أبلغ رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، عدداً من الدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى العراق، برغبة الإقليم إجراء استفتاء شعبي "ليعرف العالم ماذا يريد شعب كردستان".
ونقل بيان صدر عن رئاسة الإقليم، وحصل "العربي الجديد" على نسخة منه، قوله أثناء اجتماعه برؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى الإقليم، إن مسألة إجراء الاستفتاء الشعبي هي "الوسيلة الوحيدة ليعرف العالم ما الذي يريده شعب كردستان وكيف وبأي صيغة سيقرر مصيره ومستقبله وماذا يريد".
وفي إشارة ضمنية الى معرفته المسبقة برغبة سكان إقليم كردستان البالغ تعدادهم نحو خمسة ملايين نسمة بالتصويت لصالح الاستقلال والانفصال عن العراق، أضاف أن "تحقيق إرادة شعب كردستان سيتم في الوقت المناسب وبطريقة سلمية بعيداً عن العنف".
ويُعدُّ الاستفتاء الشعبي في حال إجرائه، الثاني من نوعه بعد استفتاء أول نُظم في عام 2005، وكانت نسبة التصويت لاستقلال إقليم كردستان في ذلك الاستفتاء ساحقة وتجاوزت الــ 90 بالمائة من المشاركين.
اقرأ أيضاً: العراق وسيطاً بين الرياض وطهران... مبادرة أم تكليف إيراني؟
وحول مستقبل المناطق التي حررتها قوات البشمركة بعد طرد مسلحي "داعش" منها وتوصف بالمتنازع عليها بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية، قال البارزاني إن إقليم كردستان "لن يفرض أية صيغة على المواطنين في هذه المناطق، نؤكد دوماً أن أهالي المناطق المحررة هم من يقرر مستقبلهم عن طريق الاستفتاء الشعبي ويجب احترام إرادتهم".
ودعا رئيس إقليم كردستان، الحكومة العراقية إلى البحث مع الإقليم عن آليات جديدة للتعاون تضمن العيش بسلام بينهما، مبيناً "من الضروري إيجاد شراكة حقيقية بين الطرفين، وأن يتفق الجانبان على صيغة مشتركة جديدة عن طريق التفاوض والعيش بسلام مع بعض ولعدم تكرار مآسي الماضي".
وتطرق البارزاني في اجتماعه مع الدبلوماسيين، بينهم ممثلون عن ست دول عربية هي، الأردن، ومصر، وفلسطين، والكويت، والإمارات، والسودان، إضافة لقنصل الولايات المتحدة الأميركية، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، والصين، ودول أوروبية أخرى، إلى الوضع الاقتصادي لإقليم كردستان، لافتاً إلى أن "اقتطاع بغداد حصة الإقليم من الموازنة العامة وانخفاض أسعار البترول ومصاريف الحرب ضد الإرهاب واستضافة أكثر من 1.8 مليون نازح عراقي هي السبب الرئيسي للأزمة المالية والاقتصادية التي يعيشها الإقليم".
واعترف البارزاني بوجود مشاكل داخلية بين الأحزاب السياسية في الإقليم، لكنه اعتبرها قابلة للحل، وحذر من خطورة الصراع الطائفي الذي يهدد المنطقة، مبيناً أن "مسألة الطائفية هي ظاهرة خطيرة جداً.. ستولد العديد من المشاكل حتى بعد دحر داعش، في حال لم تتوقف روح الثأر والنزاعات الطائفية في المنطقة".
ويقود سياسيون من الإقليم الكردي حملات تهدف للترويج لفكرة استقلالهم عن العراق، ويسعون عبر شركات مختصة إقامة لوبي مؤثر لصالحهم ببعض العواصم وخاصة في واشنطن.
وبوجه عام لا ترغب الدول التي تحيط بإقليم كردستان، وحتى بغداد برؤية دولة كردية مستقلة لأن ذلك سيثير رغبات انفصالية لدى نحو 30 مليون كردي موزعين على إيران، وتركيا، وسورية، كما وتتخوف بعض العواصم العالمية من الاستقلال الكردي تحسباً من تسبب ذلك بتفجر الأوضاع بشكل أكبر في المنطقة.