قال صحافي إسرائيلي بارز زار البحرين، الأسبوع الماضي، إنّ حرص العائلة المالكة في المنامة على تعزيز التطبيع مع إسرائيل يواجَه بمعارضة جماهيرية كبيرة.
ولفت المعلق البارز في صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية الإسرائيلية، المقربة من ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو؛ إلداد باك، إلى أن "الملك حمد آل خليفة كلف ولده الأمير ناصر بن حمد آل خليفة، قائد الحرس الملكي ورئيس المجلس الأعلى للرياضة في البحرين، بالمسؤولية عن دفع التطبيع مع تل أبيب قدماً".
وفي تقرير مطول نشرته الصحيفة، أمس الجمعة، قال باك أيضاً إن من "ضمن الخطوات التي سيقدم عليها لتعزيز التطبيع مع تل أبيب، إرسال ناصر فريقا رياضيا من المنامة للمشاركة في سباق "جيرو داتليا" لسباق الدراجات الذي سينظم هذا الأسبوع في إسرائيل"، مشيرة إلى أن الأمير قام بـ"تجنيد لاعبين أجانب" للمشاركة في السباق باسم البحرين في السباق.
وأوضح أن دولة الإمارات سشارك أيضاً في السباق الإسرائيلي، رغم أن كلاً من المنامة وأبوظبي لا تقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وذكر أنّ الملك أرسل ناصر قبل عامين إلى "متحف التسامح"، التابع لمركز "شمعون فيزنتال" اليهودي في لوس أنجليس، مشيراً إلى أن ناصر وقف أثناء إنشاد النشيد الوطني الإسرائيلي "هتكفاً".
وأعاد باك إلى الأذهان حقيقة أن وثائق "ويكليكس" قد كشفت النقاب عن أن الملك "تباهى"، في لقاء جمعه بالسفير الأميركي في فبراير/شباط 2005 بالمنامة، بأن هناك علاقة عمل قوية تربط البحرين بجهاز المخابرات والمهام الخاصة الإسرائيلي "الموساد"، وأنه يدرس توسيع نطاق العلاقات مع إسرائيل إلى مجالات أخرى.
وأوضح باك أن الملك أقدم على خطوة مثلت "بادرة حسن نية" تجاه إسرائيل والمنظمات اليهودية الأميركية، عندما أمر بتعيين اليهودية هدى نونو، سفيرة للبحرين في واشنطن، لافتاً إلى أن الملك عزل نونو من منصبها في أعقاب توجيهها انتقادات حادة لمظاهر سلوك الأمير ناصر في الولايات المتحدة.
ولفت باك إلى أن وسائل الإعلام البحرينية التابعة للنظام تتبنى خطاباً معتدلاً إزاء إسرائيل "وتكثر من اقتباس وسائل الإعلام الإسرائيلية".
ونقل باك عن قادة مركز "شمعون فيزنتال" الذين التقوا الملك حمد قولهم إنّ الملك أبلغهم رفضه الشديد لمواصلة فرض المقاطعة على إسرائيل وتنديده بها، إلى جانب تعهده بالسماح لمواطنيه بزيارة تل أبيب، لافتاً إلى أن الزيارة التي قام به أعضاء منظمة "هنا البحرين" المقربة من النظام تعد تجسيدا لهذه التعليمات.
وأضاف أن وزير الاتصالات الإسرائيلي، الدرزي أيوب قرا، تباهى قبل أشهر بأنه استضاف في تل أبيب أميرا من العائلة البحرينية المالكة يدعى مبارك آل خليفة.
على خط موازٍ، نقل باك عن نخب بحرينية مثقفة قولها إنّ "موقف العائلة المالكة من إسرائيل يتناقض تماماً مع موقف غالبية الشعب البحريني". وأضاف: "لقد قالت إحدى الشخصيات الكبيرة في المنامة إنها تفضل أن تموت أمها على أن ترسلها للعلاج في إسرائيل".
وشدد الصحافي الإسرائيلي على أنه من خلال المقابلات التي أجراها داخل البحرين، فإن أكثر ما يوحد الشيعة والسنة في البلاد هو "الكراهية العمياء لإسرائيل"، لافتاً إلى أنه حتى "القلائل الذين يبدون انفتاحاً إزاء اليهود يظهرون عداءً واضحاً تجاه إسرائيل".
وينقل باك عن أحد أفراد العائلة المالكة قوله إنّ "العداء الكبير الذي يكنّه البحرينيون لإسرائيل تجعله يؤمن بأن فرص تحقيق التطبيع معها غير واقعية".
وأشار إلى أن هناك مؤسسة يطلق عليها "المنظمة البحرينية ضد التطبيع مع العدو الصهيوني" تعمل من حي "عدلية" الراقي في المنامة.
وأضاف باك أن مثقفين بحرينيين يحمّلون نظام الحكم السعودي المسؤولية عن دفع الملك خليفة للتطبيع مع إسرائيل، بهدف تهيئة الظروف أمام تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية ضمن "صفقة القرن"، التي يعكف عليها الرئيس دونالد ترامب.
وأشار إلى أن مظاهر عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي في البحرين جعلها أكثر ارتباطاً بالسعودية، مما دفعها إلى تطبيق تعليمات الرياض.
ونقل عن مصدر غربي قابله في المنامة قوله إنّ "المعارضة الشعبية الواسعة التي تلقاها فكرة التطبيع مع إسرائيل تلزم العائلة المالكة في البحرين بالعمل مكثفاً من أجل توفير بيئة داخلية تسمح بذلك".
وعدد باك بعض مراحل تطور التطبيع بين المنامة وتل أبيب، لافتاً إلى أن البحرين أعلنت عام 2005 انسحابها من المقاطعة العربية لإسرائيل، وذلك في إطار اتفاق تجارة وقّعت عليه مع الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن وزير خارجية البحرين، خالد بن خليفة، التقى وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني عام 2007، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأشار إلى أنه سبق لوزير البيئة الإسرائيلي الأسبق، يوسي ساريد، أن قام بزيارة البحرين عام 1994.
وأشار إلى أن الأمير ناصر، الذي يتولى الإشراف على تعزيز التطبيع مع إسرائيل، مسؤول بشكل شخصي عن تعذيب المعارضين السياسيين.
وقال إن فيلما وثق قيام الأمير ناصر شخصياً بتعذيب معارضين سياسيين عام 2011، حيث أظهر الفيلم الأمير وهو يصعق معتقلين تم تعليقهم عراة بالكهرباء.