يبدو أن البرلمان المصري العتيد سيصبح هدفاً لمختلف السهام المصوّبة نحوه من وسائل التواصل الاجتماعي، حتى قبل انعقاد جلسة واحدة لأعضائه. وبالإضافة إلى الإعلام المعارض، شارك الإعلام الموالي في الهجوم، وأخيرًا شارك السياسيون، وحتى المنتمون منهم للنظام والمطبّلون سابقًا له ولكلّ خطواته حتى الدموية منها.
فجورج إسحاق، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، اعترف بضعف هذا البرلمان، بداية من نسب الإقبال الضعيفة جدا على الانتخابات، والتي تقترب من العشرة بالمائة رسميا، مقارنة بما يزيد قليلا عن ثمانين في المائة للانتخابات التركية، والتي تعني "الناس زهقت من اللي بيحصل".
ثم تطرق إسحاق من خلال مقطع فيديو تداوله ناشطون على مواقع التواصل، وهو أحد أركان تحالف 30 يونيو المتفكك، للسمة الأشهر لهذا البرلمان، وهي الرشاوى الانتخابية، ووصفه بـ"المهزلة التي حدثت في مصر، والطبخة السابقة التجهيز، السمك لبن تمر هندي، لتمرير تعديل مواد في الدستور".
أما محمد بيومي، رفيق إسحاق في المؤتمر الذي أقامه ما كان يُعرف بالتيار الشعبي، في ظل غياب رمزه حمدين صباحي، فشاركه في الهجوم على الانتخابات والبرلمان، واصفا إياه بـ"برلمان الرشاوى".
وصعّد بيومي من لهجته، ووصل لتهديد كل أعضاء البرلمان المقبل بالعقاب بقوله: "معظم أعضاء هذا البرلمان مكانهم السجن مش البرلمان"، مؤكدا أن محاولات تعديل الدستور تتم في سياق اعتبار 25 يناير مؤامرة، و30 يونيو هي الثورة، ما يمثل خطرا وتآمرا على ثورة يناير ومبادئها".
الناشطون على مواقع التواصل، استقبلوا تصريحات الاثنين بالاستهجان، متسائلين: "أليس هذا هو النظام الذي هلّلتم له وساندتموه، وماذا كنتم تنتظرون من نظام عسكري قمعي، انتخابات حرة وحياة ديمقراطية نزيهة؟"... في الوقت الذي تباهى فيه بعض المسؤولين، كمحافظ الشرقية، بما للرشاوى الانتخابية من فوائد جمّة للمواطن المصري، وذلك من خلال تصريحات سابقة لـbbc، وتداولها الناشطون، مصحوبة بسخرية لاذعة.
Twitter Post
|
اقرأ أيضاً: الأذرع الإعلامية تئد البرلمان المصري قبل أن يولد
المدوّن المصري أحمد شقير، وافق إسحاق وقال: "لمن لم يحالفهم الحظ في دخول البرلمان، لا تهتموا كثيرا.. هذا برلمان عمره 6 أشهر يتم فيها تعديل 15 بندا دستوريا برغبة سيساوية، ثم يتم حلّه". الكاتب العربي ياسر الزعاترة عبّر عن الأوضاع المقلوبة التي تعيشها مصر وقال: "30 جنرالا سابقا فازوا في انتخابات البرلمان المصري.. هذا جيش له دولة، وليس دولة لها جيش. كان هذا يقال عن إسرائيل، لكنه الآن ينطبق على مصر".
Twitter Post
|
أما صاحب الشخصية الساخرة "الشاب أشرف"، فتعجّب من المعارضين لطموح المذيع توفيق عكاشة في تولي رئاسة البرلمان وقال: "من المثير للدهشة أن بعضا ممّن شاركوا في تظاهرات 30 يونيو يسخرون اليوم من نجاح توفيق عكاشة في البرلمان العسكري الجديد، رغم أنهم قبل أعوام لبّوا دعوته واحتشدوا خلفه في ميدان التحرير ضد "مؤامرة يناير الإخوانية" المموّلة من الخارج".
Twitter Post
|
وسخر الناشط شريف عزت وقال: "محافظ الشرقية: الرشاوى الانتخابية في مصلحة المواطن. طبعا زي ما المخدرات مفيدة لعضلة القلب والكفتة مفيدة لمرضى الإيدز".