الانقسام يربك الشتات الفلسطيني

28 أكتوبر 2018
الفصائلية تنتشر بين الجاليات الفلسطينية (العربي الجديد)
+ الخط -
يتفق ناشطون وأكاديميون فلسطينيون في الشتات الأوروبي والأميركي والآسيوي، على أن انتقال الانقسام الفلسطيني إلى صفوف الجاليات يؤثر على دورها. التشخيص الذي يقدمه المهتمون بدور الشتات، في هذا العدد من ملحق فلسطين، يشير إلى أن تركيز منظمة التحرير على عمل السلطة، وحالة الانقسام بين سلطتين، في الضفة وغزة، وتوسعها لتصبح "فصائلية وأيديولوجية"، انعكست سلباً على وضع الجاليات وقدرة تأثيرها لخدمة القضية الفلسطينية. وإضافة إلى ما تقدم، برز خلال العامين الماضيين دور يسعى إليه القيادي السابق في حركة "فتح"، محمد دحلان، وخصوصا في أوساط أنصار الحركة في عدد من الساحات، من خلال مداخل متعددة، أبرزها الدعم المباشر وغير المباشر لعقد "مؤتمرات" وندوات، وتبن مالي لفعاليات فنية وثقافية.
المقلق أن جاليتين بحجم فلسطينيي تشيلي والولايات المتحدة الأميركية لم تكونا بمنأى عن الانقسام. فحالة إحباط ما بعد "أوسلو"، وخصوصا بعد تهميش منظمات كبيرة وتاريخية، مثل اتحاد الجالية الفلسطينية في أميركا اللاتينية، التي عرفت اختصاراً باسم "كوبلاك"، دفعت قيادات محلية في الجالية لإعادة ترتيب وضعها في أميركا اللاتينية، لكنها محاولة لم تسلم أيضا من التدخل، بعد الإعلان قبل عامين عن التأسيس لمؤتمر فلسطينيي أميركا اللاتينية.
تشخيص أوضاع الجاليات الفلسطينية، إن في القارتين الأميركيتين أو في أوروبا، لا يختلف عليه كثيرون، وهو طويل ومتداخل. لكن الدكتور خليل جهشان من واشنطن يصف الواقع الجديد بأنه "بات بحاجة ليركز أبناء الجاليات على بنيتهم وبرامج عملهم الخاصة، حيث يتواجدون في مجتمعاتهم خدمة لقضيتهم". وهو ما يبدو أن جيلا فلسطينيا جديدا بات يعمل عليه اليوم في أميركا الشمالية. وفي أوروبا لا يختلف الدكتور كامل الحواش حول "ضرورة أن يلتقي فلسطينيو الشتات على الحد الأدنى من القواسم المشتركة، بعيدا عن تأثير الانقسام والتجاذب الفصائلي والأيديولوجي".
الباحث والناشط زياد العالول ينظر بقلق لتأثير التجاذب ويقول حرفيا "من الغريب أن يصل اتهام من ينشط بين فلسطينيي تشيلي بأنه حماس، فالجالية هناك لا علاقة لها أصلا بكل ما يتخيله غير العارفين بجذور وواقع الجالية".
عموما، لم يعد سراً أن حالة الانقسام الفلسطيني تعمقت، وباتت تمتد من برلين حتى سنتياغو، وهو ما يجمع عليه معظم الذين تحدثوا إلى "الملحق". فالاختلاف، تحت سقف الديمقراطية وحرية التعبير، أمر صحي في الحالة الفلسطينية، لكن حين يصل إلى مستوى تجاذب فصائلي، وفوقه أيديولوجي، وبغياب برنامج قاسم مشترك، فإن جهوداً كثيرة تضيع، وهذا ما هو حاصل في حال الجاليات الفلسطينية، والتي من المفترض تركها لتقرر بنفسها، فهي ناضجة بما يكفي لتعرف وجهتها ووسائل عملها. ​