ما الذي حصل في النصف الأول من العام 2016؟ وكيف كانت أحوال الوجبة التلفزيونية العربية؟ البداية كانت غزو عدد من "فورما" غربية إنما بقالب عربي أساء لهذه النوعية بدل أن يجدد فيها الروح ويوسع من عملية انتشارها جماهيرياً.
مفارقات كثيرة حصلت في العام 2016 وأدت إلى توقف عدد لا بأس به من البرامج التلفزيونية، فضلاً عن مجموعة من الأفكار المستنسخة عشوائياً لعدد من البرامج التي لم تحقق حضوراً جيداً.
الملكة
في الثامن عشر من مارس/ آذار الماضي، أصدرت محطة "دبي" الفضائية قراراً نهائياً بتوقف برنامج المغنية الخليجية "أحلام"، وكان بعنوان الملكة. البرنامج جاء بمثابة قفزة إلى الأمام، بحسب ما أرادت أحلام، على قاعدة "تلفزيون الواقع" وتجربة عربية أخرى، إذ يعتمد على لقائها بعدد من معجبيها المهووسين، وطريقة حياتها وتعاملها مع مجتمعها الفنّي والإنساني، لكن اتجاه أحلام ذهب إلى هدف آخر ليُظهر نرجسية المطربة، وفوقيتها في التعامل مع الناس أمام الكاميرا، وجه آخر من الاستنساخ الاعتباطي صُرفت له ميزانية ضخمة، لكنه لم يثن إدارة تلفزيون أبو ظبي عن اتخاذ قرار بإيقاف البرنامج بعد الحلقة الأولى والاعتذار من المشاهدين عن الإساءة التي حصلت أثناء العرض، صورة استطاعت محطة دبي من خلالها إنقاذ نفسها من انتقادات واسعة حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي، التي كسبت بالتالي معركة جماهيرية بوجه "العنصرية" الإعلامية التي تتخذ من المال والنفوذ مساحة لتقديم برامج تلفزيونية منقوصة وتفتقد إلى مراعاة المشاهد بالدرجة الأولى.
ستاند آب في الميزان
مجموعة أخرى، أو موسم آخر حفل به النصف الأول من العام بالبرامج الكوميدية أو النقدية، على قاعدة "ستاند آب" كوميدي. من المؤكد أن هذه البرامج كانت "وليدة" لما بعد مرحلة الإعلامي الساخر باسم يوسف الذي حورب لأسباب سياسية معروفة، وأقصي عن عمله بعدما وضع حجر الأساس أمام البرامج النقدية في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة. تجربة اعتبرت رائدة في مصر بداية، وحاولت mbc السعودية استثمارها، لكن سقف الحرية التي تدعيه mbc والقنوات المصرية كان أوهى من بيت العنكبوت، فأخرج باسم يوسف من "مملكته" التلفزيونية، وانتقل أسلوبه إلى عدة محطات لبنانية وعربية، منها في تونس والعراق، ونذكر منها، "هيدا حكي" عادل كرم، و"لهون وبس" هشام حداد. برنامجان حققا حضورا جيداً، لكنهما افتقدا إلى المادة الدسمة المشغولة بدقة وتأنٍ يراعي الناس والحرية، في محاكاة أو تسليط الضوء على مشكلة، أو موقف سياسي أو اجتماعي، فبدت أقرب إلى تخبط إعلامي مبرمج بين المحطات اللبنانية، في الهجوم والنقد بين محاور وآخر، وافتقدت بالتالي إلى الالتزام بشروط وأدبيات الحوار بين هؤلاء أنفسهم وبعض الضيوف الذين ظهروا في البرامج عينها.
إساءات البرامج
الممثل المصري، أحمد آدم، في برنامجه "بني آدم شو"، الذي يعرض على قناة "الحياة" المصرية، وعلى أصوات الجمهور الضاحكة، اتخذ من أشلاء ضحايا القصف الذي استهدف مدينة حلب السورية وسيلة لرفع نسب المشاهدة، في برنامجه الساخر. "سقطة" كبيرة دفعت عدداً كبيراً من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لاستنكار هذه السخرية غير المبررة، معتبرين هذا التصرف جريمة بحق الإنسانية لا تقل جرما عن قصف المدنيين العزّل، واستهدافهم.
"ممكن"
وطالت مشكلة برنامج "ممكن" بسبب زلات المقدمين أو الضيوف، ففي فبراير/ شباط الماضي، قررت غرفة صناعة الإعلام المصرية إيقاف برنامج خيري رمضان "ممكن" على فضائية cbc، لحين انتهاء التحقيقات في الحلقة التي حلّ فيها "تيمور السبكي" ضيفاً على البرنامج، وقام خلالها بسب نساء الصعيد ووجّه إليهن الاتهامات.
واتخذت الغرفة خلال الاجتماع الذي عقدته الشهر السابق، 3 قرارات، تمثلت في تعميم بيان "سي بي سي"، ونشره على جميع القنوات أعضاء الغرف، وإحالة الواقعة التي أثارت ردود فعل شعبية غاضبة للتحقيق الفوري من جانب الغرفة من خلال لجنة قانونية فنية، وإخطار قناة cbc بذلك، ومطالبتها بإيقاف البرنامج لحين انتهاء التحقيق خلال 15 يومًا.
كما قررت مقاطعة "تيمور السبكي" وعدم ظهوره أو التعامل معه على جميع قنوات أعضاء الغرفة.
اقــرأ أيضاً
إيقاف "شي إن إن"
قبل أقل من شهر أعلنت محطة الجديد توقف برنامج "شي إن إن"، بعد تقديمه لمدة خمس سنوات، ونجاح كبير حققه معدّه ومقدمه سلام الزعتري، بدا واضحاً أن المحطة اللبنانية ضاقت ذرعاً ببعض المواقف الخاصة بالزعتري، التي اعتبرتها مسّاً بها، ما اضطر الزعتري إلى نقل فريق عمل "شي إن إن" إلى محطة LBCI التي تنافس الجديد، ويُحكى عن موسم جديد يعدّه الزعتري للخريف المقبل على LBCI.
اقــرأ أيضاً
غياب أراب أيدول
لم توضح محطة mbc السعودية الأسباب الحقيقية حول تأجيل برنامج "أراب أيدول" عاماً كاملاً، وغيابه عن شاشة "كل العرب"، لكن الواضح من خلال التسريبات، أن الوضع المالي الذي تعانيه معظم المحطات التلفزيونية هو السبب الحقيقي لتأجيل برنامج المواهب الأشهر في العالم العربي. ولا يقتصر ذلك على "أراب أيدول"، بل غاب شقيقه "إكس فاكتر" بعد موسم واحد عن الشاشة نفسها، وتأخر البتّ بعرض موسم خامس من "غوت تالنت" واتخاذ قرار نهائي بشان برنامج "فويس كيدز" يقضي بتقديمه كل عامين.
الملكة
في الثامن عشر من مارس/ آذار الماضي، أصدرت محطة "دبي" الفضائية قراراً نهائياً بتوقف برنامج المغنية الخليجية "أحلام"، وكان بعنوان الملكة. البرنامج جاء بمثابة قفزة إلى الأمام، بحسب ما أرادت أحلام، على قاعدة "تلفزيون الواقع" وتجربة عربية أخرى، إذ يعتمد على لقائها بعدد من معجبيها المهووسين، وطريقة حياتها وتعاملها مع مجتمعها الفنّي والإنساني، لكن اتجاه أحلام ذهب إلى هدف آخر ليُظهر نرجسية المطربة، وفوقيتها في التعامل مع الناس أمام الكاميرا، وجه آخر من الاستنساخ الاعتباطي صُرفت له ميزانية ضخمة، لكنه لم يثن إدارة تلفزيون أبو ظبي عن اتخاذ قرار بإيقاف البرنامج بعد الحلقة الأولى والاعتذار من المشاهدين عن الإساءة التي حصلت أثناء العرض، صورة استطاعت محطة دبي من خلالها إنقاذ نفسها من انتقادات واسعة حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي، التي كسبت بالتالي معركة جماهيرية بوجه "العنصرية" الإعلامية التي تتخذ من المال والنفوذ مساحة لتقديم برامج تلفزيونية منقوصة وتفتقد إلى مراعاة المشاهد بالدرجة الأولى.
ستاند آب في الميزان
مجموعة أخرى، أو موسم آخر حفل به النصف الأول من العام بالبرامج الكوميدية أو النقدية، على قاعدة "ستاند آب" كوميدي. من المؤكد أن هذه البرامج كانت "وليدة" لما بعد مرحلة الإعلامي الساخر باسم يوسف الذي حورب لأسباب سياسية معروفة، وأقصي عن عمله بعدما وضع حجر الأساس أمام البرامج النقدية في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة. تجربة اعتبرت رائدة في مصر بداية، وحاولت mbc السعودية استثمارها، لكن سقف الحرية التي تدعيه mbc والقنوات المصرية كان أوهى من بيت العنكبوت، فأخرج باسم يوسف من "مملكته" التلفزيونية، وانتقل أسلوبه إلى عدة محطات لبنانية وعربية، منها في تونس والعراق، ونذكر منها، "هيدا حكي" عادل كرم، و"لهون وبس" هشام حداد. برنامجان حققا حضورا جيداً، لكنهما افتقدا إلى المادة الدسمة المشغولة بدقة وتأنٍ يراعي الناس والحرية، في محاكاة أو تسليط الضوء على مشكلة، أو موقف سياسي أو اجتماعي، فبدت أقرب إلى تخبط إعلامي مبرمج بين المحطات اللبنانية، في الهجوم والنقد بين محاور وآخر، وافتقدت بالتالي إلى الالتزام بشروط وأدبيات الحوار بين هؤلاء أنفسهم وبعض الضيوف الذين ظهروا في البرامج عينها.
إساءات البرامج
الممثل المصري، أحمد آدم، في برنامجه "بني آدم شو"، الذي يعرض على قناة "الحياة" المصرية، وعلى أصوات الجمهور الضاحكة، اتخذ من أشلاء ضحايا القصف الذي استهدف مدينة حلب السورية وسيلة لرفع نسب المشاهدة، في برنامجه الساخر. "سقطة" كبيرة دفعت عدداً كبيراً من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، لاستنكار هذه السخرية غير المبررة، معتبرين هذا التصرف جريمة بحق الإنسانية لا تقل جرما عن قصف المدنيين العزّل، واستهدافهم.
"ممكن"
وطالت مشكلة برنامج "ممكن" بسبب زلات المقدمين أو الضيوف، ففي فبراير/ شباط الماضي، قررت غرفة صناعة الإعلام المصرية إيقاف برنامج خيري رمضان "ممكن" على فضائية cbc، لحين انتهاء التحقيقات في الحلقة التي حلّ فيها "تيمور السبكي" ضيفاً على البرنامج، وقام خلالها بسب نساء الصعيد ووجّه إليهن الاتهامات.
واتخذت الغرفة خلال الاجتماع الذي عقدته الشهر السابق، 3 قرارات، تمثلت في تعميم بيان "سي بي سي"، ونشره على جميع القنوات أعضاء الغرف، وإحالة الواقعة التي أثارت ردود فعل شعبية غاضبة للتحقيق الفوري من جانب الغرفة من خلال لجنة قانونية فنية، وإخطار قناة cbc بذلك، ومطالبتها بإيقاف البرنامج لحين انتهاء التحقيق خلال 15 يومًا.
كما قررت مقاطعة "تيمور السبكي" وعدم ظهوره أو التعامل معه على جميع قنوات أعضاء الغرفة.
إيقاف "شي إن إن"
قبل أقل من شهر أعلنت محطة الجديد توقف برنامج "شي إن إن"، بعد تقديمه لمدة خمس سنوات، ونجاح كبير حققه معدّه ومقدمه سلام الزعتري، بدا واضحاً أن المحطة اللبنانية ضاقت ذرعاً ببعض المواقف الخاصة بالزعتري، التي اعتبرتها مسّاً بها، ما اضطر الزعتري إلى نقل فريق عمل "شي إن إن" إلى محطة LBCI التي تنافس الجديد، ويُحكى عن موسم جديد يعدّه الزعتري للخريف المقبل على LBCI.
غياب أراب أيدول
لم توضح محطة mbc السعودية الأسباب الحقيقية حول تأجيل برنامج "أراب أيدول" عاماً كاملاً، وغيابه عن شاشة "كل العرب"، لكن الواضح من خلال التسريبات، أن الوضع المالي الذي تعانيه معظم المحطات التلفزيونية هو السبب الحقيقي لتأجيل برنامج المواهب الأشهر في العالم العربي. ولا يقتصر ذلك على "أراب أيدول"، بل غاب شقيقه "إكس فاكتر" بعد موسم واحد عن الشاشة نفسها، وتأخر البتّ بعرض موسم خامس من "غوت تالنت" واتخاذ قرار نهائي بشان برنامج "فويس كيدز" يقضي بتقديمه كل عامين.