البذور الفاسدة تضرب الأراضي الزراعية في مصر

08 سبتمبر 2018
خسائر ضخمة تطاول المزارعين (الأناضول)
+ الخط -
تغزو أنواع من "البذور الفاسدة" مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في مصر، خاصة محافظات شمال الدلتا، الأمر الذي أدى إلى تدمير مساحات كبيرة من الأفدنة المزروعة بعدد من الخضروات، خاصة الطماطم والبطاطس والفلفل والخيار والبطاطا، فضلاً عن محصول "الذرة". 

واقع كبّد المزارعين خسائر مالية كبيرة تقدر بملايين الدولارات. وتقدم عدد من المزارعين بشكاوى وإثبات حالة عن زراعتهم وخسائرهم إلى مديريات الزراعة في المحافظات  لتعويضهم مادياً، ولكن من دون أي تحرك من قبلها.

وكشف مسؤول في المركز القومي للبحوث الزراعية، أن تلك البذور الفاسدة مصابة بنوع من الفطريات يؤدي إلى ضعف الإنتاج، موضحاً أن تكلفة استيراد بذور الخضار فقط يصل إلى 1.5 مليار دولار سنوياً، وأن هناك أكثر من 300 شركة  دولية، توكل شركات مصرية باستيراد تلك البذور.

ونوه إلى أن هناك عددا كبيرا من تلك البذور التي تصل إلى أكثر من 200 ألف طن سنوياً، بعضها إما فاسد أو غير مسجل ضمن البذور الجيدة، ورغم ذلك تدخل البلاد من دون أي كشف عنها من قبل الجهات المسؤولة في وزارة  الزراعة.

وأشار المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن دخول البذور الفاسدة والمبيدات الحشرية الضارة ليس مستجداً، في حين أن الشركات تبيع البذور بأسعار مبالغ فيها، وكل عام ترفع هذه الشركات أسعارها، لافتاً إلى أنه أمام ارتفاع أسعار البذور المستوردة، ومع ضعف الوعي لدى الفلاحين، يقع هؤلاء فريسة لتجار السوق السوداء في حصولهم على بذور مغشوشة ومبيدات منتهية الصلاحية.

وتعرضت مصر هذا العام إلى خسائر اقتصادية كبيرة، بسبب منع الكثير من الدول، من بينها دول عربية وأخرى أجنبية، دخول المنتجات الزراعية المصرية إلى أراضيها، بسبب إصابتها "بمتبقيات المبيدات الحشرية".

وقال الدكتور ربيع حسن، الباحث في المركز القومي للبحوث الزراعية، إن البذور الفاسدة خطر على الأراضي الزراعية، كما تصيب المستهلك بسرطان الكبد، محملاً المسؤولية إلى إدارة البذور والحجر الزراعي في وزارة الزراعة، بدخول مثل تلك المنتجات إلى البلاد.

وأشار إلى أن هذه الإدارة لها دور رقابي في متابعة الشركات التي تستورد تلك البذور من الخارج، مطالبا بتدخّل وزارة الزراعة، وفتح تحقيق في الأزمة ومحاسبة المتسبب فيها حتى يتم تعويض الفلاحين.

وشكا محمد فرج، رئيس اتحاد الفلاحين، من الضربات الموجعة التي تتلاحق على المزارعين، من ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية، مروراً بارتفاع أسعار البذور والمبيدات، ومديونيات المصارف، وزيادة تكلفة استخدام الآلات الزراعية، فضلاً عن رفع الحكومة يدها عن دعم الزراعة.

وأوضح محمد شاكر، من كبار المزارعين في محافظة القليوبية، أن البذور الفاسدة انتشرت بين الكثير من المحاصيل الزراعية، بما فيها القمح والبنجر والباذنجان، منوهاً إلى أن تلك البذور تسببت في انخفاض إنتاج الفدان من المحاصيل الزراعية المختلفة في الوقت الذي لم تتحرك فيه الجهات المسؤولة رغم تقديم العشرات من البلاغات. ولفت إلى أن النهوض بالزراعة سيؤدي إلى زيادة النمو من خلال رفع الصادرات.

وأشار المزارع عبد الفتاح طنطاوي، من المحافظة ذاتها، إلى أن القليوبية تعد سلة غلال محافظة القاهرة في ضخ المنتجات الزراعية بصفة يومية، لكونها الأقرب جغرافياً منها، لافتاً إلى تضرر أكثر من 60% من إنتاج الطماطم والبطاطس هذا العام بسبب البذور الفاسدة.

وقال إنه قام بعمل محضر بالتعاون مع عدد من المزارعين في قسم الشرطة، وتم انتداب لجنة من الإدارة الزراعية لإجراء معاينة للأرض، وأكدت وجود نسبة كبيرة من التعفن في البذور.

وتمت إحالة المحاضر للنيابة العامة، إلا أنهم فوجئوا بحفظ المحاضر من دون اتخاذ أي إجراء قانوني.
دلالات
المساهمون