني، ستمكّن طهران من ممارسة المزيد من الضغوط الأمنية والسياسية على البارزاني وحتى على تركيا، وتخفف في الوقت نفسه من الضغوط التي يتعرض لها (الكردستاني) في منطقة جبل قنديل الواقعة على الحدود بين إقليم كردستان وإيران، وهو المعقل الرئيسي لحزب العمال، حيث يتعرض منذ 24 أغسطس/ آب الفائت لهجمات من الطيران الحربي التركي.
اقرأ أيضاً: استمرار الاضطرابات بكردستان العراق.. وإيران متهمة بالتدخل