البرازيل تخشى مصرع المئات في انهيار سدّ

26 يناير 2019
يتواصل البحث عن المفقودين (دوغلاس ماغنو/فرانس برس)
+ الخط -
أدى انهيار سدّ في مجمع منجمي كبير في جنوب شرق البرازيل، إلى سقوط تسعة قتلى، لكن الحصيلة قابلة للارتفاع، بعد تأكيد السلطات أن فرص العثور على ناجين "ضئيلة"، في حين ما زال 300 شخص في عداد المفقودين.

وقال ناطق باسم فرق الإطفاء "لدينا تسعة قتلى، ومعلوماتنا تشير إلى فقدان 300 شخص".

وكان روميو زيما، حاكم ولاية ميناس جيرايس حيث يقع السد في جنوب شرق البلاد، صرح بأنّ "الشّرطة ورجال الإطفاء والجيش بذلوا كلّ ما في وسعهم لمحاولة إنقاذ ناجين محتملين". وأضاف لصحافيين "لكننا نعرف أن هناك احتمالات ضئيلة" في العثور على ناجين، مضيفاً "لن نعثر سوى على جثث على الأرجح".

وكانت حصيلة سابقة تحدثت عن سبعة قتلى ونحو 150 مفقودا. وقالت السلطات المحلية إن فرق الإنقاذ تمكنت من العثور على 270 شخصا من الذين كانوا موجودين في الموقع، أحياء.

وانهار أحد السدود الثلاثة لمجمع كوريغو دي فيجياو المنجمي التابع لمجموعة فالي للمناجم، بعد ظهر أمس الجمعة، في برومادينيو البلدة التي يسكنها 39 ألف نسمة، وتبعد نحو 60 كلم جنوب غرب بيلو أوريزونتي، عاصمة ولاية ميناس جيرايس.


وذكر مصور من وكالة "فرانس برس" كان على متن طائرة حلّقت فوق المنطقة أن سيلا من الوحل بني اللون يغطي مساحات واسعة من الأراضي، موضحا أن عددا كبيرا من المنازل قد دمر.


وصرح فابيو سفارتسمان، رئيس مجلس إدارة مجموعة فالي للمناجم، أن "معظم الأشخاص المتضررين من موظفينا". وأضاف: "لا نعرف حتى الآن عدد الضحايا، لكننا نعرف أنه سيكون كبيرا". وأوضح سفارتسمان أن كافيتيريا المجمع غمرها الوحل، خلال وقت الغداء. وتوقع أن تكون هذه "المأساة البيئية" أصغر من تلك التي وقعت في 2015، لكنه أكد أن "المأساة البشرية أكبر بكثير".


وذكر الموقع الإخباري الإلكتروني "جي1" أن السلطات القضائية في ميناس جيرايس أمرت بتجميد حسابات مصرفية قيمتها مليار ريال (233 مليون يورو)، تمهيدا لدفع تعويضات.

وفي برومادينيو، ينتظر عدد كبير من أقرباء عاملين في المنجم أخبارا جديدة بقلق، ولا يخفون غضبهم بسبب قلة المعلومات التي تصدر عن السلطات. وقالت المواطنة أوليفيا ريوس: "إنهم لا يقولون شيئا! هؤلاء هم أبناؤنا وأزواجنا، ولا أحد يقول شيئا. سألني ابن شقيقي ما إذا كان والده توفي، ماذا أقول له؟".

وأكدت حكومة ولاية ميناس جيرايس أنها حشدت نحو مائة من فرق الإطفاء. وظهر أحدهم في تسجيل فيديو وهو ينتشل امرأة جريحة، على ما يبدو، بينما كان شخصان غارقين في الوحل حتى مستوى الخصر.

من جهته، أكد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو أنه سيتوجه إلى ميناس جيرايس، اليوم السبت، ويحلق فوق المنطقة المنكوبة. وقال بولسونارو، في لقاء مع صحافيين في برازيليا "سنسجل الأضرار لنتخذ كل الإجراءات اللازمة لتخفيف آلام عائلات الضحايا والمشاكل البيئية".

وعلى بعد نحو 15 كلم عن السد، أخلت السلطات "وقائيا" موقع إينهوتيم، أكبر متحف مكشوف في العالم لمجموعة الفن المعاصر. ويستقبل هذا المتحف، الذي يعد وجهة سياحية مهمة في البرازيل، 35 ألف زائر شهريا. وكان انهيار سد ساماركو الذي تملكه مجموعة فالي والمجموعة البريطانية الأسترالية "بي اتش بي"، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، أسفر عن سقوط 19 قتيلا، وتسبب في كارثة بيئية غير مسبوقة في البرازيل قرب ماريانا، على بعد نحو 150 كلم عن بيلو أوريزونتي.

بدورها، ذكرت منظمة "غرينبيس"، المدافعة عن البيئة، في بيان، "من غير المعقول أن يقع بعد ثلاث سنوات وشهرين حادث يحمل الصفات نفسها في المنطقة نفسها". وحينذاك، أغرقت موجة من الوحول عبرت ولايتين برازيليتين على امتداد 650 كلم حتى المحيط الأطلسي عبر حوض نهر ريو دوتشي، مئات الكيلومترات المربعة.

(فرانس برس)
دلالات
المساهمون